پ

منهجية تحليل القصة : دم ودخـان لمبارك ربيع



منهجية تحليل القصة : دم ودخـان لمبارك ربيع   

 درس النصوص :        

    المجزوءة الثالثة: أشكال نثرية حديثة  

                               القصة 

                نص قصصي:  دم ودخـان لمبارك ربيع   

                                                                                                                                            

إشكالية النص وفرضيات القراءة 

ظهرت القصة القصيرة وتطورت بفعل عوامل ذاتية وموضوعية، منها: التفات الكتاب إلى قضايا الواقع وحركة الترجمة واهتمام الطبقات الوسطى بالكتابة القصصية وظهور الصحافة وتطورها.  وهي فن سردي ينقل سلسلة محدودة من الأحداث والمواقف، قادر على التقاط تفاصيل الومضة الحياتية الدالة وصياغتها جماليا وإشاريا.

ظهرت في المغرب في ثلاثينيات القرن العشرين مقترنة بالبعد الوطني، ومع الاستقلال تميزت عن الأشكال السردية التقليدية، وهيمن عليها الاتجاه الواقعي، فعالجت أوضاع الفلاح والعامل والمرأة وغيرها من القضايا (عبد الكريم غلاب، إبراهيم بوعلو، عبد المجيد بن جلون). وفي السبعينات ظهر التجريب والمغامرة فبدأت بخرق القواعد التقليدية للكتابة السردية. (عز الدين التازي، الميلودي شغموم، محمد برادة، أحمد بوزفور)، ومبارك ربيع صاحب النص مولود سنة 1940 بقرية بن معاشو قرب البيضاء، حاصل على الإجازة في الفلسفة ودكتوراه الدولة في علم النفس. كتب مجموعات قصصية: سيدنا قدر، وحلة الحب والحصاد، والبلور المكسور. وروايات: الطيبون، ورفقة السلاح والقمر، وبرج السعود... وقد أُخذ هذا النص من مجموعته: دم ودخان 

فما موضوع هذه القصة؟ وما موقف الكاتب؟ وما الوسائل الفنية المعبر بها؟ 

      النص متواليات سردية دالة على وقائع وحالات ووضعيات، وعلى برنامج سردي. والعنوان مركب عطفي يحيل على حدث مفصلي، فدم يرمز للحياة والرهبة والموت، ودخان يوحي بضبابية الرؤية ومجهول يخفي مكروها.. وواو العطف تدل على اقتران الدم والدخان بجو مأساوي مرعب. وهي إيحاءات تعضدها مشيرات في بداية النص ونهايته: "سرت في ذراعه برودة الكحول، وانغرزت شوكة وصوتُ الطبيب يأمره بلُطف"، "قطرات الدم تتساقط في الزجاجة داكنة مع نبضاته"؛ "بدت له قطع الكبد الملفوف بالشحم ... مجرد بقع دخانية أشد كثافة" حيث يبدو أن دحمان انتقل بسبب الفقر والعيال من فقدان الدم إلى فقدان الوعي والإحساس، وتجعلنا نفترض أن النص قصة قصيرة، موضوعها اجتماعي إنساني. فما سماته الفنية المميزة؟ 


 المتن الحكائي 

دحمان رجل فقير، يبيع دمه لمن هو في حاجة إليه مقابل عشرة دراهم، يشتري بها ما تشتهيه زوجته وأبناؤه. ولكن حالته الصحية تضررت بتكرار عملية بيع دمه، وازدادت أحواله النفسية سوءا، وبدأ يفقد صفاء رؤية المحيط الأسري والاجتماعي من حوله، بل وفقد الإحساس بالقيم.. فلم يعد ينفعه تمرد صوت الضمير، أو يعرف للسعادة طعما.


تحليل النص:

الحدث:

    يتضمن المتن الحكائي حدثا مركزا في زمن مكثف (وحدة الحدث) مشحون بأبعاد ودلالات وإيحاءات معبرة، ويعرض الحدث من خلال لقطة موجزة، ويتأسس على شخصية واحدة يرصد ما يقع لها من أحوال، ويصدر عنها من أفعال، وتعيشه من وضعيات. فهي تبيع دمها حتى تدهورت صحتها، واضمحل وعيها، وتكاد تفقد قيمتها وكرامتها من أجل دفع الحاجة عن أسرتها بأسلوب مهين وحقير.


القوى الفاعلة: 

القوى الفاعلة في هذه القصة هي: دحمان، المعلم علي، الزوجة، الأبناء، الطبيب، الممرض، أهل المريضة، الممرضة ذات اليد الناعمة، الرجل المجلبب (الوسيط)، الفقر، الضمير... وباستثناء دحمان الشخصية الرئيسة التي تبدو جاهزة ومسطحة بشكل ما تنمو ببطء نحو نهاية بائسة فباقي الشخصيات ثانوية أو عرضية عابرة تحيط بدحمان تصنع مأساته أو تخففها، بيد أن الفقر والإعياء كقوة فاعلة ملازم للحدث والشخصية الرئيسية يتماهى فيهما.

