الإنسان والتنمية | التنمية المستدامة؛ جورج قرم، ص 52/53.

الإنسان والتنمية | التنمية المستدامة؛ جورج قرم، ص 52/53.


المكون : درس النصوص
المجزوءة : قضايا معاصرة
الموضوع : الإنسان والتنمية

• التنمية المستدامة؛ جورج قرم، ص 52/53.


الإنسان والتنمية | التنمية المستدامة؛ جورج قرم، ص 52/53.

السنة الأولى من سلك البكالوريا؛ الشعب العلمية والتقنية.



تقديم


يعدّ مفهوم التنمية من أهم المفاهيم العالمية في القرن العشرين، وتبرز أهميته في تعدد أبعاده ومستوياته وتشابكه مع العديد من المفاهيم الأخرى مثل التخطيط والإنتاج والتقدم.
وقد برز هذا المفهوم بداية في علم الاقتصاد واستُخدم للدلالة على عملية إحداث مجموعة من التغيرات الجذرية في مجتمع معين، لإكساب ذلك المجتمع القدرة على التطور الذاتي المستمر بمعدل يضمن التحسن المتزايد في نوعية الحياة لكل أفراده، بمعنى زيادة قدرة المجتمع على سدّ الحاجات الأساسية والحاجات المتزايدة لأعضائه؛ بالصورة التي تكفل زيادة درجات إشباع تلك الحاجات؛ عن طريق الترشيد المستمر لاستغلال الموارد الاقتصادية المتاحة، وحسن توزيع عائد ذلك الاستغلال. ثم انتقل مفهوم التنمية إلى حقل السياسة منذ ستينيات القرن العشرين؛ فصار يهتم بتوجيه البلدان غير الأوروبية إلى الديمقراطية. وتعرف التنمية السياسية : "بأنها تغيير اجتماعي متعدد الجوانب، غايته الوصول إلى مستوى الدول الصناعية"، ويقصد مستوى الدولة الصناعية إيجاد نظم تعددية على شاكلة النظم الأوربية تحقق النمو الاقتصادي والمشاركة الانتخابية والمنافسة السياسية، وترسخ مفاهيم الوطنية والسيادة والولاء للدولة القومية.


١. الملاحظة


• انطلاقاً من قراءة بداية النص، وملاحظة المشيرات الآتية (التنمية الاقتصادية، التنمية الاجتماعية، تنمية مستوى الإنسان الثقافي، المحافظة على البيئة)، نفترض أنه مقالة حجاجية تفسيرية ستعالج موضوع التنمية البشرية المستدامة وعلاقتها بالسياسات التنموية.

٢. الفهم


القضية الرئيسة

• يعرّف الكاتب مفهوم التنمية المستدامة وأهدافها وشروطها، كما يبيّن عناصرها ومجالاتها، وقد احتج على صحة هذا التحليل بحجج وبراهين متنوعة، معتمداً في ذلك حسن العرض ووضوح التفسير.

عناصر القضية

• تأكيد الكاتب على أن التنمية البشرية المستدامة تجعل الإنسان منطلقها وغايتها، موضحا أن الأساس في التنمية البشرية المستدامة ليس الرفاهية المادية فحسب، بل الارتفاع بالمستوى الثقافي للناس بما يسمح لهم أن يعيشوا حياة أكثر امتلاء وأن يمارسوا مواهبهم ويرتقوا بقدراتهم.
• دفاعه عن النظام الديمقراطي والمساواة بين الجنسين وتطوير التراث الثقافي والمحافظة عليه، لأن الحاجات والحقوق غير المادية أهم من المزيد من الإنتاج المادي.
• ضرورة نهوض التنمية البشرية المستدامة، أولا وقبل كل شيء، على أربعة عناصر : الإنتاجية، المساواة، الاِستدامة، والتمكين.
• تروم التنمية البشرية المستدامة توسيع قدرة الإنسان لبلوغ أقصى ما يمكنه بلوغه من حيث هو فرد أو مجتمع ذو أفراد كثيرة وذلك بزيادة إمكانياته التي ليست القدرات الاقتصادية إلا مجرد جانب منها.

٣. التحليل


الحقول الدلالية

زاوج الكاتب في النص بين حقلين دلاليين : حقل دال على التنمية المستدامة، وحقل دال على الإنسان :

• الألفاظ والعبارات الدالة على التنمية المستدامة : التنمية البشرية المستدامة، التنمية، تنمية الإنسان، تطوير المقدرة البشرية...

• الألفاظ والعبارات الدالة على الإنسان : الإنسان، الأبعاد البشرية، تمكين الناس من توسيع نطاق خياراتهم، المرء، الأجيال الحالية والمقبلة...

 نستشف أن العلاقة الرابطة بين هذين الحقلين، حسب النصّ، هي علاقة تكامل وتفاعل...


• المنهج الاستدلالي/ طريقة الكاتب

وظّف الكاتبُ منهجاً/ أسلوباً استنباطياً انطلقَ بموجبه من قضيّة عامةٍ مؤداها ضرورة التنمية البشرية المستدامة في المجتمعات المعاصرة. بعد ذلك انتقل إلى عرضِ عناصر هذه القضيّة مؤكداً أنّ التنمية البشرية المستدامة، بخلاف بدائلها، كفيلة بتحقيق ليس الرفاهية المادية فحسب، بل الارتقاء بالمستوى الثقافي للناس. وعموماً فقد أسهم هذا المنهج في اتساق النّص منطقياً وانسجامه دلاليًّا.

• البعد اللغوي الأسلوبي

وظّف الكاتبُ لغةً تقريريّة سلسةً واضحةَ المبنى والمعنى وتنزعُ منزعاً تحليلياً. ويهيمنُ على النص الأسلوبُ الخبري.

٤. التركيب والتقويم


ينبني النّص على أطروحةٍ مركزيّة مفادُها: التنمية البشرية المستدامة هي أولا وقبل كل شيء توسيع لقدرة الإنسان على بلوغ أقصى ما يمكنه بلوغه؛ لأنها ترتبط بتنمية الإنسان من حيث هو هدف ووسيلة، أو تنمية قدرات الإنسان على سدّ حاجاته المادية والمعنوية والاجتماعية. وللدفاع عن هذه الأطروحة وظّف الكاتبُ معجماً ينوسُ بين حقلِ مميزات التنمية البشرية المستدامة وبين حقل الإنسان، كما أنه اعتمد منهجاً استنباطيا تبدّى في تدرُّج الأفكار من العام إلى الخاص. فضلاً عن هذا المنهج اعتمد الكاتب دزينة من أساليب التفسير والتوضيح، التي اتخذت من التأكيد والاستنتاج والتمثيل منطلقاً لها، وذلك بغرضِ إقناعِ القارئ والتأثير عليه. وأعتقدُ أنّ الكاتبَ يحمل تصوراً وجيهاً فالتنمية البشرية المستدامة ليس لها معنى إذا لم تجعل الإنسان منطلقها وغايتها.
تعليقات