الحوار بين الثقافات | شروط حوار الثقافات

الحوار بين الثقافات | شروط حوار الثقافات


الحوار بين الثقافات | شروط حوار الثقافات


المكون : درس النصوص 
المجزوءة : العولمة : أبعاد وتحديات
الموضوع : الحوار بين الثقافات 

• شروط حوار الثقافات، ص 33/34.

السنة الثانية من سلك البكالوريا؛ الشعب العلمية والتقنية.


تقديم


حوار الثقافات مشروع حياة البشرية الذي يدفع الشعوب إلى أن تتعامل بالأسلوب الإنساني الرفيع القائم على أساس التعارف لا التنازع. وهو حتماً بديل عن وسائل العنف والقوة.
لقد تبلورت مقولة "حوار الثقافات" في إطار أدبيات المؤسسات الثقافية الدولية، خصوصاً أدبيات منظمة اليونسكو منذ إعلان مكسيكو الصادر في غشت 1982 حول السياسات الثقافية الذي أدرج مفهوم التنوع الثقافي ضمن أولوياته، فكان ذلك بداية مسار متواصل أفضى إلى صدور إعلان اليونسكو العالمي للتنوع الثقافي (نونبر 2001) في الوقت الذي تستكمل فيه الخطوات النهائية لإقرار الاتفاقية العالمية لحماية التنوع الثقافي.


١. الملاحظة


• انطلاقاً من قراءة بداية النص، نفترض أنه مقالة حجاجية تفسيرية ستعالج موضوع الحوار الثقافي وعلاقته بتعدّد القوى والمذاهب والأحزاب في المجتمعات المعاصرة.

٢. الفهم


القضية الرئيسة

• يبرز النص أهمية الحوار الثقافي بين الأمم والشعوب، ويستعرض الشروط والمقومات الأساسية التي ينبغي أن تنظم هذا الحوار، كما يلفت الانتباه للاحتراسات التي يجب استحضارها.

عناصر القضية

• التأكيد على أن الحوار الثقافي ضرورة اِستراتيجية عالمية، تؤدي دورا إيجابيا في ترسيخ قيم التواصل والانفتاح.
• يستلزم الحوار الثقافي بداهة الندية والتكافؤ، بعيدا عن مقولة التفوق الثقافي العنصرية، وذلك بإعطاء الآخر حقا مساويا في النقاش، وإدارة الحوار على مرجعية الحجة والبرهان لا على سطوة العنف والسيطرة.
• ضرورة نهوض حوار الثقافات، أولا وقبل كل شيء، على الحوار والنقد والاعتراض والأخذ والعطاء، وبذلك يكون التعايش في إطار السلم القائم على التوازنات والحلول الوسط.
• من أولويات الحوار الثقافي المنشود معالجة اختلالات ومساوئ العولمة وكبح جوانبها المتوحشة.


٣. التحليل


الحقول الدلالية

زاوج الكاتب في النص بين حقلين دلاليين : حقل دال على ما ينبغي القيام به، وحقل دال على ما ينبغي تجنبه :

• الألفاظ والعبارات الدالة على ما ينبغي القيام به : فهم دقيق وموضوعي؛ أهمية الحوار؛ إعطاء الآخر حقا مساويا في النقاش، وإدارة الحوار على مرجعية الحجة والبرهان.

• الألفاظ والعبارات الدالة على ينبغي تجنبه : العنف والسيطرة؛ الأحادية الثقافية؛ مقولة التفوق الثقافي العنصرية؛ تجذير نوازع الخصوصية.

 نستشف أن العلاقة الرابطة بين هذين الحقلين، حسب النصّ، هي علاقة تضاد وتعارض...



• المنهج الاستدلالي/ طريقة الكاتب

وظّف الكاتبُ منهجاً/ أسلوباً استنباطياً انطلقَ بموجبه من قضيّة عامةٍ مؤداها بدهية الحوار الثقافي وأشكال التعدد في المجتمعات المعاصرة. بعد ذلك انتقل إلى عرضِ عناصر هذه القضيّة مؤكداً أنّ حوار الثقافات، بخلاف بدائله، يستلزم قبول التعدد بواسطة الحوار والنقد والتعايش وتداول السلطة سلميا، بعيدا عن العنف والسيطرة. وعموماً فقد أسهم هذا المنهج في اتساق النّص منطقياً وانسجامه دلاليًّا.

• البعد اللغوي الأسلوبي

وظّف الكاتبُ لغةً تقريريّة سلسةً واضحةَ المبنى والمعنى وتنزعُ منزعاً تحليلياً. ويهيمنُ على النص الأسلوبُ الخبري.

٤. التركيب والتقويم 


ينبني النّص على أطروحةٍ مركزيّة مفادُها: حوار الثقافات هو أولا وقبل كل شيء حوار وتعايش وسلم؛ لأن التعددية النابعة من روح التعايش وتداول السلطة تشكّل محرّكاً رئيساً للإبداعِ والابتكار والتنوع الذي يغني تجربة المجتمع ويزيد من إمكاناته. وللدفاع عن هذه الأطروحة وظّف الكاتبُ معجماً ينوسُ بين حقلِ ما ينبغي القيام به وبين حقل ما ينبغي تجنبه، كما أنه اعتمد منهجاً استنباطيا تبدّى في تدرُّج الأفكار من العام إلى الخاص. فضلاً عن هذا المنهج اعتمد الكاتب دزينة من أساليب التفسير والتوضيح، التي اتخذت من التأكيد والاستنتاج والتمثيل منطلقاً لها، وذلك بغرضِ إقناعِ القارئ والتأثير عليه. وأعتقدُ أنّ الكاتبَ يحمل تصوراً وجيهاً فحوار الثقافات ليس له معنى إذا لم تكن حقوق الأطراف المختلفة في النقاش متساوية في ظل نظام ديمقراطي.



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-