ملخّصات اللغة العربية : فن المسرح

ملخّصات اللغة العربية : فن المسرح 

ملخّصات اللغة العربية : فن المسرح


للسنة الثانية من سلك البكالوريا / شعبة الآداب والعلوم الإنسانية 

فن المسرح 

التعريف 

المسرح شكل من أشكال التعبير عن الأفكار والأحاسيس والمشاعر الإنسانية، وسيلته في ذلك النص المسرحي (المسرحية) والإخراج المسرحي (التشخيص).

والمسرحية جوهر المسرح، وهي كالقصة ضرب من ضروب الأدب، لأن الألفاظ وسيلتها إلى التصوير، لكن ضروب الألفاظ في المسرحية تخالف ما هي عليه في القصة، وأول ما يلمح من فروق بينهما هو أن المسرحية تُكتب لتمثل. أما القصة فتكتب لتقرأ. وتشتمل المسرحية على قسمين متمايزين، لا يمكن الفصل بينهما، وهما:

أ- الحوار المسرحي

وهو الكلام المتبادل بين شخصيات المسرحية، وأهم وظائفه تطوير الحبكة، وشد انتباه القارئ إلى كلّ أحداثها. والحوار هو السمة البارزة والعمود الفقري للفن المسرحي، فبدونه يصبح العمل المسرحي فنا إيمائيا صامتا.

ب- الإرشادات المسرحية

وهي الإشارات المصاحبة للحوار التي تعيّن أسماء الشخصيات وبعض أوصافها وحركاتها ومكان وجودها أو زمان تحركها إلخووظيفة هذه الإرشادات مساعدة القارئ على فهم وقائع المسرحية، ومساعدة المخرج على نقلها إلى مجال العرض المسرحي.

وقد وُجِد المسرح مع الحضارات الإنسانية السابقة، غير أن أقدم الأعمال المسرحية المتكاملة التي وصلتنا هي المأساة اليونانية التي تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد. ومنذ ذلك التاريخ إلى اليوم عرفت الكتابة المسرحية أنماطاً وأشكالاً مختلفة أشهر صورها كلها: المأساة والملهاةفضلا عن المذاهب الفنية التي كانت تؤثر فيها من حين لآخر كالكلاسيكية والرومانسية والواقعية والرمزية والتعبيرية واللامعقول والعبث إلخ

التاريخ

المسرحية بشكلها المعاصر حديثة العهد في الأدب العربي، ولكن هذا لا يعني أن تراثنا لم يعرف التمسرح واللعب الدرامي التلقائي، ففي هذا التراث فرجات شعبية ذات سمات مسرحية، مثل: الأراجوز وخيال الظل في الشرق، والحلقة والبساط وسيدي الكتفي وسلطان الطلبةفي المغرب، لكن هذه الفرجات الشعبية لا تقوم على التمثيل الحقيقي بمعناه الحديث، ففي الغالب تخضع لعملية الارتجال والمشاركة الجماعية العفوية. أما البداية الفعلية للمسرح العربي ذي الأصول الإغريقية (الدرامية) والشكل الإيطالي (الخشبة) فكانت في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي حين أخرج مارون النقاش مسرحية (البخيل) سنة 1847 اقتباساً من «موليير».

وقد مر المسرح العربي منذ ذلك التاريخ إلى الآن بثلاث مرحل:

أ- مرحلة التأسيس:

وهي التي عمد فيها رواد المسرح العربي في القرن 19م أمثال مارون النقاش وأحمد أبو خليل القباني ويعقوب صنع ومحمد عثمان جلال إلى نقل فن المسرح كما تعرّفُوه في أوروبا إلى البلاد العربية. ولقد سيطرت على هؤلاء الرواد فكرة قوية هي أن الفن الذي ينقلونه هو الشكل المسرحي الوحيد الذي عرفته البشرية، وهو إلى هذا شكل راقٍ وباعث على التمدن والإصلاح.

ب- مرحلة التأصيل:

وقد شكلت هذه المرحلة في النصف الأول من القرن العشرين خطوة نحو أدب مسرحي عربي ناضج، فاتجهت الأعمال المسرحية فيها إلى نقد الواقع كما هو الشأن في مسرحيات محمود تيمور وتوفيق الحكيم وألفرد فرج وغيرهم، أو استقت حوادثها من وقائع تاريخية قديمة كما هو الشأن عند علي أحمد بكثير، أو اتخذت الشعر أداة تعبير كما هو الشأن عند أحمد شوقي وعزيز اباظة وعبد الرحمن الشرقاوي إلخ.

ج- مرحلة التجريب:

ويُؤرّخ لبداية هذه المرحلة بالستينيات من ق 20، وفيها تعددت الاجتهادات بحثاً عن مسرح عربي خالص، وذلك بالعودة إلى أشكال التمسرح التي كانت موجودة في تراثنا الشعبي كمسرح الحلقة عند الطيب الصديقي والطيب لعلج، والمسرح الاحتفالي (نسبة إلى الاحتفالات الشعبية) عند عبد الكريم برشيد، أو باستخدام التراث استخداماً رمزيا كما في مسرحيات يوسف إدريس وسعد الله ونوس وغيرهما

الخصائص

يتألف النص المسرحي من العناصر الآتية:

أ- الحبكة

وهي الجزء الرئيسي في المسرحية، ولا تعني الحبكة مجرد القصة، وإنما تعني التنظيم العام لأجزاء المسرحية ككائن واحد قائم بذاته، إنها عملية بناء مشاهد المسرحية وربط بعضها ببعض ربطاً محكماً، بهدف تحقيق تأثيرات فنية وانفعالية معينة.

ب- الشخصيات

وهي المصدر الأساسي لخلق سلسلة الأحداث التي تتطور من خلال الحوار والسلوكات. ورسم الشخصيات عملية هامة في البناء المسرحي، وتعني جعل كلّ شخصية في صورة تخالف صورة الشخصيات الأخرى في أبعادها المادية والاجتماعية والنفسية.

ج- الأفكار والقضايا:

وتدل على المغزى العام للمسرحية، أي الجانب العقلي والانفعالي فيها. وكل مسرحية، مهما كانت، لا تخلو من وجود آراء ووجهات نظر وعواطف تفصح عنها أفعال الشخصيات وأقوالها، وكلها تهدف إلى تأكيد الموضوع المعالج الذي ينتشر في شرايين المسرحية ويمثل محورها الارتكازي.

د- اللغة

وهي الأداة الأساسية في المسرحية، وتتم في صيغة نثرية أو شعرية، عامية أو فصيحة. ويجب أن تتوافر للغة المسرحية خصائص لا يشترط وجودها في الأجناس الأدبية الأخرى كالقصة أو الروايةفاللغة المسرحية يجب أن تكون حجاجية ودرامية وموضوعية، أي يختفي كاتبها خلف كل شخصية من شخصياتها.


🎙 موضوع مهم للغاية : هل ترغب في تعلم اللغات مجّاناً؟ حمل أفضل تطبيقات تعلم اللغات 👇
تعليقات