اللغة بين الاتصال والتواصل / سمير شريف

 

الموضوع : اللغة بين الاتصال والتواصل / سمير شريف


الموضوع : اللغة بين الاتصال والتواصل / سمير شريف


السنة الأولى من سلك البكالوريا

المجزوءة الثالثة : مفاهيم / مفهوم التواصل


تمهيد

مفهوم التواصل
التواصل طريق وأسلوب لتبادل المعلومات والآراء والأفكار والقناعات والمشاعر بين الأفراد والجماعات عبر وسائط لفظية وغير لفظية، تعبيراً عن رغبة صادقة في التفاعل مع الآخر والإحساس بوجوده ومعرفة حقيقته.
مكونات عملية التواصل
مكونات عملية التواصل: المرسل، المرسل إليه، الرسالة، القناة، السنن.


نص: اللغة بين الاتصال والتواصل / سمير شريف



ملاحظة النص


بالنظر إلى عنوان النص، ومن خلال نظرة سريعة في مساحات النص المضمونية يتضح أن هذا الأخير يعالج ارتباط بقاء اللغة حية بوجودها في دائرة التواصل القائم على انتقال الرسالة اللغوية على نحو تفاعلي بين المرسل والمرسل إليه مبثوثة ومستقبلة داخل سياق سوسيو-سيكولوجي يضبط العلاقة بين أطراف عملية التواصل.


فهم النص


- يبرز الكاتب الفرق القائم بين مفهومي الاتصال والتواصل مؤكداً على أن حياة اللغة أو موتها رهين بفعل التواصل لا الاتصال؛ لأن الاتصال إرسال من طرف واحد بخلاف التواصل الذي يصبح فيه المرسل والمستقبل متفاعلين متبادلين للمواقع والأدوار، منتجين لكثير من المواقف الاجتماعية والنفسية.

- يعتبر الكاتب أن كثيرا من الباحثين فهم حقيقة اللغة حين ربطوها بإحدى وظائفها فقط، أي الاتصال.

- يرى الكاتب أن الاتصال نشاط إنساني ذو طبيعة خاصة، متواصل غير منقطع لا يمكن إعادته أو محوه أو عكسه، يهتم بنقل الخبر من المرسل إلى المرسل إليه، ويعد أحد أساليب التواصل الذي لا يتحقق إلا بالتفاعل والتشارك المتعدد الوظائف والأطراف.

- يشدّد الكاتبُ على أن اللغة تؤدي وظيفة تواصلية، ويتمثل التواصل مثلا في وسائل الإعلام مكتوبة ومرئية ومسموعة، التي تبث أخبارا أو أحداثا ومعلومات تكون قد استقبلتها من قطاعات من المجتمع بكل حمولاتها السوسيو-سيكولوجية أو الحضارية مضيفة إليها حمولة سياقية أخرى.

- يوضّح الكاتب أن المفكر الحقيقي هو الذي يستطيع تحقيق قدر كبير من التواصل مع المجتمع بكل شرائحه ومستوياته، والروائي ينشئ في الأصل صورة روائية من صور التواصل في الحياة.

- يستنتجُ الكاتبُ أنّ من السمات المميزة للتواصل أنه متعدد الجهات، متكرر الحدوث. كما ينبغي استحضار العوامل الاجتماعية والنفسية عند كل دراسة للرسالة اللغوية.


تحليل النص


- استنادا إلى العلاقة المنطقية القائمة بين أفكار النصّ السابقة يتضح أن اللغة تختزن وظائف تواصلية متشابكة ومعقدة ترتبط بحياة الإنسان بكل ثقلها الاجتماعي والنفسي والفكري.

- يقيم الكاتب مفهوم التواصل على خاصية التفاعل، ويستخدم لذلك ألفاظا وعبارات دالة منها : التداول ، نعبر ونتلقى ، نرسل ونستقبل ، نتبادل ، صلة ، التعدد ، التكرار ،

- إن تغييب الأبعاد النفسية والاجتماعية للرسالة اللغوية يسطح مفهوم التواصل ويحصره في البث والاستقبال فقط، ويجعل الإنسان شبيها بآلة إلكترونية، بيد أن التواصل اللغوي يتجاوز ذلك إلى إقامة علاقات إيجابية أو سلبية بين متبادلي البث والاستقبال.

- يقوم النص على أسلوب خبري يستند على عرض حزمة من التصورات، وتفسيرها، وضرب الأمثلة، وتصحيح بعض الآراء المضطربة، وإقصاء أخرى مفتقرة إلى الكفاية الإقناعية، لبناء تصور رصين لمفهوم التواصل تأسيسا على استدلال منطقي واستنتاجات سليمة مدعومة بالتمثيل المناسب من مجال الإعلام والفكر والأدب، وباللغة التقريرية الواصفة المشحونة بالمصطلحات العلمية المستمدة من حقل اللسانيات وعلم الاجتماع والسيكولوجيا والنقد الأدبي ومنطق اللغة، ولا يشذ عن هذا التقرير غير استفهام واحد في الوحدة الثالثة غرضه التعجب من تصور نقيض.



تركيب وتقويم


يبرز الكاتب الفرق بين التواصل والاتصال مستحضراً السمات المميزة لمفهوم التواصل المنحصرة في التفاعل والتعدد والتكرار، ممثلا لذلك من مجالات الإعلام والفكر والأدب ولغة التخاطب اليومي، لافتاً الانتباه إلى العوامل الاجتماعية والنفسية التي ينبغي استحضارُها عند دراسة الرسالة اللغوية.
وفي نظرنا، وُفّق الكاتب في إبراز الفرق بين الاتصال والتواصل بحصر الاتصال في البث والاستقبال أحادي الأبعاد، بينما يتجاوز التواصل ذلك إلى تجسيد تعددية الوظائف والأدوار والمنطلقات المرتبطة بأطراف عملية التواصل، وبهذا يكون الاتصال جزءا ضئيلاً من التواصل الذي تحققه اللغة.
تعليقات