عناصر الهوية الثقافية ومستوياتها؛ محمد عابد الجابري

عناصر الهوية الثقافية ومستوياتها؛ محمد عابد الجابري


  عناصر الهوية الثقافية ومستوياتها؛ محمد عابد الجابري

 

المجزوءة الأولى: العولمة : أبعاد وتحديات

المكون: النصوص                

 عناصر الهوية الثقافية ومستوياتها؛ محمد عابد الجابري



محمد عابد الجابري، من أبرز المفكرين المغاربة والعرب المعاصرين، حصل على الدكتوراه في الفلسفة سنة 1970، اشتغل أستاذا بكلية محمد الخامس للآداب بالرباط، اهتم بقضايا الفكر والثقافة والسياسة، من أهم مؤلفاته: نحن والتراث، نقد الفكر العربي، المسألة الثقافية...

الملاحظة


- فرضية النص: 
من خلال دلالات وإيحاءات العنوان وقراءة بداية النص؛ نفترض أننا بصدد نص حجاجي نظري سيعالج قضية فكرية هي مفهوم الهوية الثقافية وعناصرها ومستوياتها.


الفهم 

الأفكار الأساسية:

- استحالة خضوع الثقافة لمقولة العولمة، وذلك لتعدد الثقافات بتعدد الشعوب؛
- هناك ثقافات متنوعة، منها ما يميل للانكماش ومنها ما يميل للانتشار والتوسع؛
- تشكل الهوية الثقافية من ثلاث مستويات هي: الفرد والجماعة والوطن، تجمعها علاقة مرنة وحيوية؛
- إن المحرك الأساس للعلاقة بين مستويات الهوية الثقافية هو المصالح الفردية والجماعية والقومية؛
- استحالة اكتمال الهوية الثقافية دون تظافر وتطابق مستوياتها الثلاثة، إذ يكمل كل عنصر العناصر الأخرى.


التحليل

بناء النص :

اتبع الكاتب في عرضه للأفكار تصميما محددا، اعتمد فيه ما يلي:
- تقسيم النص إلى فقرات، كل فقرة تنطوي على فكرة.

- عرض أفكاره وفق تسلسل منهجي: مقدمة ، عرض، خاتمة.

لغة النص: 

لغة النص تقريرية مباشرة، مالت إلى البساطة، وابتعدت عن التعقيد، ذلك أن غاية الكاتب هي الإخبار وتقريب المعنى من القارئ أو المتلقي؛ قصد إقناعه والتأثير فيه.

 أسلوب النص:


توسل الكاتب في مناقشته لقضية الهوية الثقافية بأسلوب حجاجي تفسيري، ويظهر ذلك من خلال توظيف آليات تفسيرية كالآتي:
التعريف: "الثقافة هنا ذلك المركب المتجانس من الذكريات والتصورات والقيم والرموز...".
التوكيد : "إن الثقافة هي المعبر الأصيل عن الخصوصية التاريخية لأمة من الأمم".
المقارنة: .."من هذه الثقافات ما يميل إلى الانغلاق والانكماش، ومنها ما يسعى إلى الانتشار والتوسع".

الوصف: "إن الهوية الثقافية كيان يصير ويتطور، وليست معطى جاهزا ونهائيا"

المنهج المعتمد:

 وظف الكاتب منهجا استنباطيا انتقل فيه من العام إلى ما هو خاص، فقد انطلق من مقولة أنه لا يمكن الحديث عن ثقافة واحدة، لينتقل بعد ذلك للتأكيد على أن الهوية الثقافية ثلاثة مستويات هي الفرد والجماعة والوطن، ثم قام بتفصيل القول في كل مستوى من هذه المستويات وبيان العلاقة بينها.


التركيب والتقويم


بناء على كلّ ما سبق، نخلص إلى أننا أمام نص حجاجي تفسيري، تطرق فيه الكاتب إلى قضية الهوية الثقافية، فقدم تعريفا للثقافة وبين استحالة اندراجها تحت مقولة العولمة، وأنها هي المعبر عن خصوصية شعب معين وهويته، وحصر الهوية الثقافية في مستويات ثلاثة: الفرد والجماعة والوطن، مفصلا العلاقة التي تجمع بينها، وقد وظف الكاتب تصميما محكما يراعي التدرج المنطقي في عرض القضايا والأفكار، فضلا عن منهج استنباطي انطلق فيه من العام إلى الخاص، ومجموعة من الأساليب التفسيرية: كالتعريف والوصف والمقارنة.

تعليقات