المدرسة المثالية - كارلوس دْرومونْد دي أنْدرادي


 المدرسة المثالية  - كارلوس دْرومونْد دي أنْدرادي

المدرسة المثالية  - كارلوس دْرومونْد دي أنْدرادي



Carlos Drummond de Andrade
(1902-1987)

اختيار وترجمة: سعيد بنعبد الواحد.


"مدرسةُ الآباء"، التي أُنشئت في سامْباييبا، بولاية مارانْياوْ، لم تأت بما كان يُنتظرُ منها من نتائج. كان التردّد قليلا على المؤسسة، والآباء يذهبون ليشربوا في الحانة المجاورة.

ارتأت إدارة المدرسة أنه من المناسب تجريبُ طرق جديدة، فوضعت مسؤولية التدريس بين يدي أبناءِ التلاميذ. 

في البداية، كان الأداء رائعا، لأنّ المراهقين الذي أصبحوا يتحكمون في المؤسسة فرضوا نظاما صارما، واشترطوا على الآباء أقصى درجات الانضباط، احترام الوقت والنجاعة. بعد ذلك، بدأت الانضباطُ يتراخى، فكان هناك من الأطفال من يدعون آباءهم وآباء أطفال آخرين ليستبدلوا حجرة الدرس برقعة ملعب كرة القدم، وهو ما كانوا يحصلون عليه. 

عند نهاية الفصل، أصبحت "مدرسة الآباء" هي "مدرسة الآباء والأبناء"، من دون برنامج دراسي محدّد، وخُلقت منها نسخٌ في أماكن أخرى من الولاية، بل وفي ولاية بْياوي أيضا. 

كانت مدرسة احتفالية، لم تكن فيها القردةُ، والفراشاتُ، وحصى الطرقات تُشكّل جزءا من اللّوازم المدرسيّة فحسب بل تُلقي محاضرات في المادّة المُدرّسة، وفق طريقة خاصة تختلف عند كلّ واحد منها. وبلغ الحماسُ حدّاً لدرجة أنّ الآباء والأبناء خلصوا إلى أنه من الأفضل تحويلُ المؤسسة، التي لم يعد لها مقرّ ثابت حينئذ، إلى مدرسةٍ طبيعيّة للأشياء، يكون فيها كل شيء موضوعاً للفضول، من دون مُقرَّر، فظهرت مدرسةُ الطبيعة، من دون معلّمين، من دون تلاميذ، من دون قانون، من دون شواهد، حيث يتعلّمُ الجميعُ من الجميع، في أكبر فرحٍ وغيابٍ تامٍّ للرّسميات، إلى أن تَذكّرت "المؤسسةُ الوطنيّة للاستيطان والإصلاح الزّراعي" أو أيّ هيئة حضارية أخرى أن تقسم أراضي سامْباييبا إلى قِطَعٍ بيروقراطيّة وقانونيّة. فهل تكون هي المدرسة المثالية؟




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-