الهجرة الخارجية | د. مصطفى الكفري



الهجرة الخارجية | د. مصطفى الكفري



 مكون درس النصوص

المجزوءة : قضايا معاصرة / الإنسان ومشاكل الهجرة

الهجرة الخارجية | د. مصطفى الكفري

للسنة الأولى من سلك البكالوريا / الشعب العلمية والتقنية

تمهيد


الهجرة ظاهرة اجتماعية عالمية. استقطبت اهتمام العديد من العلماء والدارسين على اختلاف تخصصاتهم: فالجغرافيون يهتمون بدراسة أثر العوامل الطبيعية في إحداث الهجرة، ويبحث الاقتصاديون في مدى تأثير الهجرة على النمو الاقتصادي، أما علماء الاجتماع فيهتمون بتحليل الظاهرة من مختلف جوانبها، بما فيها: أسبابها، ونتائجها، والعوامل المؤثرة فيها، ومدى تكيف المهاجر مع قيم مجتمع الاستقبال.


 .      ملاحظة النّص:


      انطلاقاً من تأمل مشيرات النص الآتية (الهجرة الخارجية - العمالة العربية - السبب الرئيسي - القضية مشكلة - إيجاد البدائل)، نفترض أنه مقالة حجاجية تفسيرية ستعالج موضوع هجرة العمالة العربية إلى البلدان الغربية وأسبابها الجوهرية.


    I.  فهم النّص:


1.   القضيّة الرئيسة:


 يُحاول الكاتب التأريخ لظاهرة الهجرة الخارجية مُستعرضاً بعض أسبابها، مُركّزاً على هجرة العمالة العربية إلى البلدان الأوروبية، مبرزاً التطور التدريجي الذي عرفته الهجرة الخارجية، والتحولات الاقتصادية والاجتماعية التي رافقت هذا التطور، وجعلت من هذه الهجرة مشكلة تواجه البلدان الأوروبية.

2.   عناصر القضيّة:


•     يؤكّد الكاتبُ أنّ المناطق العربية شهدت منذ زمن طويل بروز ظاهرة الهجرة الخارجية؛

•      يعتبر الكاتب أنّ الطابع المميز لهجرة العمالة العربية في أوروبا الغربية، أنها هجرة شباب ذكور بالدرجة الأولى؛

•    يرى الكاتب أنّ ارتفاع نسبة الإعالة في الأقطار العربية ورداءة الخدمات الصحية والتعليمية والنقص الفادح في تأمين الغذاء والسكن يشكل عاملاً دافعا لانتقال قوة العمل العربية إلى الخارج؛

•      يشدّد الكاتبُ على أنّ بحث العاملين عن فرص جديدة للعمل وسعيهم لتحسين مستوى معيشتهم وزيادة دخولهم هو المحرّك الأساس لهجرة العمالة؛

•     يوضّح الكاتب أن الهجرة في أساسها إنّما هي نتيجة حتمية لنظام اقتصادي عالمي فرضته ظروف تاريخية؛

•     يستنتجُ الكاتبُ أنّ الرغبة المتواصلة في الهجرة جاءت نتيجة الثورة الصناعية التي دمرت النظم التقليدية للإنتاج.



     II.   تحليل النّص:


1.   الحقول الدلالية:


حقل أسباب هجرة العمالة: ارتفاع نسبة الإعالة، بحث العاملين عن فرص جديدة للعمل، تحسين مستوى معيشتهم وزيادة دخولهم...

حقل مخلفات هجرة العمالة:  اختلال التوازن في العلاقات الدولية، تدميرا بالنظم التقليدية للإنتاج، أحدثت انفجارا سكانيا لتخفيضها الجذري لمعدل الوفيات، فائضا في السكان..


    نستشف أن العلاقة الرابطة بين هذين الحقلين، حسب النصّ، هي علاقة تكاملٍ وتماهٍ؛ إذ لا تقنية بدون سياقٍ ثقافيّ يحتضنها ويمنحها روحاً...



2.    البعدُ الحجاجي:


•        المنهج الاستدلالي/ طريقة الكاتب:

وظّف الكاتبُ منهجاً/ أسلوباً استنباطياً انطلقَ بموجبه من قضيّة عامةٍ مؤداها بروز ظاهرة الهجرة الخارجية في المناطق العربية منذ أمد طويل. بعد ذلك انتقل إلى عرضِ عناصر هذه القضيّة مؤكداً أنّ بحث العاملين عن فرص جديدة للعمل وسعيهم لتحسين مستوى معيشتهم وزيادة دخولهم هو المحرّك الأساس لهجرة العمالة. مستنتجاً، في نهاية النص، أنّ الرغبة المتواصلة في الهجرة جاءت نتيجة الثورة الصناعية التي دمرت النظم التقليدية للإنتاج.

•       التدرُّج المنطقي:

عرضَ الكاتبُ أفكارهُ وفقَ نظامٍ منهجيٍّ قوامه التدرُّج المنطقي؛ إذْ انطلقَ من مقدمة حدّد فيها البعد التاريخي لظاهرة الهجرة الخارجية. بعدها انتقل إلى العرضِ مبيناً علاقة هجرة العمالة العربية بالمناخ الاقتصادي والاجتماعي. ليخلص في الخاتمة إلى التأكيد على دور الثورة الصناعية في تدمير النظم الاقتصادية التقليدية.

•     أساليب التّفسير/ أساليب الحجاج:

وظّف الكاتب جماعاً من أساليب التفسير وذلك بغاية إقناعِ المتلقي بوجهة نظره ودفعه إلى اعتناقها، ومن أهمّ هذه الأساليب ما يلي:

•                  أسلوب التأكيد: إنّ الطابع المميز لهجرة العمالة... / إنّ ارتفاع نسبة الفئات العمرية...

•                  أسلوب النفي: هذا التفسير لا يبين كامل الصورة...

•                  أسلوب التّعليل: ... إذ الهجرة في أساسها إنّما هي نتيجة حتمية...

•                 أسلوب التمثيل: هجرة العمالة العربية في سوريا ولبنان وفلسطين...


3.    البعد اللغوي الأسلوبي:

وظّف الكاتبُ لغةً تقريريّة سلسةً واضحةَ المبنى والمعنى وتنزعُ منزعاً تحليلياً. ويهيمنُ على النص الأسلوبُ الخبري بغية شرح وتبسيط الأفكار وتقريبها من ذهن القارئ قصد إقناعه بصحتها والتأثير عليه.


III.     تركيب وتقويم:



ينبني النّص على أطروحةٍ مركزيّة مفادُها: بروز ظاهرة الهجرة الخارجية في المناطق العربية منذ زمن بعيد. وللدفاع عن هذه الأطروحة وظّف الكاتبُ معجماً ينوسُ بين حقلِ أسباب الهجرة الخارجية وبين حقل مشاكل هجرة العمالة العربية، كما أنه اعتمد منهجاً استنباطيا تبدّى في تدرُّج الأفكار من العام إلى الخاص. فضلاً عن هذا المنهج اعتمد الكاتب دزينة من أساليب التفسير، التي اتخذت من التأكيد والنفي والتمثيل منطلقاً لها، وذلك بغرضِ إقناعِ القارئ والتأثير عليه. وأعتقدُ أنّ الكاتبَ يحمل تصوراً وجيهاً فهجرة العمالة العربية في أساسها إنما هي نتيجة حتمية لنظام اقتصادي عالمي فرضته ظروف تاريخية.


تعليقات