الجالسُ في الحديقةِ ينتظرُ
المجزوءة الأولى: الحكي
الـمـحور الثاني : الوصف
الـمــكــون : درس النصوص
الفئة المستهدفة : الجذع المشترك للآداب والعلوم الإنسانية
تمهيد
النص قصة قصيرة مأخوذة من المجموعة القصصية ”رأيت النخل” لرضوى عاشور الناقدة والروائية المصرية المتميزة المزدادة سنة 1946 بالقاهرة من أعمالها (ثلاثية غرناطة) و(أطياف).
ينتمي النص إلى النصوص الحكائية الوصفية للحظات من الحياة، حيث يتغلغل الوصف فيها عارضا حركة وسكونا وإيفاعا وذبولا يمر عليها الناس فلا يعيرانها أدنى اهتمام، ويسلط عيلها الروائي أجهزته الإدراكية الحساسة وأدواته الفنية الخلاقة فيصنع منها صورا إنسانية غزيرة المعنى بليغة التأثير.
ذلك ما حاولت ”رضوى عاشور” التقاطه من زحمة الحياة حيث أثر فيها منظر رجل طاعن في السن يجلس على مقعد في الحديقة بلا حراك كانه منفصل عن العالم.
ملاحظة النص
بداية النص ونهايته:
يبدأ الحكي بجملة
في النص ”في البدا لم أنتبه…”، وينتهي بجملة ”ألقيت نظرة خاطفة…”. ليؤشر على نوع
من العلاقة بين الملفوظ الأول والأخير تمثلها الصورة التي رسمتها الراوية للرجل
الجامد على المقعد في الحديقة بين الانتباه العارض والقلق المثير بشأن حالته
والإعراض المعلن عن استعادة التوازن النفسي الذي خلخله العنصر المثير في الحكاية.
وهو ما يدل على بعضه العنوان المركز على فعل الانتظار، والمستضمر لحالة المنتظر
التي يكشف عنها السرد والوصف.
صوغ الفرضية:
من خلال المؤشرات السابقة نفترض أن النص سيتجدث عن قصة امرأة تصور معاناة رجل عجوز. فإلى أي حد استطاع النص أن يصور المشاكل التي تتخبط فيها هذه الفئة الاجتماعية؟
فهم النص
الأحداث الجزئية:
1- عدم انتباه
الساردة إلى الرجل الغريب الجالس على المقعد قبالتها، لأنها كانت منهمكة في اللعب
مع طفلها، ولأن الشيخ الهرم كان جامداً في مكانه كأنه قطعة من الحديقة؛
2- وصف
الروائية فضاء اللعب الفسيح بكل مكاوناته الطبيعية من شمس وسماء وأشجار ومقاعد
خشبية؛
3- وصف أجواء المرح والصخب والركض والقفز ورمي الكرة والتقاطها التي انخرطت فيها الساردة مع طفلها؛
4- اكتشاف الساردة وجود رجل طاعن في السن جالس قربها بلا حراك أفقدها التركيز في اللعب، وأثار تبرم الطفل؛
5- الخواطر
التي دارت بخلد الساردة بخصوص منظر الرجل وحاله المثيران للارتباك والحيرة والقلق
جعلتها تفكر في مغادرة الحديقة؛
6- استغراق الساردة في وصف حالة الرجل المنتظر انطلاقا من هواجسها، وتداعيات تأثير منظره الكئيب على الأحداث وعلى نفسية الشخصية؛
7- استعادة الساردة أجواء المرح واللعب مع طفلها بكل العزم المطلوب بعد تخلصها من أثر نظرتها إلى الرجل المسن.
تحليل النص
عناصر الوصف:
الواصف: الساردة/
الموصوفات: الشخصيات، الأماكن، الأشياء، الحالة
الشخصيات |
أوصافها |
الأماكن
والأشياء |
العبارات |
-
الرجل الطفل |
طاعن
في السن، وجهه الرخامي الأبيض، ساكن، يجري، يلعب بالكرة. يفرد ذراعيه لاستقبال
الكرة يشرئب برأسه في اتجاه الشمس، يبدو كأنه من الشعاع، وجهه وقميصه وشعره
مبللون بالعرق. |
الكرة العصا الأشجار |
كأنها
عصفور حلق حتى أفلت غليضة،
ذات عقد كثيرة كأنها فرع قطع لتوه من أمه الشجرة كثيرة
أغصانها متشابكة جذوعها |
1-
وضعية الساردة: الراوية عبارة عن شخصية
داخل القصة يدل عليها ضمير المتكلم.
2-
الرؤية السردية: وظفت الساردة الرؤية
مع لأن معرفتها تساوي معرفة الشخصيات كما أنها لا تتدخل لتفسير الأحداث وتكتفي
بوصف ما تشاهده.
3-
اللغة: جمل خبرية: كان الصغير يقفز ويثرثر ولا يكف عن الضحك.
جمل إنشائية: بماذا تفكرين؟ ركزي في اللعب، أنت تلعبين الآن بلا تركيز.
التركيب والتقويم
تجميع
المعطيات:
النص الذي بين أيدينا من القصص الاجتماعية التي نجحت في إيصال معاناة العجزة الذين قضوا سنوات عمرهم في العمل والتربية فوجدوا أنفسهم في آخر أيامهم في الشارع. وقد صاغت ”رضوى عاشور” هذا الموضوع في قالب سردي قصير انصهرت فيه مكونات السرد انصهارا جميلاً ومؤثرا تداخلت فيه عوالم الحركة الظاهرة والباطنة، واتحد الزمان والمكان في نسق واحد، وطال الوصف كل شيء، وبدت الساردة جزءاً مُلتحما بالعالم الموصوف والمسرود يكشف عن رؤية مصاحبة تبعث إلى المتلقي رسالة مؤداها ألا مناص من الشيخوخة، وأن الحياة تستمر محتفية بالبراعم والأغصان النضرة، فلا أقل من اعتراف بالجميل واهتمام بالجذور.