مجتمع المعرفة : خصائص مجتمع المعرفة ومقوماته، أحمد أبو زيد
السنة الثانية من سلك البكالوريا؛ مسالك العلوم.
المكون : درس النصوص
المجزوءة الأولى : العولمة أبعاد وتحديات
الموضوع : مجتمع المعرفة : خصائص مجتمع المعرفة ومقوماته، أحمد أبو زيد، ص 25/26.
تمهيد
مجتمع المعرفة : إنّ مجتمع المعرفة هو المجتمع الذي يساهم بفاعلية في إنتاج المعرفة وتطويرها، وليس مجرد الاستفادة منها، وحسن استعمالها وتوظيفها، وقد أصبح التقدم في العالم اليوم يقاس بمعايير القدرة على إنتاج المعرفة وتحديثها وتراكمها. وتحول مجال المعرفة إلى محور التنافس بين الدول والمجتمعات المتقدمة التي تتسابق فيما بينها على اكتساب مصادر القوة والهيبة والتفوق الحضاري. خصوصاً بعد أن تحول الاقتصاد الحديث إلى ما يعرف بالاقتصاد المعرفي، وهو الاقتصاد الذي تشكل المعرفة فيه الركيزة الأساسية، وتساهم في تحديد هويته وصورته وفلسفته.
١. الملاحظة :
• انطلاقاً من عنوان النص موضوع الدراسة والتحليل، والموسوم ب"خصائص مجتمع المعرفة ومقوماته"، وكذا المصدر المقتطف منه : "المعرفة وصناعة المستقبل"، يجوز لنا أن نفترض أن النص الذي بين أيدينا سينتمي إلى زمرة النصوص الحجاجية التفسيرية التي ستسعى إلى الإبانة عن مفهوم مجتمع المعرفة وكذا خصائصه ومقوماته.
٢. الفهم :
• أ. القضية المحورية في النص :
يعرّف الكاتب مفهوم مجتمع المعرفة ومرتكزاته وشروطه، كما يبيّن مميزاته وخصائصه وعلاماته.
• ب. الأفكار الأساسية في النص :
ينهض النص على مجموعة من المفاصل الأساسية، نوجزها على الشكل الآتي :
- مفهوم مجتمع المعرفة والعوامل التي تساعد على قيامه.
- شروط ظهور مجتمع المعرفة.
- العلامات والمؤشرات التي يُعرَف بها مجتمع المعرفة.
- مميّزات وخصائص مجتمع المعرفة.
- شروط المعرفة في مجتمع المعرفة.
٣. التحليل :
• أ. آليات العرض والإقناع :
لغة النص :
لغة النص تقريرية مباشرة، مالت إلى البساطة، وابتعدت عن التعقيد، ذلك أن غاية الكاتب هي مدّ جسور التواصل بينه وبين أكبر شريحة من القراء، قصد إيصال أفكاره والإقناع بصحتها.
• ب. طرائق العرض :
بناء النص :
اتبع الكاتب في عرضه للأفكار تصميما محددا، اعتمد فيه ما يلي:
- تقسيم النص إلى فقرات، كل فقرة تنطوي على فكرة.
- عرض أفكاره وفق تسلسل منهجي: مقدمة، عرض، خاتمة.
أسلوب النص:
توسل الكاتب، في مناقشته لمفهوم مجتمع المعرفة، بأسلوب حجاجي تفسيري، ويظهر ذلك من خلال توظيف آليات تفسيرية كالآتي:
- التعريف: "مجتمع المعرفة الذي لا يقنع باستخام المعلومات لفهم واقع الحياة...ولكنه يعمل بالإضافة إلى ذلك على إنتاج المعرفة وتسويقها".
- المقارنة: "وإذا كان العمل في المجتمع الصناعي يعتمد على المعرفة المتاحة فإن المعرفة في مجتمع المعرفة تعتبر هي العمل..".
- الوصف: ويتميز مجتمع المعرفة بعدد من المميزات والخصائص....
المنهج المعتمد في بناء النص :
وظف الكاتب منهجا استنباطيا انتقل فيه من العام إلى الخاص، حيث بدء نصه بتعريف مجتمع المعرفة وبيان علاقته بالاقتصاد، ثم انتقل بعد ذلك للحديث عن خصائصه ومقوماته، خاتماً تحليله بذكر شروط إنتاج المعرفة في ظل تحديات مجتمع المعرفة.
٤. التركيب والتقويم :
عرف العالم تغيرات كبرى بسبب الثورة التكنولوجية الكبرى التي غيرت نظرتنا إلى المعرفة وإلى الواقع، حيث وفرت الوسائط المعلوماتية إمكانات هامة للبحث والتواصل أضحى معها العالم قرية إلكترونية صغيرة تنتقل عبرها المعرفة بسلاسة، وتتقلص فيها دوائر التميز والانغلاق. وهو الأمر الذي استغلته بعض المجتمعات التي شمرت عن ساعدها في مجال المعرفة والإبداع فأمست بين ليلة وضحاها مجتمعات منتجة للمعرفة في مقابل مجتمعات أخرى مستهكلة، ولا شك أن هذه المجتمعات المنتجة للمعرفة لم تنهض من العدم، ولكنها نهضت بسبب توفر شروط وأسباب ومميزات، وهو ما عالجه الكاتب المصري أحمد أبوزيد في نصه موضوع التحليل، إذ أشار إلى أهم خصائص مجتمع المعرفة وإلى المقومات التي ينبني عليها، معتمداً في ذلك منهجاً استنباطيا ينطلق مما هو عام وصولاً إلى ما هو خاص، وكذا سالكا مسلكا حجاجيا تفسيريا قوّاه حسن توزيع المعنى وانسجامه، وكذا ترابط أجزاء النص واتساق فقراته.