قصص : جورج، الكاتب الملعون - رْوي مانْويل أمارال Rui Manuel Amaral
(البرتغال، 1973)
اختيار وترجمة: سعيد بنعبد الواحد
لم أعرف قطّ أحداً مثل جورج. كان بالفعل كاتباً ملعوناً. كان كاتباً ملعوناً سواء في بيته كما في المقهى، وخصوصاً في الأوساط الأدبية.
كان لامرأته أسوأ رأي فيه وتدعوه "الملعون" وأيضا "الوغد"، و"الشرير"، و"المخادع"، و"السكير"، و"المتسكع"، و"الوحش"، و"الخبيث"، و"الداهية"، و"الماكر"، بل و"المتاع القديم"، و"المنبوذ"، و"أرذل الناس"، و"الساحر"، ومرة أخرى "الملعون". في رأيها، كان جورج هو الشيطان بعينه.
في المقاهي أيضاً، لم يكن يحظى بتقدير كبير. كان لأصدقائه عنه فكرة احتقار تفوق أي احتقار لأي شخص في العالم. ويكرهه الكتاب الآخرون، ويحسدونه ويقولون عنه أفظع الأشياء.
وما هي أسباب كل ذلك؟ لا أحد يعرف. ربما لذلك بلغ شهرة كبيرة ككاتب ملعون.
لكن جورج كان يفعل كل ما في وسعه حتى يغير الناس رأيهم فيه. كان يجري وراءهم ويقدم له الشوكولاته، والمبردات، والفستق، وكتب الزراعة في الأيام القسوم، وكتب علم الفلك في الأيام الفردية. ولكنه، خصوصاً، كان يُحاول إقناعهم، وهو يزبد ويرغي مثل المجنون، مؤكّداً أنّه لم يكتب قط في حياته سطراً واحداً، لأنّه، بكل بساطة، إنسان أمي.
مهما يكن من أمر، لم يكن أحد يصغي إليه. وبخصوص هذه النقطة هناك توضيح لا بد منه: كان جورج أخرس أيضاً.
فليشمله الرّبُّ بسلامه المقدس.