أربعة مسامير
الكاتب: جوزي مارْيو سيلْفا José Mário Silva (البرتغال، 1972)
اختيار وترجمة: سعيد بنعبد الواحد
دق الجرس مرة، ومرتين، وثلاثا. في المرة الرابعة، صاح بِّيتي غاضبا، نزل من السلم، وضع المطرقة فوق طاولة الصالة وذهب ليفتح الباب الخلفي. وبين شفتيه، أربعة مسامير بأطرافها الحادة نحو الخارج.
ما إن رآه، حتى تعرّف للتّو ذلك الوجه خلف الشباك. إنه كارْفر، رايمونْد كارْفر، جاره الكاتب والمدمن على الخمر. رجل منغلق على ذاته، قليل الكلام. كان يعرف أنه نشر كتابين أو ثلاثة كتب قصصية، لكنه لم يقرأ أي واحد منها. اعتادت أوليفيا أن تقول، بتهكمها الماكر الذي تستعمله ضد كل شيء وضد الجميع، إنه لو كان كاتبا كبيرا، من الكتاب الجيدين بالفعل، لما كان يعيش في ذلك الحي، بكل تأكيد.
"آسف على إزعاجك، لكن هل بإمكانك أن تقدم لي أي شراب؟"، سأل كارْفر، وهو يحك لحيته المتناثرة. ريقٌ في جوانب فمه الجاف، وعيناه شبه مغمضتيْن بسبب الضوء الساطع في منتصف النهار. "لا أدري أين وضعت مفاتيح البيت وزوجتي لن تعود إلا بعد بضع ساعات". فتح بّيتي الباب الشباكي، وضع المسامير في جيبه وذهب يبحث عن جين، وكأسين، وكرسيين، ودلو بلاستيكي مملوء بالثلج.
بعد عدة سنوات، فكّر، ربما سيقحمه هذا الشقي ذو اليدين المرتعشتين، ويضعه، هو بِّيتي، باسم آخر لكن بحركات مختلفة، في أي واحدة من قصصه. كان شبه متأكد من أنه سيقوم بذلك. ونصفُ قنينة جين ثمن جد معقول للظفر بهذا النوع من الخلود.