مهارة إنتاج نص حكائي وصفي

 مهارة إنتاج نص حكائي وصفي


مهارة إنتاج نص حكائي وصفي



تعبير وإنشاء  :  مهارة إنتاج نص حكائي وصفي

                                                1- أنشطة الاكتساب 

تقديم المهارة

توظيف الوصف في نص حكائي يستلزم الانتباه إلى ما يلي:
- الموصوف: قد يكون شخصية أو فضاء أو موقفا أو أشياء مرتبطة بهذه المكونات.
- الواصف: وهو السارد بكل سلطته الوصفية بما فيها من رؤية وزوايا وصف ورسائل موجهة إلى المروي له.
- طريقة الوصف: تختزن أنماط الوصف المتعددة (الذاتي ـ الموضوعي ـ العام ـ الخاص ـ الواقعي ـ التخييلي ـ الحسي ـ المعنوي..).
- لغة الوصف: بما فيها معجم وتراكيب وانزياحات وسجلات واستبطان وتعرية وبناء وهدم ومسكوت عنه ومبالغ فيه...

مكونات الوصف من خلال نص الانطلاق

1- أطراف العملية الوصفية

  -  الواصف: يتمظهر في ضمير الغائب، ويبدو أن الواصف/السارد يتخذ موقعا قريبا من الموصوف، بل لعله يعايش الشخصية الموصوفة ويتابعها في حركاتها وسكونها، يعرف سنها وطولها وعرضها وانفعالاتها وذوقها وأحاديثها عمن تحب، وبكل الأشغال التي تؤديها في سبيل بلوغ مرادها، في رؤية تبدو أكثر قليلاً من مصاحبة وأقل قليلا من رؤية من الخلف.
 - الموصوف: يقع الوصف في النص على شخصيتين رئيسيتين، وأكثرهما استحواذا على الوصف بطل القصة (الزين)، ويطال الوصف مظهرهما الخارجي وصفاتهما المعنوية بما يخدم حركة الحدث ودلالة الدافع الاجتماعي والنفسي الذي يخلفه.

  2- طريقة الوصف  

    يتموضع الوصف في لحظة من الزمن وحيز من المكان يؤطر حضور الشخصية بصفاتها المتميزة وعلاقاتها المتشابكة ودوافعها الذاتية والموضوعية، وينطلق الوصف من تحديدات عامة تسم الشخصية وتقدمها للمتلقي جاهزة بما يهيء للحدث أبعاده ودلالاته المتعددة، فالزين فتى صغير شديد الانفعال والتأثر بالجاذبية الأنثوية، وبعض هذا التوصيف العام المرتبط بشكل ميكانيكي بحدث الإعلان عن الإعجاب ببنت العمدة في جمع عام من الرجال يشكل نوعا من التحفيز ويسهم في بناء عناصر الحبكة، فيدفع بالحدث نحو النمو دفعا منطقيا تطفو فيه على سطح الوصف الوظيفة التفسيرية والتبريرية فتربط بين الأطراف الموصوفة. 
وقد اقتضت خطة الوصف لدى الواصف أن تعرج على المظهر الجسمي للموصوفين الرئيسيين: الأولى ذهبية اللون ، واسعة العينين، سوداء الرموش الطويلة...، والثاني نحيف يابس اللحم، حلو اللسان...، ولكل منهما خاصية مختلفة تنم عن عرف اجتماعي ونمط ثقافي سائد، إذ عزة عزيزة لدى الزين، والعمدة يعز عزة كما يعز حديقته، فيستخدم إعزاز الزين لعزة ليعزز خضرة جنينته وخصوبتها، ويخص الثاني بصفات معنوية يستضمرها المحكي من بدايته إلى نهايته، وتنطق بها الأفعال والوظائف التي تنجزها شخصية الزين 

  3- لغة الوصف

      يوظف الواصف لغة النعوت والتشابيه والجمل الخبرية الواصفة والعبارات المناسبة للسياقات التداولية النفسية والاجتماعية، والمادة المعجمية الملائمة لرسم الملامح والحركة والأفعال والانفعالات، وإنطاق الشخصية ودفعها إلى الكلام والبوح بما يصنع موقفها، ويكشف عن أسرارها وأحاسيسها وأذواقها وثقافتها وجرأتها في حوار مباشر قصير يسخر السجل الدارج بما فيه من بدائل صوتية ومورفولوجية محلية للغة الفصيحة، ويتولى السارد نقل معظم المواقف والحالات بلغة واصفة تصويرية كثيفة لا تخلو من قسوة وتهكم وتندر.

  4- مقصدية الوصف 

      تتحدد مقصدية الوصف في وظيفتين:
    * وظيفة جمالية: يستهدف بها الواصف خلق اللحظات الممتعة المؤثرة في المتلقي، المثيرة لتوتره، والمحفّزة لتشوقه ورغبته في الإحاطة بعوالم الشخصية الموصوفة المصرح بها والمسكوت عنها، والتي تدفع المتلقي إلى استكمال الصورة عبر مخيلته، واستنادا إلى ذوقه ورؤيته للجمال والحب والعطاء، وتتأسس هذه الوظيفة على القدرة الخلاقة على استعمال اللغة استعمالا يخرج بها عن المألوف إلى ترتيب لقطات تصويرية تستحضر أطرافا من عوالم مختلفة (جلد معزة ـ حقل الحنطة قبيل الحصاد ...) وترتبط بفيض عاطفي أصيل مرتبط بعالم البداوة البسيط والبريء، حيث يجد أمثال العمدة طرقا للتسلط والسيطرة (منتفض الشاربين ـ ضحكته الخشنة...).

  * وظيفة توضيحية تعبيرية: حيث يكون الوصف قادرا على تحقيق دلالات رمزية لمعنى معين في إطار سياق الحكي، بحيث تصدر إلى المتلقي حزمة من القيم المحمودة والمذمومة يراد منه تمثلها والتفاعل معها قبولا ورفضا كقيمة الجرأة في إعلان الموقف العاطفي، والتفاني في تحقيق الهدف، وعدم التأسف على ما فات والانطلاق الجامح من جديد، والاستغلال، وعدم الوفاء...



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-