كتب : صدر حديثاً عن منشورات المتوسط -إيطاليا


كتب : صدر حديثاً منشورات المتوسط -إيطاليا


  صدر حديثاً عن منشورات المتوسط -إيطاليا


نصوص ووثائق تنشر للمرَّة الأولى

محمود درويش في مصر

المتن المجهول

لـ سيّد محمود


صدر عن منشورات المتوسط -إيطاليا، كتاب جديد للكاتب والصحفي المصري سيّد محمود، حمل عنوان: "محمود درويش في مصر - المتن المجهول". وهو كتاب استقصائي أدبي يتضمّن نصوصاً ووثائق تُنشر للمرَّة الأولى، ويكشف تفاصيل الفترة التي قضاها محمود درويش في مصر بين عامي 1971 و1973 في القاهرة، ونشاطه الإبداعي والصُّحفي خلال توقيت سياسيٍّ بالغ الدقة إقليميَّاً وفي الداخل المصري، فحين وفد الشَّابُّ الثلاثينيُّ إلى مصر كان هناك مسرحٌ سياسيٌّ متكاملٌ، وخشبةٌ جاهزةٌ والكل في انتظار بطل يعتلي هذه الخشبة ويشغل المكان، لأن أصحاب المواهب الراسخة هدَّتهم الهزيمة.


الكتاب يسعى إلى تقديم رواية مُتكاملة، عن ظروف حضور محمود درويش من موسكو إلى القاهرة عام 1971، وأسباب خروجه منها، مع الوعي بأهمِّية أن تَضع هذه الرواية في الاعتبار طبيعة التوقيت السِّياسي، الذي كان بالغ الدقة، فهو على الصعيد الإقليمي ارتبط بموضوع الصراع العربي الإسرائيلي، وما فرضه من خيارات أمام الفلسطينيين في الداخل والخارج بعد نكسة يونيو/ حزيران 1967. وفي الجانب الأدبي تُبرِزُ المقالات والوثائق التي تنشر للمرَّة الأولى، المرفقة بمتابعةٍ عميقة وتحليل استقصائي؛ التحوُّلات المفصلية في نصوص درويش الشعرية، والتي صنعت القفزة الرئيسة في تجربته ولم تجعلها قفزة إلى المجهول.

ويذهب سيّد محمود في مقدِّمة الكتاب، إلى القول: أحسب أنَّها المرة الأولى التي سيُتاح فيها للقارئ التّعرف على مُجمل إنتاج محمود درويش في تلك الفترة، ليس فقط إنتاجه الشعري، إنما أيضًا المقالات التي كان يكتبُها في مجال التّحليل السياسي، والتي تُنشر هنا كاملة لأوَّل مرَّة، مُرفقةً بنسخةٍ طبق الأصل عن صورتِها المنشورة في صحيفة الأهرام، وفيها قدَّم الرَّاحل تعليقات حول الشأن الفلسطيني، جاءت في توقيت مُضطرب بعد أيلول الأسود 1970، ثم محاولات لم الشمل الفلسطيني عقب انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في القاهرة عام 1972. تتضمَّن المقالات تحليلات مُبكّرة حول الشخصية الإسرائيلية والأدب العربي وظاهرة الخوف التي تأصَّلت بعدها.


وبخلاف ما هو سياسي، يُبرز الكتابُ الطريقة التي كان يتشكّل بها الشعر والنثر عند محمود درويش، عبر إبراز النَّماذج الأولى من كتابات الشَّاعر النَّثرية التي تطوَّرت بعد ذلك، ودفعت نقَّاداً لتناوُل ما يُسمَّى بشعرية "النثر" عنده.

تُتيح مقالاتُه الأدبية التي نُشرت للمرَّة الأولى في هذا الكتاب، فرصة التعرُّف على مُجمل تصوُّرات درويش الفنيَّة خلال الفترة التي قضاها في القاهرة، وفيها طوَّر فكرته الشهيرة عن ضرورة تفادي الحبّ القاتل، كما تُظهر نفورَه من اختزال تجربتهِ في الشِّعر النِّضالي، وتُبرز تصورَّاته عن سلبيات وإيجابيات المهرجانات الشعرية، التي تنامت بغرض تأكيد الدَّور المُقاوِم للشِّعر، كما وتُظهر مُعظم المقالات سخريتَهُ المريرة من حالِ الشِّعر في العالم العربي. 


لم تتوقَّف نشوةُ الشَّاعر لفترةٍ طويلةٍ، ووجد نفسهُ أكثر من مرَّةٍ محاطًا بظلال البطل الرُّومانسي المتورِّط في مشاهد واقعية جدّاً، ضاعفت من مسؤوليَّته تجاهَ القضيَّة وتجاهَ القاهرة "الجريحة" من مرار الهزيمةِ، وبالدَّلال الذي أفرطت في إظهاره، أرادت أن تذكّره كلَّ يومٍ بدورِه المُنتظر.