البعد النفســــــي :

 يتمظهر في الوهن النفسي وعدم القدرة على التركيز والشرود الذهني الذي قد يصل حد الإعياء الشديد بسبب تصدع نفسي وصراع داخلي بين دواعي الفقر ودواعي الضمير، وبسبب الأمل الخادع في تحسين الوضعية الاجتماعية الذي يتحول إلى مرض وإحباط وانكفاء وانعزال. 


البعد الاجتماعي :

دحمان يقوم بمجموعة من الأدوار والأفعال، منها الدور العائلي ويتحدد في علاقته بالأسرة، والدور الاجتماعي ويتحدد في علاقة الصراع بينه وبين مستنزفيه، ويحدد وعيه ووضعه الاجتماعي؛ فهو في حاجة ماسة إلى عشرة دراهم، فقير، جاهل، عاطل عن العمل، متزوج. ويمكننا هذان الدوران من تحديد نوعية العلاقات بين الممثلين، واستغلالها، خاصة علاقة الصراع في تحديد الحالات والتحولات على مستوى التركيب السردي.

تكشف القصة في بعدها الاجتماعي الواقعي عن موقف انتقادي ساخر من الفاقة التي ترزح تحتها الطبقات المسحوقة في المجتمع المغربي، ودحمان أحد رموزها الدالة، فهو يعيش وضعية اجتماعية مزرية، وواقعا جائرا مليئا بالإحباط والاستغلال  وإهدار الكرامة.


القيم والأنساق الفكرية: 

إننا لا ندرس العلاقات التفاعلية بين العوامل إلا لنكشف عما تُفرزه من أنساق وقيم فكرية، والنص يستضمر قيما إنسانية أصيلة، يمثلها الطبيب والأسرة، وقيما سلبية هجينة تمثلها بعض الفئات والمؤسسات المستغلة للضعفاء (الوسيط ـ عائلة المريضة). وقد بنى الكاتب الحدث على شخصية "دحمان" الذي يتحرك، ويترك انطباعات، ويعكس أحوالا، أكثر مما تصدر عنه أفعال، إنه مركز العلاقة بين مختلف القوى الفاعلة، يرتبط معها بشبكة من التفاعلات تمكن المتلقي من التقاط عناصر الصورة المرسومة لهذه الشخصية والتفاعل معها. 

 

استطاع الكاتب صياغة تجربة دالة عبر شخصية متخيلة، جسد كثيرا من أبعادها الاجتماعية والنفسية لرسم صورة لمعاناة من صميم الواقع المغربي تجد معادلها الموضوعي في الشرائح المهمشة في العالم العربي وأنحاء المعمور. 

الزمـــن :

     في النص صيغ أسلوبية دالة على الزمن الماضي، منها : "عندما توقف دحمان"، "كان ذلك عندما فُتح الباب"... 

 إذن فهو زمن استرجاعي يعول على الذاكرة. والزمن المهيمن هو الزمن النفسي، حيث التركيز على اللحظة النفسية لدحمان، حين يسرح بذكرياته متأملا متألما. وزمن القصة تعاقبي تتطور الأحداث فيه وفق خط تصاعدي، رغم أن اللحظة الزمنية في النص لحظة استرجاع مبنية على تضخيم الزمن النفسي. والزمن في النص متعدد الأبعاد : زمن الحدث: (زمن الذهاب إلى المستشفى، وزمن الوقوف عند الجزار، وزمن الاسترجاع، وهو زمن تصاعدي تعاقبي يتجه خطيا من البداية إلى النهاية)، والزمن التاريخي : (فترة السبعينات)، والزمن النفسي: (يمتد عبر القصة مجسدا بؤرة تمزق وإحباط يعانيهما دحمان في وضع مأساوي). والزمن السردي: (ويعكس المسافة بين ما حدث وما يحكى. وهو زمن يخلط أفعالا متنوعة، ويعمل نسبيا على تكسير الزمن الخطي / التعاقبي بتقنيات التداعي والتداخل بين الماضي والحاضر، ويسمح ببناء شبه دائري يصبح فيه التألم والتأمل بداية ونهاية).  

المكــــــــان :

  يدور الحدث في فضاء البيت والمستشفى ومحل الجزار (المعلم علي)، وهي أماكن مغلقة توحي بالأجواء النفسية المتأزمة لدحمان، فالبيت يعكس صورة العوز وانسداد الأفق بأثاثه المتواضع، ويشي بانتماء اجتماعي بسيط، ومستوى ثقافي متدن، ونمط وعي هش. فإذا كان البيت في الأصل مكانا للراحة والسكينة، فإنه في النص غدا مكانا للمعاناة والاستنزاف والموت، وغدا المستشفى فضاء للاستغلال والمرض بدل العلاج والأمل، وبات الشارع مكانا للإرهاق والتعب والصراع ضد الخصوم والشعور بالذل والظلم وتأنيب الضمير.

