ملخصات الفلسفة | تركيب مفاهيم مجزوءة المعرفة


ملخصات الفلسفة | تركيب مفاهيم مجزوءة المعرفة


تركيب مفاهيم مجزوءة المعرفة

ملخصات الفلسفة | تركيب مفاهيم مجزوءة المعرفة


أسئلة المجزوءة

يتميز الوجود الإنساني بأنه وجود معرفي إبستولوجي منتج للأفكار والمعارف والنظريات. ويتأسس هذا الوجود على نشاط عقلي يربط الإنسان بذاته وبالعالم، ويهدف إلى تفسير الواقع المحيط به، وإضفاء معان وقيم على هذا الواقع. وهو واقع يخضع الإنسان إلى تنظيم معرفته به وفق موضوعات ومناهج غايتها بلوغ الحقيقة.

كيف يبني الإنسان معرفته بالواقع؟ وما دور كل من العقل والتجربة في بناء هذه المعرفة؟

ما الذي يميز معرفته بذاته؟ وهل بالإمكان قيام معرفة علمية بالإنسان؟

هل غاية المعرفة بالواقع وبالذات هي بلوغ الحقيقة؟ وما دلالة الحقيقة هنا؟



المعرفة البشرية بين الموضوعية والذاتية


المعرفة البشرية باعتبارها معرفة موضوعية:


تتحدد المعرفة الإنسانية، من حيث هي معرفة علمية تجريبية بالواقع، بطابع الموضوعية عندما تتعامل مع الواقع بمناهج اختبارية تتأسس على التجريب، والصياغة الرياضية؛ إذا لا مكان في العلم للآراء الشخصية والأذواق وتأملات الذات.

كما تتحدد المعرفة الإنسانية، من حيث هي معرفة علمية بالإنسان، بطابع الموضوعية عندما يتم إخضاع الظاهرة الإنسانية لمناهج اختبارية تفسيرية من مناهج علوم الطبيعة.

وتأخذ الحقيقة طابعها الموضوعي عندما تكون العلوم  نفسها موضوعية أو تعمل لأجل تحقيق ذلك.

فالحقيقة الموضوعية هي الحقيقة العلمية الرياضية والتجريبية التي تعبر عن الواقع في استقلال عن تدخل الذات.


المعرفة البشرية باعتبارها معرفة ذاتية:


على الرغم من الطابع الموضوعي الذي يميز المعرفة العلمية بالواقع، إلا أنه مع ذلك تحضر الذات بأشكال مختلفة في بناء المعرفة عقليا وعلميا. فالعالم لا ينصت إلى الطبيعة، بل يتوجه إليها ويستنطقها بوصفه ذاتا مشرعة، بل ويتجاوز موضوعية الواقع باستعماله لفروض وكيانات خيالية من إنتاج الذات.

أما في العلوم الإنسانية، فإن مشكلة الذاتية تطرح بوضوح أكبر. فالعالم الإنساني هو عالم يدرس ذاته وهو عضو في جماعة بشرية، مما يجعل هذه العلوم تبدع مناهج ذات خصوصية ترتكز على الفهم والدلالة والقيم. وهنا أيضا تأخذ الحقيقة طابعها الذاتي من خلال الرأي والمعرفة الوجدانية المتمثلة في التعاطف والتفهم.


التركيب

في مجال المعرفة الإنسانية، يصعب وضع خط فاصل بين ما هو موضوعي فيها وبين ما هو ذاتي بصفة مطلقة، بل يمكن التركيب بين مفاهيم الذات والموضوع، بين مبادئ الموضوعية ومبادئ الذاتية، باستحضار مفاهيم وقضايا مثل: الواقع المبني، والعقلانية المفتوحة، وعالم المعنى والدلالة، والنظريات المتغيرة والخاضعة للتكذيب، والحقائق النسبية، ومفاهيم الصيرورة، والتغير وعالم المعيش.


خلاصة

تفترض المعرفة البشرية مقاربة مفتوحة يتداخل فيها الذاتي بالموضوعي، العقلي بالواقعي، الحقيقي باللاحقيقي. لذلك تبدو مفاهيم النظرية والتجربة، علوم الإنسان والحقيقة، مفاهيم مترابطة فيما بينها، يؤدي كل واحد منها إلى الآخر. ولهذا، يتطلب تحليل ومناقشة أحد المفاهيم استحضار المفهومين الآخرين بشكل مناسب.
تعليقات