تحضير نص ما حقيقة الحداثة؟ | علي أحمد سعيد (أدونيس)

 

ما حقيقة الحداثة؟ | علي أحمد سعيد (أدونيس)



تحضير نص ما حقيقة الحداثة؟ | علي أحمد سعيد (أدونيس)

مكون النصوص

المجزوءة : مفاهيم / الحداثة


للسنة الأولى من سلك البكالوريا / الشعب العلمية والتقنية


تمهيد


ظهرت الحداثة في أوروبا في القرن السابع عشر، وترعرعت في سياقها الاجتماعي والسياسي والثقافي، وبلغت ذروتها في مطلع القرن العشرين. لذا لم تستقر على تعريف محدّد الدلالة، بل تطوّرت بتطور البورجوازية الغربية. فقد تأثر تحديدها في البداية بمفكري التنوير الذين حصروا معناها في العقلانية العلمانية والتقدم المادي والديمقراطية، لكن النتائج السلبية التي أفرزتها البورجوازية في القرن التاسع عشر (من خلال شعاراتها المزيفة واستغلالها لحقوق العمال وما نتج عنها من حرب عالمية أولى وفوضى حضارية وفكرية عمّت العالم برمته) استدعت إعادة النظر في الحداثة، وشحنها بدلالات أخرى لتجديد معناها حسب تحولات العصر.


ملاحظة النّص:


      انطلاقاً من العنوان والجملة الأولى، نفترض أن النص مقالة حجاجية تفسيرية ستُناقش إشكال حقيقة ومعنى الحداثة.


    I.     فهم النّص:


1.         القضيّة الرئيسة:


 يُحاول الكاتب تعريف مفهوم الحداثة انطلاقاً من تحديد الأوهام المحايثة لها ومن البحث في أنواعها، وصولاً إلى السؤال عن مدى حضور هذه الأنواع في الحياة العربية.


2.         عناصر القضيّة:


•       يؤكّد الكاتبُ أنّ من الحداثة ما يكون ضد الزمن، كلحظة راهنة، ومنها ما يستبقه، ومنها ما يتجاوزه أيضاً؛

•       يعتبر الكاتب أنّ التغاير مع القديم، موضوعات وأشكالا، ليس هو الحداثة أو الدليل عليها، بل مجرد نظرة آلية، تقوم على فكرة إنتاج النقيض؛

•      يرى الكاتب أنّ وهم المماثلة يصدر عن إقرار مسبق بتفوق الغرب؛

•       يشدّد الكاتبُ على أن الحداثة في المجتمع العربي إشكالية معقدة، وهي تنقسم إلى ثلاثة أنواع: الحداثة العلمية، وحداثة التغيرات الثورية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والحداثة الفنية؛

•         يوضّح الكاتب أن مستويات الحداثة تشترك في خصيصة أساسية وهي أن الحداثة رؤيا جديدة، وهي جوهريا، رؤيا تساؤل واحتجاج؛

•         يستنتجُ الكاتبُ أنّ الحداثة العلمية غير فاعلة في المجتمع العربي، والحداثة الثورية هامشية، لكن مع ذلك، وتلك هي المفارقة، هناك حداثة شعرية عربية.



     II.     تحليل النّص:


1.              الحقول الدلالية:


حقل الحداثة : العصر، التغير والتقدم، الإبداع، الحداثة العلمية، حداثة التغيرات الثورية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، الحداثة الفنية، الحداثة رؤيا جديدة ...

حقل المجتمع:  الغرب، الحياة العربية، المجتمع، المجتمع العربي..

●         نستشف أن العلاقة الرابطة بين هذين الحقلين، حسب النصّ، هي علاقة تكاملٍ وتماهٍ؛ إذ لا حداثة بدون سياقٍ ثقافيّ واجتماعي متقدم ومتنور يحتضنها ويمنحها روحاً...



2.             البعدُ الحجاجي:


•            التدرُّج المنطقي:

عرضَ الكاتبُ أفكارهُ وفقَ نظامٍ منهجيٍّ قوامه التدرُّج المنطقي؛ إذْ انطلقَ من مقدمة حدّد فيها أوهام الحداثة. بعدها انتقل إلى العرضِ مقسما الحداثة إلى ثلاثة أنواع. ليخلص في الخاتمة إلى التأكيد على دور الحداثة الشعرية العربية في تدمير النظم الفنية التقليدية.

•          أساليب التّفسير/ أساليب الحجاج:

وظّف الكاتب جماعاً من أساليب التفسير وذلك بغاية إقناعِ المتلقي بوجهة نظره ودفعه إلى اعتناقها، ومن أهمّ هذه الأساليب ما يلي :
           
•         أسلوب النفي: هذه نظرة شكلية تجريدية، تؤكد على السطح لا على العمق / تبعا لهذا الرأي، لا تكون الحداثة، خارج الغرب إلا في التماثل معه...

•       أسلوب التّعليل: ... لأن من الحداثة ما يكون ضد الزمن..

•      أسلوب التمثيل: امرؤ القيس مثلا أو المتنبي ...

•    أسلوب التّعريف: علميا، تعني الحداثة.... / وتعني الحداثة فنيا...


3.         البعد اللغوي الأسلوبي:

وظّف الكاتبُ لغةً تقريريّة سلسةً واضحةَ المبنى والمعنى وتنزعُ منزعاً تحليلياً. ويهيمنُ على النص الأسلوبُ الخبري قصد شرح وتبسيط الأفكار وتقريبها من ذهن القارئ قصد إقناعه بصحتها والتأثير عليه.



III.     تركيب وتقويم:



ينبني النّص على أطروحةٍ مركزيّة مفادُها: سؤال الحداثة في المجتمع العربي إشكالية معقدة. وللدفاع عن هذه الأطروحة وظّف الكاتبُ معجماً ينوسُ بين حقلِ الحداثة وبين حقل المجتمع، كما أنه اعتمد بناء منسجماً تبدّى في التدرُّج المنطقي للأفكار. فضلاً عن هذا التدرج اعتمد الكاتب دزينة من أساليب التفسير، التي اتخذت من النفي والتعريف والتمثيل منطلقاً لها، وذلك بغرضِ إقناعِ القارئ والتأثير عليه. وأعتقدُ أنّ الكاتبَ يحمل تصوراً وجيهاً فالحداثة في المجتمعات العربية إشكالية معقدة، تستلزم رؤيا جديدة، قوامها التساؤل والاحتجاج.



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-