تحضير نصّ وتجلدِي للشامتين، للشاعر: أبو ذؤيب الهذلي






تحضير نصّ وتجلدِي للشامتين، للشاعر: أبو ذؤيب الهذلي

تحضير نصّ وتجلدِي للشامتين، للشاعر: أبو ذؤيب الهذلي

وتجلدِي للشامتين، للشاعر: أبو ذؤيب الهذلي


·           الكتاب المقرر: الممتاز في اللغة العربية، ص: 10 


استهلال الموضوع:


إذا استعرضنا ما نعرف من نصوص الشعر في العصر الجاهلي مقارنةً بما نعرف من نصوص الشعر في صدر الإسلام، فإنّنا نجد كثيراً من الأغراض الجاهلية قد طُرقت، ولم تعد تصلح للبقاء في ظل الدين الجديد، ففد أبطل الإسلامُ العصبية، ونبذَ القول الفاحش، وجاء بالجد الحق، داعياً إلى الجهاد، والعمل على صلاح الناس، وزاجراً عن النقائص والآثام، فاتجهَ الشعراء الإسلاميّون وجهة جديدةً إذ أخذوا يحبذون فضائل الإسلام، ويمدحون تعاليمه، ويفخرون بما لنبيهم الكريم، من حب في الخير، ودعوة إلى سبيل الله، ومن يقرأ القصيدة الرثائية للشاعر: أبو ذؤيب الهذلي، يقف على العديد من المعاني الإسلامية.


عتبات النص:


1:  من هو صاحب النص؟


هو أبو ذؤيب خويلد بن خالد الهذلي، وكني بأبي ذؤيب نسبة لولده الأكبر ذؤيب، وهو شاعر أدرك زمنا في الجاهلية وزمنا في الإسلام لذا عرف  مع أمثاله بالمخضرمين. وقد أسلم وجاهد مع الغزاة في سبيل الله وشهد فتح إفريقية، وتوفي في خلافة عثمان رضي الله عنه، بعد عودته إلى مصر سنة 26 هجرية.

وهذا الشاعر لم يخلف سوى القليل من الشعر، أشهره هذه العينية التي نقلها الأصمعي في مختاراته الشعرية المعروفة ب "الأصمعيات".


2: ظروف النص:


تختصر في خروج الشاعر إلى الجهاد في سبيل الله، مع أولاده الخمسة، متهيئين لفتح إفريقية، ثم عاد  الجيش منتصرا، وفي الطريق انتشر وباء جارف، أخذ الأولاد الخمسة في عنفوان الشباب والقوة، ورجع الوالد حزينا متحسرا فكتب القصيدة التي بين أيدينا ليعبر فيها عما يخالج نفسه.


3:  قراءة عنوان النص: 


يدلنا هذا العنوان: وتجلدي للشامتين... على بيت متضمن في النص، وهو البيت الثاني عشر الذي يعبر عن شدة تجلد الشاعر وصبره أمام الشامتين الذين يفرحون ببليته، بينما هو يريهم في مقاومته لصروف الزمن استماتة.


4:  توثيق النص: 


هذا النص الشعري تضمنه كتاب  المفضليات، للمفضل بن محمد بن يعلى الضبي، تحقيق: أحمد محمد شاكر، وعبد السلام هارون، ط:6، بيروت/ لبنان، ص:421 – 422.


الفهم 


- خلاصة أسئلة النص:


الموت هي الكلمة المحورية الفاعلة في الذات الشاعرة فهي أفقدتها أبناءها وأثارت انفعالات عديدة لديها:التوجع، الجزع، شحوب الجسم، الأرق، الحسرة، البكاء، الألم، التعب، الاستسلام...

بموازاة هاته الانفعالات يدلنا الشاعر على ذاتين تتخذان موقفين متباينين إزاءه:

أولاهما مفردة متفاعلة معه، وهي زوجته أميمة، التي تتعاطف معه، لعلها تخفف من وطأة الموت عليه.

