ملخّصات دروس التاريخ : الحركات الاستقلالية بالجزائر وتونس وليبيا
الحركات الاستقلالية بالجزائر وتونس وليبيا
الإشكالية:
ما العوامل المساهمة في نشأة الحركات الوطنية بالجزائر وتونس وليبيا؟ وما التطورات التي عرفتها هذه الحركات؟
دور انعكاسات الاستغلال الاستعماري في نشأة الحركة الوطنية
مظاهر الاستغلال الاستعماري: في الجزائر:
احتلت فرنسا الجزائر سنة 1830 وحولتها إلى مستعمرة استيطانية، وشجعت هجرة الفرنسيين إليها، وسهلت عليهم السيطرة على الأراضي بإصدار مجموعة قوانين، وعملت على تجنيس الجزائريين…
انعكاسات الاستغلال الاستعماري : نتج عن الاستغلال الاستعماري تدهور وضعية الفلاحين والحرفيين، ومعاناة الشعب الجزائري من القمع والتهميش، وسيؤدي ذلك إلى قيام بعض الجزائريين بالمطالبة بالإصلاحات.
مظاهر الاستغلال الاستعماري : في تونس:
خضعت تونس للحماية الفرنسية سنة 1881 لتبدأ عملية الاستغلال الاستعماري الذي تجلى في : تشجيع توافد المستوطنين (فرنسيين وإيطاليين). أصدرت فرنسا مجموعة قوانين لنقل استغلال الأراضي إلى المعمرين، تقليص مهام الإدارة التقليدية التونسية لصالح الإدارة الاستعمارية، استغلال المعادن، تشجيع الشركات للاستعمار إلى جانب الاستعمار الرسمي.
انعكاسات الاستغلال الاستعماري : نتج عن الاستغلال الاستعماري وتدهور الوضعية الاجتماعية للفلاحين والحرفيين والعمال، ارتفاع قيمة الضرائب مما أدى إلى قيام بعض المثقفين بتأسيس حزب «تونس الفتاة» سنة 1907، حيث طالب بوضع دستور وتحقيق مجموعة إصلاحات.
مظاهر الاستغلال الاستعماري : في ليبيا:
احتلت إيطاليا ليبيا سنة 1911 وأصدرت مجموعة قوانين تسمح للسلطات الاستعمارية بمنح الأراضي للإيطاليين.
انعكاسات الاستغلال الاستعماري : نفذت إيطاليا البرنامج الاستيطاني بها حيث وزعت 1800 مزرعة ليبية على 1800 أسرة إيطالية بعد انتزاع الأراضي من الليبيين رغم قلة الأراضي من الصالحة للزراعة بليبيا.
دور نمو الوعي الوطني في نشأة الحركة الوطنية:
ساهمت عدة عوامل في نمو الوعي السياسي بكل من الجزائر وتونس وليبيا خلال فترة ما بين. الحربين (1939 1919) وهي كالآتي: التأثر بالحركات الإصلاحية بالمشرق العربي السلفية منها والقومية العلمانية وبمقاومة عبد الكريم الخطابي الريفية بالمغرب…، محاولة استغلال مؤتمر الصلح بباريس بعد نهاية الحرب العالمية الأولى لعرض القضية التونسية والجزائرية، بروز فئات وسطى مثقفة تزعمت الحركات الوطنية (الثعالبي بتونس، الأمير خالد وعبد الرحمان بن باديس بالجزائر، أحمد الشريف السنوسي بليبيا).
ما خصائص الحركات الوطنية بكل من الجزائر وتونس وليبيا؟ وما الوسائل التي استعملتها؟
خصائص الحركة الوطنية:
الجزائر:
تزعم الحركة الوطنية كل من الشيخ عبد الحميد بن باديس والذي أسس سنة 1931 جمعية علماء المسلمين للدفاع عن الهوية الجزائرية العربية الإسلامية ضد سياسة الإدماج وإلحاق الجزائر بفرنسا كما تم سنة 1937 تأسيس حزب الشعب الذي تركزت مطالبه على الإصلاحات ومواجهة سياسة الإدماج.
تونس:
أدت سياسة فرنسا الاستعمارية إلى ظهور الحركة الوطنية وتطورها من المطالبة بالإصلاح إلى المطالبة بالاستقلال: قاد الحركة الوطنية خلال مرحلة المطالبة بالإصلاحات الحزب الدستوري بقيادة الشيخ عبد العزيز الثعالبي الذي دعا إلى تشكيل حكومة وطنية ومجلس وطني منتخب وطالب بعدة إصلاحات كالحريات العامة والمساواة بين التونسيين والفرنسيين.
واجهت فرنسا الحركة الوطنية بالقمع ثم جاءت الأزمة الاقتصادية وظروف الحرب العالمية الثانية والذي أسهم في انتقال الحركة الوطنية نحو المطالبة بالاستقلال حيث تأسس الحزب الدستوري الجديد بقيادة الحبيب بورقيبة الذي قام بمفاوضات مع فرنسا بشأن الاستقلال على مراحل، كما أصدرت القوى السياسية الميثاق الوطني سنة 1946 مطالبة بالاستقلال.
