ثقوب | سونْيا دْوارْتي Sónia Duarte

ثقوب الكاتبة: سونْيا دْوارْتي Sónia Duarte


ثقوب

الكاتبة: سونْيا دْوارْتي Sónia Duarte (البرتغال، 1978)


اختيار وترجمة: سعيد بنعبد الواحد



طبعا، الثقوب أحجام. من الصعب تحديد أصغرها أو أكبرها. ولتبسيط ذلك تم تقسيمها إلى عدة أنواع، حسب من يرصدها. فإن كان من يرصدها محاسبا كانت "ثقبا في الميزانية"، وإن عالما "ثقبا أسود"، وإن مهندسا "ثقبا في السّد"، وإن تقنيا إعلاميا "ثقبا في النظام". ولا شيء أمتع من الحصول على ثقب يحشر فيه المرء نفسه.
الثقوب الكبيرة، لأنها بادية للعيان، ذات طبيعة عابرة. ذلك أن عددا كبيرا من الناس يتطوعون لسدها أو هم مجبرون على القيام بذلك. أما الثقوب الصغيرة، فيمكن أن لا ينتبه إليها أحد لآلاف السنين، فتستمر في الكبر شيئا فشيئا، دون أن تظهر، بينما الجميع منشغل بملاحظة الثقوب الكبرى. لهذا السبب، يجب عدم استبعاد فرضية أن العالم يعج بها. إن عددها يفوق، بكل تأكيد، عدد الثقوب الكبيرة ويعادل قدر ما في الإسفنج من ثقوب.


لذلك، عندما يتم اكتشاف ثقب صغير، يجب الإمساك به في الحال، قبل أن يراه شخص آخر، ويأخذ في نبشه ببطء إلى أن يصير كبيرا بما يكفي ليمر عبره. فقط بهذه الطريقة تُقطع العلاقة مع العالم، الكثير الثقوب أصلا، قبل أن يمتصّنا انطلاقا من كل واحد من مسامّه ومسامّنا.



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-