الفلاح والعمة العجوز وملَك الموت - ماريا أنجليكا هيرنانديز

 الفلاح والعمة العجوز وملَك الموت - ماريا أنجليكا هيرنانديز

 ترجمة، عبد القادر وساط

الفلاح والعمة العجوز وملَك الموت - ماريا أنجليكا هيرنانديز



في إحدى قرى المكسيك النائية، كان يعيش فلاح بائس، يدعى خافيير، مع زوجته أليخاندرا وأبنائه العشرة. كانت سنوات الجفاف قد تتابعت على تلك البلاد، فنفقت البهائم، وتشققت الأرض اليابسة، ووجد خافيير نفسه عاجزاً عن إعالة أسرته.

 كانت لخافيير عمةٌ عجوز ثرية، تعيش في العاصمة مكسيكو، تملك عدة عمارات سكنية ومصنعاً كبيراً للنسيج، ولها رصيد ضخم في البنك، لكنها كانت شديدة البخل، وكلما قصدها خافيير، التماساً للمساعدة، صَدَّتْهُ وأغلقت الباب في وجهه. 

 لم يكن لتلك العمة البخيلة أبناء ولا أقرباء. كان خافيير هو وارثها الوحيد، وكان  أمله هو أن تموت تلك العجوز الخبيثة، كي يستمتع مع أسرته بالثروة التي ستتركها لهم.

 وفي ليلة مقمرة، من ليالي الصيف الدافئة، بينما كان ملَك الموت وحيداً فوق قمة جبلية شاهقة، صدر إليه الأمر كي يتوجه إلى كوخ الفلاح البائس خافيير، ويقبض روحه قبل طلوع الفجر. 

 طارَ ملَكُ الموت بأجنحته المهيبة، عند سماع ذلك الأمر، لكنه لم يمض باتجاه القرية التي يعيش فيها خافيير، بل توجّهَ إلى مدينة مكسيكو، وحلق فوق سمائها المليئة بالدخان، ثم هبط في ثوان معدودة إلى فيلا العجوز البخيلة وقبض روحها دون تردد. 

 وعندئذ، حدثت جلبة كبيرة في السماء. تساءلَت الملائكة: كيف صعدت روح العمة إلى الأعالي، مع أنّ أَجَلَها لم يحن بعد؟ 

 أما ملك الموت، فقد كان مدركاً لهول فعلته، ومستعدّاً لمَا سيحيق به من لعنة أبدية. 

 وأما الفلاح البائس خافيير، الذي سعدَ كثيراً بموت عمته، فلم يكن يدري أنّه أوّل إنسان يستمر في الحياة، رغم انقضاء أجله.



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-