ليبيا:
تميزت الحركة الوطنية بها بالمقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإيطالي قادها في بداية سنة 1911 أحمد شريف السنوسي والذي لجأ إلى مصر 1922 بعد وصول موسوليني إلى الحكم، وبعد تزعم عمر المختار حركة المقاومة المسلحة والذي أرهقت الجيش الإيطالي ما 1922 و1931 انتهت بإلقاء القبض عليه وإعدامه سنة 1931.
الوسائل المستعملة من طرف الحركة الوطنية:
الجزائر: تنظيم المظاهرات والإضرابات، إصدار الجرائد والمجلات، مقاطعة البضائع الفرنسية، اعتماد العمل المسلح.
تونس:
- طبع وتوزيع المناشير لتوعية الشعب.
- تنظيم المظاهرات والإضرابات.
- اعتماد العمل المسلح من خلال تأسيس جيش التحرير.
ليبيا:
- اعتماد المقاومة المسلحة.
ما مظاهر تطور البرنامج السياسي للحركة الوطنية التونسية والجزائرية؟
قبل الحرب العالمية الثانية: المطالب بالإصلاح:
تونس : تميزت برامج الأحزاب السياسية بالمطالبة بالإصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وتوسعت بالمطالبة بتعيين تونسيين في مختلف الوظائف الحكومية وإيقاف الاستعمار الفلاحي الرسمي، وتكوين مجالس بلدية منتخبة…
الجزائر: تركزت مطالب الحركة الوطنية على الإصلاحات التي تجسدت في برنامج نجمة شمال إفريقيا 1933 وبرنامج حزب المؤتمر الوطني الجزائري 1937 والتي دعت إلى المساواة في التوظيف بين الجزائريين والمستوطنين والمطالبة بدائرة انتخابية موحدة للجزائريين والمستوطنين مع رفض سياسة الإدماج بفرنسا.
غداة الحرب العالمية الثانية: المطالبة بالاستقلال:
الجزائر: قررت الحركة الوطنية اللجوء إلى الكفاح المسلح لتحقيق استقلال البلاد كرد فعل على رفض تلبية مطالب الحركة الوطنية بالطرق السلمية حيث تم تأسيس جبهة التحرير الوطني سنة 1954 والتي أعلنت قيام الثورة الجزائرية لتصفية الاستعمار عبر جيش التحرير الجزائري الذي بدأ في تنفيذ مجموعة من العمليات العسكرية في كل المناطق الجزائر ضد الاحتلال.
تونس: انتقلت الحركة الوطنية إلى العمل المسلح حيت تأسست حركة الفلاحة كفرقة مسلحة غير تابعة للأحزاب السياسية التونسية وشكلت نواة جيش التحرير التونسي ونفذت عدة عمليات فدائية ضد مختلف مصالح الاستعمار والمستوطنين.
ساعدت التغيرات الدولية والداخلية غداة الحرب العالمية الثانية في تغيير مواقف الحركة الوطنية بالبلدان الثلاثة التي طالبت بالاستقلال:
التغيرات الدولية: تتمثل في الاحتلال النازي لفرنسا ومشاركة هذه الدول إلى جانب جيوش الحلفاء في الحرب العالمية الثانية وإصدار الميثاق الأطلنطي الداعي إلى حق الشعوب في تقرير مصيرها…
التغيرات الداخلية: تزايد حدة الاستغلال الاستعماري وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتنامي الوعي السياسي لدى الأحزاب والنقابات في مواجهة السياسة الاستعمارية الفرنسية التي تستجيب لمطالب الإصلاح.
انتهت جهود الحركات الوطنية بالحصول على الاستقلال:
ليبيا: بعد إخراج الحلفاء الجيوش الألمانية والإيطالية من ليبيا خلال الحرب العالمية الثانية وبمشاركة الليبيين الذين جندهم إدريس السنوسي حاولت فرنسا وبريطانيا تقديم مشروع تقسيم ليبيا إلى مناطق فرنسية وبريطانيا مع إقامة قواعد عسكرية أمريكية، فواجهه الليبيون بالرفض والمقاومة مما دفع بالأمم المتحدة لرفض المشروع وأصدرت توصية تمنح الاستقلال الكامل لليبيا في 21 نونبر 1949 وفي 24 دجنبر 1951 أعلن استقلال ليببا تحت اسم المملكة الليبية المتحدة بقيادة الملك إدريس السنوسي.
تونس: أمام تطور الكفاح المسلح وخروج فرنسا منهزمة في الهند الصينية 1954 اضطرت فرنسا إلى فتح مفاوضات مع قادة الحركة الوطنية التونسية انتهت بإلغاء معاهدة وإعلان استقلال تونس في 20 مارس 1956 وقيام الجمهورية التونسية برئاسة الحبيب بورقيبة في 25 يوليوز 1957.
الجزائر: بفعل ضغط المقاومة المسلحة اضطرت فرنسا الدخول في مفاوضات مع جبهة التحرير الجزائرية التي انتهت بتوقيع اتفاقية إيفيان 19 مارس 1962 لتقرير مصير استقلال الجزائر عبر استقلال والذي اعترفت به فرنسا في 3 يوليوز 1963، وبذلك تحررت.