مراسلات ألبير كامو وماريا كازاريس 1944-1959

 

مراسلات ألبير كامو وماريا كازاريس 1944-1959



مراسلات ألبير كامو وماريا كازاريس 1944-1959.

 ترجمة : واسيني لعرج.


من ماريا كازاريس إلى ألبير كامو


هي حماقتي وحدي


حبيبي. 

لا أدري إذا كان التعب هو السبب فيما حدث لي، أم ثقل البروفات التي تضاف إلى العروض العديدة المبرمجة، التي أصبحت حقيقة ثقيلة. حتى هذه الجمعة سنحرم من أية راحة لاسترجاع الأنفاس. 


منذ البارحة لم أعد قادرة على تحمل أي جملة من مسرحية: العادلون Les Justes. الثوار الأعزاء في تيههم، يهربون من مساماتي. ينتابني إرهاق جسدي شديد كلما تقمصت شخصية دورا المسكينة التي تجد نفسها فجأة ضائعة ومرتبكة. أعاني من انهيار عصبي خفيف، ينعكس على حركة لساني وعلى شفتي، ولا أستطيع أن أنبس بكلمة صغيرة دون أن يرتبك لساني. تحول ذلك إلى حالة رعب لي ولأصدقائي. 


الأخطر من هذا كله، هو أني كلما أخطأت في التعبير وارتبكت لغتي، غرقت في دوامة من الضحك العصبي، تؤثر عليّ وعلى كل من معي مما يقلل من قيمة جهودنا الكبيرة...


حبيبي، أنحني عند قدميك، أيها الغالي. أرجوك أن تسامحني، وتتفهم تقصيري. هي حماقتي وحدي. لا أعرف ماذا حلّ بي؟ لم أعد سيدة لساني. كلما حان دوري في المسرحية، أفكر باستمرار فيما يمكن أن أقوله، فأرتعش فجأة... ويهرب من لساني الكلام. 




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-