أسافر في الصباح
لأشتري نبتة من المدينة
وقنينتين من نبيذ
واضعاً نظّارة لحمرة العين
و سياجاً لسواد القلب...
لأن الليلة
(كالأخريات)
لم تحمل جديداً
يدور رأسي في الفراغ
رتيبة هي العبادة دون قلب
يناديني الفجر خلف شباك الحديد
لا تنم حتى العصر
إن الإنسان لفي سكر
لعل حادثة سير تنقذني
أو اتصالاً من صديقة غاضبة
أو من الرب
كيف حالك؟
هل تريد شيئاً من المدينة؟
قنينة دموع أو مزيداً من القتلى؟
وفي الشارع الرئيسي
بعوض الوادي الكبير
ينقل لي حقيقة العالم
سيمتص نصيبه من دمي
مثل أسرتي الحبيبة
وامرأة غريبة
وأولئك الأطفال اليائسون
سيذكرون أنني تقيأت في أرواحهم
ويبصقون على الطريق
ليتنا لم نوجد
وتبقى الشمس وحيدة
تكرر نفسها كل صباح
والنبتة التي قطع البائع نسغها
تنظر لي..
كأني اختطفت طفلاً صغيراً
أو غرست نصلاً في قلبها
ما أتفه أن يسهر الإنسان
كي يرى نفسه كل ليلة
عاريا إلاّ من قدر رتيب
وشهوة للمستحيل
• ملنكوليا