بنموسى : المدرسة العمومية تسجل تراجعات كبيرة والوزارة قادرة على رفع التحدي
وجه وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، تحذيرا شديدا من الضعف والتراجع الملاحظ على مستوى جودة المدرسة العمومية المغربية، والذي من شأنه عرقلة التنزيل المتوخى للنموذج التنموي الجديد، نظرا لصلته الوثيقة بتنمية كفاءات الشباب واكتساب خبرة أولية تعزز قابليتهم لولوج سوق الشغل، وتقليص عدم نشاطهم لمدة طويلة وتسهيل إدماجهم بكل ثقة في مسارات التكوين.
وشدّد الوزير بنموسى، في مداخلته خلال جلسة تمحورت حول موضوع “أي موقع للشباب في النموذج التنموي الجديد؟”، على هامش ملتقى مجلس المستشارين للشباب المغربي الذي انطلقت أشغاله صبيحة اليوم الأربعاء، (شدّد) على أنه لا يستقيم الحديث عن دور الشباب دون استحضار الدور المحوري والأساس للتربية والتعليم، مشيرا إلى أنه “لم يعد في مقدور الشباب المساهمة في الحياة الاجتماعية الاقتصادية الثقافية وغيرها، كطرف فاعل دون أن يكون مزودا بالمؤهلات التربوية والتواصلية والمهارات الحياتية والتكنولوجية التي تفرض نفسها حاليا بإلحاح شديد على غرار الاقتصاد والتحول الرقمي الذي نعيش على إيقاعه والذي يؤكد على ضرورة التركيز على المهارات والكفايات”.
ونبّه بنموسى، إلى أن المدرسة العمومية تسجل تراجعات كبيرة، وهو ما أظهره تقرير المجلس الأعلى للتربية والتكوين، الذي وضّح أن جودة التعليم في السنة السادسة ابتدائي والثانية إعدادي، ظلت في مستويات متدنية جدا من حيث التمكن من الكفايات الأساسية، وهو ما يستدعي تركيز الجهود على إصلاح هذه الاختلالات التي تشوب هذا الوضع، على اعتبار أنه مسألة مفصلية وحاسمة، من حيت إدماج الشباب، خاصة وأن مدخلنا اليوم الحقيقي نحو التنمية هو التأهيل العلمي والتقني واللغوي.
وكشف بنموسى، أن وزارته تسعى إلى تطوير التعليم الأولي وتسريع التعليم باعتباره مدخلا تمنح فيه الأولوية لتنمية شخصية الطفل، مشيرا إلى أن كل الدراسات على مستوى الصعيد الدولي تظهر بأن الطفل يتكون ذهنيا خلال الفترة العمرية ما بين 4 و8 سنوات، وهو ما يؤكد أن تكوين الكفاءات وتطوير القدرات مرتبطة بالتعليم الأولي الذي يستعد المغرب إلى تعميمه، وجزء منه مرتبط بالتعليم الابتدائي.
وسجّل الوزير بنموسى في تقييمه الأولي، أن الأطفال الذين ولجوا التعليم الأولي والابتدائي محظوظون بتملك الكفايات الأساسية، ويسهل عليهم النجاح في ما تبقى من المسار التعليمي، بحسب المسؤول الحكومي الذي أبرز أن النموذج التنموي الجديد، ركّز على الدور الرئيس وأهمية القطاع الثالث، المكون من المجتمع المدني والتعاضديات والجمعيات، غير الموجهة للربح والتي تلعب في هذا القطاع دورا في عدد من الميادين ومنها التربية والتكوين.
وأكد المتحدث، أن الوزارة تشرف على هذا القطاع، وتراقب جودته وتمويله والمناهج البيداغوجية بداخله، إلى جانب تكوين المربيات في هذا القطاع، كما تعمل على “انتقاء الجمعيات ذات القدرة لتسيير هذا المرفق” مشيرا إلى أن “هذه عملية جارية وسيتم انتقاء الجمعيات ذات القدرة لتحقيق تعليم أولي ذو جودة، في سياق الدمج التربوي..".
ودعا بنموسى، إلى ضرورة الاستثمار في الهندسة اللغوية تأكيدا للقناعة الراسخة بين الإدماج الاقتصادي والتمكن من اللغات الأجنبية والرسمية، إلى جانب تعزيز وتطوير نموذج بيداغوجي قائم على الانفتاح والنجاعة.
وأبرز بنموسى، أن سؤال التنمية، يحيل مباشرة على موضوع الإدماج الاقتصادي والاجتماعي للشباب، ويرتبط بالتعلمات والمؤهلات، ويأخذنا إلى إشكاليات الجودة، بدل اختزال المسار الدراسي في مجرد الحصول على الشهادات.
وتسعى الوزارة بحسب بنموسى، إلى استجابة المدرسة العمومية لمعايير الجودة، وبناء مدرسة مغربية جديدة تضمن تأهيل الشباب وضمان تحقيق الكفاءة في أفق تنزيل النموذج التنموي الجديد، مشيرا إلى أن الوزارة تسعى لوضع هذا التحدي في صدارة الأولويات، بهدف التقليص من الهدر المدرسي وتحقيق التعلمات والكفايات الأساس، وصياغة خارطة الطريق لإعطاء دفعة قوية للتدابير ذات الصلة بالجودة.