المكان بؤرة دلالية واحدة، وهذا ما يضفي عليه سمة التجانس. فهو غير متعدد الأبعاد، رغم مظاهره الهندسية ومؤثثاته التي تجعله مكانا واقعيا، في إيحائه بالجو العام للقصة (هيمنة الدخان وموضوعة الدم على مجمل التفاعلات فيه)، وبالفكرة والموقف (خطر الفقر ونتائجه). إن الفضاء المكاني مظهر من مظاهر الواقعية في النص.

الوصــــــف : 

هيمنة السرد لم تلغ الوصف، فهناك جمل وصفية كثيرة، مثل: "اتسخت لطول العهد والإهمال"،"وبحشرجة صوت غير مطاوع أجاب دحمان". ووظيفة الوصف هي إيقاف السرد وسيرورة الحدث، لذا جاء مركزا ينتقي بعض الأحوال والمواقف النفسية الوجدانية لدحمان لإضاءتها انسجاما مع طبيعة القصة القصيرة التي تتوخى تقديم صورة دالة على معاناة الشخصية، من خلال علامتين دالتين هما الدم والدخان. وقد تداخل الوصف مع السرد لعدم اتساع مجال الأقصوصة لمقاطع وصفية مستقلة لتفاصيل المكان، فكان التركيز على الدلالات الاجتماعية والنفسية والإنسانية، والوصف ثنائي الدلالة، ثنائي المعنى، يحدد الإطار الذي يحرر الطبقة الاجتماعية ومستواها السوسيو- سيكولوجي في علاقة وطيدة بين الإطار والدلالة .

الســـــــــــرد : 

واضح من القصة أنها تنقل موقفا من وضعية إنسانية متأزمة، في ظروف اجتماعية انحلت فيها منظومة القيم، ويبدو السارد ظاهريا كأنه متوار باستعماله ضمير الغائب، لكن التأمل الدقيق في بنية النص يُبرز أنه حاضر ومهيمن، فهو يتصرف في زمن السرد كما يريد ويختزل مسافته : "عندما"، "كان ذلك عندما" ...، ويدعي المعرفة بكل دواخل الشخصيات وشواغلها "كان بوده لو ملك قدرة على الكلام في هذه اللحظة، وإذن لثرثر كثيرا مع العم علي ..."، ويورد الشروح والتعاليق: "كان يشعر باعتزاز، ثم فقد هذا الشعور شيئا فشيئا، كما يفقد كل جديد رُواءه .."  حتى أنك لتخاله الكاتب نفسه يتوجه إليك بسرد الوقائع بصورة مكشوفة تسقط فيها المسافة بينه وبين ما يروي، في رؤية سردية من الخلف وفق منظور سردي فوقي،  يتوسل به للإيهام بواقعية المحكي، فيوجه القوى الفاعلة، ويؤثث الفضاء الزماني والمكاني، ويتدخل لتنظيم السرد، إما بتعطيله، أو استرجاعه، أو بتقديم التوضيح والتحليل. ثم إنه شديد الحرص على توضيح صورة الفقر والعوز لدى البطل من منظور النقد والسخرية، متكئا على الوصف والحوار الداخلي، لإبراز الملامح الاجتماعية المزرية للبطل. 


 الـبــنـــــاء (الحبكة) : 

  نشأ الفعل السردي مع توقف دحمان عند مسطبة المعلم علي، واتخذ مسارا متدرجا على مستوى تعاقب الأحداث وتسلسلها الزمني، فالخيط الرابط بين مقاطع القصة هو التركيز على فكرة واحدة هي رفض واقع دحمان وحالته المزرية، وانتقاد المؤسسات الاجتماعية المسؤولة عن وضعيته المتأزمة. ولتبليغ هذه الفكرة عمد الكاتب إلى بنائها من خلال قصة متخيلة، تتدرج من الرغبة المنهكة في الكبد والشحم، وتنتهي إلى الهذيان والتداعي. وبين البداية والنهاية تمتد الحكاية في سيرورة سردية ترتكز على وصف الحالة المأساوية للبطل من خلال البيع المتكرر للدم. 