ثانيتهما جمعية، شامتة به، لذا يبدي الشاعر لها استماتة أمام صروف الزمن، هذا بعدما اعترف بتحدي الموت للجميع. وقد ختم الشاعر أبياته بحكمة تدل على أن النفس قد تكون غنية بما قل لأنها قنوع، وقد تكون فقيرة بما كثر لأنها غير قنوع تطلب دوما المزيد.


التحليل



- الحقول الدلالية:


تتوزع ألفاظ النص على ثلاثة حقول دلالية، تتمثل في ما يلي:

الموت

الصبر

المعاناة والحزن

المنون، ريبها، أودى، هوى، ودعوا، تخرموا، مصرع، لاحق، مستتبع، المنية.

تجلدي، لا أتضعضع.

تتوجع، يجزع، جسمك شاحب، أقض، غصة، العبرة، ناصب، عور، تدمع، أنشب، أظفار.

من خلال هاته الحقول المعجمية، يبدو الحقل المعجمي للموت متقاربا، من حيث عدد مركباته مع الحقل المعجمي للمعاناة والحزن، بينما الحقل المعجمي للصبر قلّت مركباته، مما يدل على ضعفه لدى الشاعر، أمام هول الفاجعة التي حلت به.


- الحوار الشعري:


أ‌.                 تزدوج الأنا الشاعرة في بداية القصيدة لتكون منها الأنا المتكلمة، والأنت المخاطبة، الرائية والمرئية، القائلة والمقولة، يقول مخاطبا نفسه: (أمن المنون وريبها تتوجع...).

ب‌.           حوار مع الزوجة: لم  يلبث الشاعر أن أدرج ضمن قصيدته حوارا أثارته معه زوجته حول ما آلت إليه ذاته بعد الفاجعة، إلا أن هذا الحوار الذي أقيم على سؤالين، أوقفه الشاعر بعد حين، ليفسح المجال لإجابته المستفيضة.

ت‌.         حوار مع الآخر: يدلنا على هذا الحوار ضمير المخاطب المسند إلى الفعل (ألفت)، وكذا فعل (رغبتها)، فالشاعر بهذين الفعلين المتضمنين في حكمتين (انظر البيت التاسع، والثالث عشر)، يريد أن يستدرج قراءه إلى حوار حكمة أو عبرة ليعتبروا بها:

        - الموت قدر الجميع، لذا لاراد لها.

      - النفس تطلب المزيد بقدر ما تزيدها وتقنع بالقليل بقدر ما نعودها عليه.


-  شاعرية القصيدة:


تتحدد هاته الشعرية في سؤال ما الذي يجعل من الشعر شعرا ؟

وتتمثل الإجابة عن هذا السؤال في مايلي:

-         الصور البلاغية: التي توقفنا على إيحاءات تعبيرية تتمثل تارة في الاستعارة المكنية، كما في البيت التاسع، حيث حذف المشبه ورمز له بشيء من لوازمه (الأظفار)، كما تقوم على التشبيه، كما في البيتين (11،12).

-         تطويع اللغة لتدل على حكم وعبر كما في البيتين: (9،13)، ولتدل على الذاتي في تفاعل مع الموضوعي.

-    تنسيق المستويات اللغوية، وإقامتها على تشكيلات إيقاعية مجردة، كالوزن الشعري (الكامل)، المقامة عليه: (متفاعلن ست مرات)، أو تشكيلات إيقاعية لغوية، كتصريع البيت الأول، وختم الأبيات بصوت مجهور، ومقابلة التجانسات الصوتية بين الكلمات: (مضطجعا، مضجع/ هوى، هواهم/ رغبة، رغبتها).


التركيب والتقويم


1.ما المعاناة التي عاناها الشاعر نتيجة الفاجعة التي ألمت به؟

 2. ما الحكمة التي خلص إليها الشاعر إزاء الموت التي أحدثت تلك المعاناة؟

 3.هل الشاعر بلغ بنفسه في نهاية قصيدته مبلغ التوازن والتغلب على ظروف الزمن؟

 4. ما الكلمة التي ختم بها الشاعر قصيدته؟

تعليقات