دروس الباكالوريا 2022 : إحياء النموذج | سؤال الذات


دروس الباكالوريا 2021 : إحياء النموذج | سؤال الذات



 دروس الباكالوريا 2022 : إحياء النموذج | سؤال الذات


للسنة الثانية من سلك البكالوريا | مسلك الآداب والعلوم الإنسانية



الدورة الأولى : تحولات الشعر العربي الحديث
المجزوءة الأولى : من إحياء النموذج إلى سؤال الذات


إحياء النموذج


شهد العالم العربي، في أواخر القرن التاسع عشر - بفعل عدة تحولات تاريخية وحضارية وثقافية وغيرها - نهضة واسعة تجسدت في ظهور حركة فكرية نادت بالتحرر من ربقة الاستعمار وتجاوز مظاهر الجمود ورواسب الانحطاط، وحركة أدبية موازية تمثلت في إحياء نموذج القصيدة العربية القديمة، وفي التجديد الرومانسي المعبر عنه ب"سؤال الذات".
وقد اصطلح على حركة إحياء النموذج عدة أسماء، منها : البعث - الكلاسيكية - التقليدية - الاتباعية. وهي الحركة الأولى التي مثلت بدء انعطافة جديدة في الشعر العربي الحديث للقضاء على مظاهر الجمود الذي أصابته، وحصرته في الزخرف اللفظي والكلمات الصعبة والمعاني المستغلقة وغيرها. وقد قامت هذه الحركة على أساس بعث الموروث الشعري القديم في عصور ازدهاره وجعله مثالا يحتذى، من خلال استلهام أغراض القصيدة العربية القديمة وطريقة نظمها وبنائها قصد التعبير عن مشاعر الذات وقضايا العصر.
وقد ساهمت في ظهورها عدة أسباب، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر : الاستبداد العثماني والاستعمار الغربي للعالم العربي، وظهور حركات وطنية تنادي بإجلاء الاستعمار، وأخرى سلفية توفيقية تنادي بالأصالة والمعاصرة... كما ضمت العديد من الرواد العرب مشرقا ومغربا مثل البارودي ومعروف الروصافي وجميل صدقي الزهاوي وشوقي الجواهري وعلال الفاسي ومحمد إبراهيم وسواهم.


سؤال الذات | الرومانسية


أما حركة التجديد الرومانسي فقد عُبّر عنها بسؤال الذات. إذ قبل أن تطوي حركة إحياء النموذج شراعها لاحت في الشرق العربي مدارس وجدانية مثلت التيار الرومانسي، وكانت ثمرة تلاقح ثقافي بين العرب والغرب، نتج عنه تأثر العديد من روادها بالقيم الثقافية البورجوازية، كالفردانية والحرية والمساواة وغيرها. وكان الهدف من ظهورها هو رد الاعتبار إلى الذات التي همشها المجتمع، بجعلها مصدرا للإلهام بدل الموروث الشعري القديم، ثم التمرد على خطاب إحياء النموذج. ومن أبرز مدارس هذا التيار نذكر : الرابطة القلمية في المهجر وتضم جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وإيليا أبو ماضي، وقد ركزت على المحبة الإنسانية والتمرد على الأعراف والتقاليد، والتفلسف في الوجود. والديوان التي أسسها العقاد والمازني وشكري، واهتمت بالتعبير عن الجوهر الإنساني. وأبوللو التي أسسها أحمد زكي أبو شادي، وضمت أبا القاسم الشابي وعلي محمود طه وإبراهيم ناجي وغيرهم، وركزت على التأمل في الوجود والبحث عن الخلاص في الطبيعة أو في الخيال أو في الموت. ولم تقف هذه المدارس عند التعبير عن الذات فقط، وإنما أحدثت أيضاً تغييرات في المكونات الفنية للقصيدة.

وعلى امتداد هذه الفترة كانت هناك حركة نقدية تتساوق والإبداع الشعري، منذ إحياء النموذج إلى سؤال الذات، من أجل قراءته ونقده والتعريف بخصائصه واتجاهاته وتطوره.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-