تحضير نصّ أَعْلَى المرَاتِبِ/ ديوان الجرَّوايّ ..

 
تحضير نصّ أَعْلَى المرَاتِبِ/ ديوان الجرَّوايّ ..


تحضير نصّ أَعْلَى المرَاتِبِ/ ديوان الجرَّوايّ .. 

أَعْلَى المرَاتِبِ/ ديوان الجرَّوايّ .. 

المرجع: في رحاب اللغة العربيّة، الجذوع المشتركة  


تمهيد


-      يشترط النقاد في قصيدة المدح مجموعة شروط لابدّ من توافُرها لتستكمل مقوماتها وتكتسب كيانها، منها: جزالة اللفظ ونقاوتها وقوتها، وملاءمة القصيدة لمقام الممدوح والتوسط في الطول لكيلا تكون مُملّة.

 

الملاحظة 

-         نوعية النّص

بناءً على مجموعة من المؤشّرات من قبيل: العنوان، شكل النصّ، مصدره،  يجوز لنا القول إننا إزّاء نصّ شعري.

-        العنوان:

يوحي عنوان النص (أعلى المراتِبِ) بأنّ هناكَ تدرّجا في المراتب لبلوغ أعلاها. وله علاقة بالبيت الخامس من القصيدة، حيث يشير  الشاعر إلى أن أعلى المراتب من بعد النبوّة هي من نصيب أعلى الخلق وأرقى من انتخب الله عز  وجلّ،  ألا وهوّ الخليفة الممدوح يعقوب المنصور.

-   فرضيّة النصّ:

بالنّظر إلى العنوان وتقديم النصّ (والذي يبيّن مناسبة نظم القصيدة)، ثم تعرف نبذة عن صاحبه،  يمكننا القول إن القصيدة ستكون في مدح خليفة الله في الأرض يعقوب المنصور بمناسبة تعظيم حجم الدينار المُوحّدي.


الفهم 

-                     التقطيع الدلالي القصيدة

- يبدأ الشاعر بمدح الخليفة الموحّدي ذاكراً مناقبه الحميدة التي جعلت منه خير حامٍ لحرمة الدين، والمدافع عن ملّة الإسلام، الشيء الذي بوّأه أعلى المراتب  (1/5)؛

- إشادة الشاعر  بممدوحه القادر  والمُؤهّل بجيشه المُرعب على توسيع رقعة الدولة الإسلامية لتشمل أقصى بقاع الأرض  (6/10) ؛

- إشادة الشاعر  بخصلتي الرحمة والكرم اللتين عمّتا  بني الدنيا أجمعين، في الشرق والغرب(11/14).


التحليل

 

1. استخلاص معجم النص:

يتلاقى في النصّ حقلان معجميّان محورهما الدين والأخلاق، ويمكن أن نمثّل لهما كما يلي:

الألفاظ والعبارات الدالة على الدين

الألفاظ والعبارات الدالة على الأخلاق

الدين/ الشرك/ ملّة الإسلام/ الخلافة/ النبوّة/ حبا بها الله/ خليفة الله..

محاسنكم/ أعلى الخلق/ اسمُك المعتلى/ نداك عمّ بني الدنيا/ أثواب الغنى/ رحماكم لمغتربٍ ناءٍ..

 

2. لغة النصّ وبلاغته:

أ- زاوج الشاعر في مدحه الخليفة بين استعمال ضمير المخاطب واستعمال ضمير الغائب، كما يبيّن الجدول الآتي:

ضمير المخاطب

ضمير الغائب

عزمِكَ/ لها بكَ الظهور/ غدا اسمُكَ/نالت من محاسنكُم/ نداكَ عمّ../ خليفة الله رُحماكُم..

هوّ الذي كانت الدنيا../ كلّ عصرٍ لهُ مرتقبا/ تُجلى عواقبُهُ/ من قَبْلِهِ/ ألبَسَهُم../ يُلقْي جَيْشُه..

ب- استخدم الشاعر أسلوبي التوكيد والتكرار في مجموعة من الأبيات، بغرض التأكيد على مكانة الممدوح الرفيعة:

الجمل المؤكّدة

الألفاظ والعبارات المكرّرة

أنّ لها بكَ الظهور على الأعداءِ والغَلَبَا—  وأنّ كلّ بعيدٍ عندها كثبٌ..— إنّ الخلافة نالت من محاسنكُم أوفى الحظُوظ...—  ما ارتَابَ..أنّ النّجوم استحالَت للورى ذهبَا.

الخلافة – أعلى – إلى أقصى.. – منقلب/منقلبا --  النضّار/ الناظرين – مغتربٍ/ اغتربا..

 

3. الأساليب البلاغيّة:

وظّف الشاعر عدة صور شعريّة، وثلة من المحسّنات البديعية،  تبرزُ  فضلَ الممدوح وعلوّ مقامه:

الأسلوب

الأمثلة

التشبيه

-         أنّ النجوم استحالت للورى ذَهبا

المجاز

نداكَ عمّ بني الدنيا وألبسهُم ** في الشّرقِ والغربِ أثوابَ الغنى قُشُبا

الطباق

نال/ أحجَمَ --  بعيدٍ/ كثبٍ – الشرق/ الغرب – مُغترِبٍ/ لا  اغتربَا

 

 

لقد خلعَ الشاعر على الممدوح في هذه القصيدة مجموعة من الصفات تغيّى منها تعظيمه وتبويئه مقاماً رفيعا يليق بمكانته، وقد مزج بين حقلين دلاليين يتداخل فيهما الدين بالأخلاق، كما أنه توسّل بلغة فنيّة تمتحُ من الصور الشعرية وتترصّع بالمحسنات البديعية من قبيل الطباق، ساعيّاً للإشادة بأعمال الممدوح وفضله على الملة والدين، وذلك في قالب شعري يراعي الخصوصيّة الفنيّة لشعر المديح.      




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-