ثورة! | روي مانْويل أمارال Rui Manuel Amaral

 

ثورة! الكاتب: روي مانْويل أمارال Rui Manuel Amaral




ثورة!

الكاتب: روي مانْويل أمارال
Rui Manuel Amaral 

(البرتغال، 1973)

اختيار وترجمة: سعيد بنعبد الواحد



إن الحياة ليست مفروشة بالورود في طريق مربي سمك التروتة. ولا ينكر أحد أن صانعي الغليون يجتازون أزمة حقيقية. مهما يكن من أمر، فإنه لا مجال للمقارنة مع ما يجري في ـ واسمحوا عن اللفظة ـ الأدب. لقد أصبحت الكلمات ذات القيمة باهظة الثمن. والأمور تتجه نحو الأسوأ لأن ساعة النهاية قد دقت قبل الأوان. 


إن الكتاب الفقراء والبسطاء، الذين يسمون أيضا "قاصرين"، لأنهم لا يتجاوزون في أغلب الأحيان ثمانية عشر سنة، مضطرون للاكتفاء بنصف دزينة من الكلمات المبتذلة وبعض الأفكار التي يعتبرها الجميع رخيصة. فلا غرْو، إذن، إن توالت الأخبار القائلة بأن عدد الكتاب المجرمين يزداد يوما عن يوم. كلما تسلّى كاتب ناجح في مؤتمر، في حفل تقديم كتاب أو حفل كوكتيل، فمن المؤكد والمعروف أن جيشا من الكتاب القاصرين ينقضون على كراساته ليسرقوا كل الكلمات النفيسة.

 

أثناء ذلك، ولتعميق الأزمة، لم تعد القواميس متوفرة في محلات بيع الكتب وتعَرَّضت جل المكتبات العمومية لنهب مدمر. فلم تعد الكتب اليوم سوى رزما من الأوراق البيضاء، بعد أن جُرّدت من كل الكلمات، بما في ذلك المعلومات الخاصة برقم الإيداع القانوني. 


لذا فإن الحكومات والسلطات تواجه اليوم هذا النوع من المشاكل: كُتّاب يائسون ومستعدون للقيام بأي شيء من أجل الحصول على حصتهم اليومية من الكلمات. 


ربما كانت تلك هي الإشارة الأولى، ومن يدري أنها الثانية أيضا، بأن الثورة قد صارت وشيكة أكثر من أي وقت مضى.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-