مهارة كتابة إنشاء أدبي حول نص شعري

مهارة كتابة إنشاء أدبي حول نص شعري

المكون: التعبير والإنشاء 

الموضوع: مهارة كتابة إنشاء أدبي حول نص شعري

                 التأطير - التفكيك - تجميع المعطيات 

أنشطة الاكتساب 

مهارة كتابة إنشاء أدبي حول نص شعري


- نص الانطلاق : بني سُورِيًةَ، لأحمد شوقي (ص: 23)


- تقديم: 

تتطلب كتابة إنشاء أدبي حول نص شعري الإلمام بخصائص الشعر ومميزاته الفنية، وذلك باستحضار العناصر التي يقوم عليها، بدءا بالعتبات، مرورا بالمحتوى وانتهاء بالمقومات الفنية التي ينبني عليها كالحقول الدلالية والصور الشعرية والأساليب البلاغية والبنية الإيقاعية.. حتى يكون الإنشاء الأدبي منسجما ومتكاملا.


▪أولا: تأطير النص:

- دلالة العنوان:

    تألف العنوان من وحدتين معجميتين تجمع بينهما علاقة الإضافة، وقد ورد على شكل نداء خطابي موجه إلى الشعب السوري، يؤشر في بُعده الدلالي على قيمتي التآزر والتضامن.


- فرضية القراءة: 

   من خلال المؤشرات النصية الدالة من قبيل: العنوان ودلالته، والبيتين الأول والأخير من النص، فضلا عن صاحبه "أحمد شوقي" ومصدره "الشوقيات" وشكله الطباعي القائم على نظام الشطرين المتناظرين ووحدة القافية والروي.. نفترض أننا أمام قصيدة شعرية تقليدية تندرج ضمن خطاب البعث والإحياء، سيعبر فيها الشاعر عن تضامنه مع الشعب السوري في محنته التي ألمت به.


▪ثانيا: تفكيك النص

- تحديد موضوع النص:

يتمحور موضوع هذا النص الشعري حول استنهاض همم السوريين والتضامن معهم في نكبتهم التي ألمت بهم.


- الوحدات الدلالية للنص: 

* تحية لأهل دمشق مشفوعة بمظاهر الأسى.

* استحضار نكبة دمشق التي وصل صداها كل الأرجاء.

* مكانة دمشق كقطب حضاري متميز.

* استنهاض همم بني سوريا ومؤازرتهم في محنتهم.


- الصور الشعرية الموظفة في النص:

   وظف الشاعر أحمد شوقي في هذا النص مجموعة من الصور الشعرية بهدف تشخيص بعض المعاني الشعرية من جهة، وليضفي عليه طابعا جماليا من جهة ثانية، نذكر منها من باب التمثيل قوله: "وبي مما رمتك به الليالي جراحات.." حيث شبه الشاعر الليالي بإنسان ثم حذفه وأشار إليه بأحد لوازمه (الرمي) على سبيل الاستعارة المكنية، وذلك لتحقق الأذى منهما معا.. 


- البنية الأسلوبية:

زاوج الشاعر في قصيدته بين الأسلوبين الخبري والإنشائي، حيث جعل الأول للإخبار عن الفاجعة التي ألمّت بأبناء الشعب السوري، في حين استند إلى الثاني ليعبر به عن مشاعره الصادقة في التآزر والتضامن معهم، فضلا عن بيان مظاهر الحزن الذي كان يعتمل بين جوانحه وهو يتحدث إليهم.. ومن تجليات الأسلوب الإنشائي نجد:

* النداء: يا دمشق

* الأمر: اطرحوا... - ألقوا...

* الاستفهام: ألست دمشق للإسلام ظئرا.. ؟ 


- البنية الإيقاعية :

تتميز القصيدة ببنيتها الإيقاعية التقليدية، فهي تقوم على نظام الشطرين المتناظرين ووحدة البحر الشعري "الوافر" والقافية المطلقة القائمة على تواتر سببين خفيفين (/0/0) والروي الموحد الموصول (حرف القاف) ليتماشى بهذا الإشباع مع الحالة النفسية الحزينة للشاعر، إلى جانب الحضور القوي لأسلوبي التكرار والتوازي اللذين زادا من درجة موسيقيتها وجماليتها معا.


▪ثالثا: تجميع المعطيات

   تتحدد معطيات النص فيما يلي:

* تحديد مدى تمثيلية النص الاتجاه الإحيائي في الشعر العربي :

    - على مستوى المضمون: التأكيد على الوحدة العربية الإسلامية وما تفرضه من واجب التضامن. 

    - على مستوى الشكل: الالتزام بالبناء العمودي، والإيقاع الخليلي، والصورة الشعرية التقليدية.

* تعزيز المعطى بأمثلة من النص..

* الكشف عن رمزية النص وأبعاده: النص يُظهر جليا تضامن الشاعر مع أبناء الشعب السوري في نكبتهم، وهذا التضامن نابع من بُعد قومي تعكسه في القصيدة الإشارة إلى الروابط الدينية والحضارية للأمة الإسلامية.. كما يمثل كذلك، وإلى حد كبير مبادئ حركة البعث والإحياء شكلا ومضمونا.



- الخلاصة:

يمكن رصد الخطوات العامة لكتابة إنشاء أدبي على الشكل الآتي:

- تأطير النص من خلال دراسة العنوان وملاحظة شكل النص وتوجه صاحبه..

- استحضار المكتسبات المعرفية القبلية حول الاتجاه الأدبي الذي يمثله النص..

- تفكيك النص: وذلك بتحديد موضوعه، ووحداته الدلالية، وصوره الشعرية وبنيته الإيقاعية، وأساليبه البلاغية..

- تجميع المعطيات السابقة واستثمارها في الكتابة.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-