  اختار الكاتب لقصته البناء الحلزوني / الدائري ؛ فالقصة تبدأ من حيث انتهت الحكاية معتمدة مقياس التعاقب الزمني للأحداث على حساب التنظيم التيمي كشكل من أشكال الاتساق، فهذا التنظيم لا يتحكم في تنامي الحدث، ولا في تطوره. ونلاحظ انعدام الذروة البنائية في النص، الذي تتكثف دلالته وإيحاؤه ومغزاه في نهايته، ويشترك القارئ في احتمالات الحدث غير المصرح به، والمضمر في السؤال: ماذا بعد هذيان دحمان ؟ 

 وإذا أردنا رسم خطاطة سردية للنص، وجدنا استهلال القصة دينامي يقود إلى قلب الحدث مباشرة، ونهايتها تأملية بشكل ما والعلاقة بين الاستهلال والنهاية علاقة تشابه، إذ بدأت بخلل وانتهت به. ولا شك أن وظيفة الاستهلال هي إقناعنا برسالة الكاتب عن طريق الإيهام بواقعية الأحداث والتماهي مع أفق انتظارنا في استهجان الموقف الاجتماعي المعلن، لذلك لم تعبأ القصة بالحل.

الـحــــوار :

دار حوار ثنائي بين دحمان من جهة، والطبيب والمعلم علي وأهل المريضة من جهة ثانية، وهو حوار يجلي أفعال كلام تعكس درامية الأحداث كالسخرية: "الكلمة عشرة"، "يبيع حياته بعشرة"، والتعبير عن الرغبة، والتواصل، والصراع، والتمويه "صائم يا سيدي". واهتم الكاتب كثيرا بالحوار الداخلي للكشف عن جانب من الاشتعال النفسي الشخصية. وقد أسهم الحوار الداخلي في الكشف عن أسرار الشخصية، وتصعيد الأحداث، وإغناء تصور القارئ لها، وتقريبه من الأنماط السلوكية المتباينة للشخصيات، لإدراك الدلالة الرمزية للمسرود، مما يطبع النص والفضاء التخييلي فيه بدينامية تحول المحكي إلى حركة تحفز خيال القارئ وتدفع به إلى الانخراط في توليد معنى النص عبر التأويل. 


اللغــة :

يغلب على اللغة معجم  اجتماعي ونفسي، وتقل في النص الأبعاد التصويرية والمجازية، وتغلب فيه اللغة الناطقة بحال دحمان ووضعه المزري وحالته القلقة. واستخدام الجمل القصيرة أسهم في توتير المتلقي عبر تنامي النفس الدرامي داخل النص. وجاءت لغة القصة مزاوجة بين الفصيح والعامي، "الكلمة هي الرجلْ ـ الكلمة عشْرة .." للتأكيد على الانتماء الاجتماعي والمستوى الثقافي للشخصية، وإضفاء البعد الواقعي على المحكي، والمساعدة على تحقيق الرهان المتمثل في لفت نظر القارئ إلى هدر الكرامة الإنسانية في مجتمع تنعدم فيه فرص التكافؤ.


التـركيـب والتقويم  : 

    التقط الكاتب تجربة متميزة لنموذج بشري يعكس حالة العوز التي يعاني منها المسحوقون تحت وطأة الفقر، ووظف إمكانات القصة، لرسم صورة لشخصية مأزومة محبطة تكابد من أجل لقمة العيش، وتعاني الحرمان وانعدام الكرامة.. وقد جسد كثيرا من إمكانات القصة كنوع أدبي جميل، فرغم قصرها ترسم الشخصية بأبعادها النفسية والسلوكية والاجتماعية، وتنقل المكان والزمان بتجلياتهما وأنماطهما الفنية، وتجسد اللغة بمستوياتها الواقعية والفنية. والنص نموذج للاتجاه التصويري الواقعي يعالج قضايا الكادحين في المجتمع، ويلامس واقع حياتهم، وعلاقاتهم الاجتماعية في ضوء التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المتسارعة .. وينتقد القيم الهجينة كالاستغلال وهدر كرامة الإنسان. وكلها قضايا وأبعاد تمثل رهان مبارك ربيع  أحد كبار رواد الفن القصصي الذي تمكن من فضح تناقضات الواقع ونقلها في قالب قصصي متميز، تحكمه رؤية فنية عميقة. ويجمع أسلوب القصة بين الوضوح والإيحاء والإيجاز والتنويع في طبيعة الجمل وسجلات اللغة، غير أن الكاتب اهتم بالفكرة على حساب جمالية التعبير، واعتمد البناء الكلاسيكي، والتدخل المباشر للسارد. ولا نرى مغامرة أسلوبية تنم عن جديد محدث، إنه - بسماته الأسلوبية تلك -  يستجيب لذاكرة القارئ أكثر مما يحرص على خرق كبير لأفق انتظاره.

 وأخيرا فما وقفنا عنده من سمات فنية  للقصة  القصيرة من خلال هذا النموذج، هو جزء من حركة تطورية للأشكال النثرية الحديثة، في دينامية لازالت عواملها تتفاعل في مناخ ثقافي واجتماعي عربي يطفح بأسئلة وإشكاليات فنية / جمالية، وفكرية.

تعليقات