أخيراً جاء الكتاب في 336 صفحات من القطع الوسط.


من الكتاب:

... وهكذا تجنب درويش (الفضاءات الثَّقافية الشَّعبوية) ليتفادى بعض الاحتكاكات مع المثقَّفين الذين لم يقبلوا برعاية الدولة لـ(موهبته)، لكنه، في المطلق، لم يحرم نفسه من بناء صداقات مع بعض وجوه الحركة الطلَّابية والشباب المبدعين الذين كانوا بمثل عُمُره، إلا أنَّه تعرَّض كذلك لبعض ردود الأفعال التي تكشف عن توتُّرات تلك السنوات، فقد كان نجيب سرور يهتف كلَّما رآه «إحنا كمان شعراء الأرض المحتلَّة، عايزين نسكن في شبرد».

كما راجت أُغنيةٌ للثّنائي الشّهير أحمد فؤاد نجم، والشيخ إمام، في أوساط المثقَّفين، يزعم البعض أنها كانت تسخر من محمود درويش مباشرة، ومن الإمعان في تدليله.


عن المؤلِّف:

سيّد محمود؛ صحافي مصري بمؤسَّسة الأهرام، من مواليد القاهرة 1969، حاصل على جائزة دبي للصَّحافة العربية، فرع الصَّحافة الثقافية لعام 2019. شغل عدَّة مواقع صحفية منها: رئيس تحرير جريدة القاهرة التي تصدرها وزارة الثقافة المصرية منذ اكتوبر 2014، وحتَّى استقالته في أبريل 2017، نال الجائزة الأولى من نقابة الصحفيِّين المصريِّين لأحسن تغطية أدبية العام 2001. عمل محرِّراً أدبيّاً ومراسلاً حرّاً للعديد من الصُّحف العربية منها: الحياة/ لندن، الخليج/ الامارات، موقع العين الإخبارية/ الامارات، وشارك في تحكيم عدة جوائز منها: الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) دورة العام 2015/2016. جائزة ساويرس الأدبية، القاهرة (عدَّة دورات)، جائزة الصَّحافة العربية بدبي (خمس دورات متتالية).

من مؤلفاته: ديوان "تلاوة الظّل 2013" دار العين القاهرة 2014، وكتاب "فتنة السؤال مع الشاعر قاسم حداد" (تحرير) بيروت 2007.



الرواية اليتيمة لصاحبها التي نالت أهم جائزة أدبية إيطالية

زمن القتل لـ إينيو فلايانو 


صدرت عن منشورات المتوسط – إيطاليا، رواية "زمن القتل" للروائي والسيناريست والكاتب المسرحي والصحفي والناقد الدرامي الإيطالي إينيو فلايانو. الكاتبُ الذي اشتهر بتعاونه مع المخرج الكبير فيديريكو فيلّيني مضيفاً لأفلامه شعوراً قويَّاً بالواقعية، على غرار فيلم "الحياة الحلوة" 1960. صاحبُ الرواية المُعجزة، التي بدأت قصتها في إحدى أماسي ديسمبر بطلبٍ من صديقه وناشره ليـو لونغانيـزي، الذي فاجأه وهما يتجوّلان في ميلانو، قائلاً: «هل بإمكانكَ أن تكتبَ لي روايةً، وتنتهي من كتابتها مع بدايات شهر آذار/مارس؟»، فكانت "زمن القتل" ونالت جائزة الـ ستريغا، العام 1947، والتي تُعدُّ من أهمِّ الجوائز الروائيَّة الإيطالية على الإطلاق. ترجمَ الرواية عن الإيطالية المترجم والسينمائي العراقي عرفان رشيد، مترجم رواية "الرفيق" لـ تشيزَرِه باڨيزِه، الصادرة عن المتوسط، 2018، وله تحت الطبع ثلاثية الكاتب الصقلّي ليوناردو شاشّا.

يختار فلايانو رواية حادثة، لا تستحقُّ الزَّهْوَ، ولا يجوز الفخر بها، مُسنِداً مهمَّة القَصِّ إلى صوت «أنا، ضمير المتكلِّم». إنَّها حادثة أبعد ما تكون عن البطولة، تنطلق من وَجَعٍ عاديٍّ يصيب ضِرْسَ ملازمٍ في الجيش الإيطالي، يدفعه للبحث عن طبيب ويبتعد عن معسكره في إفريقيا السريالية. ومن خطأ في السير في طريق مختصرة، يضيع لتبدأ مغامرته بالصدفة. يقتنع أولاً بأن عدوى الجذام انتقلت إليه، فيهرب، ثم تتلبّسه فكرة أنه مطلوب بتهمة القتل، وفي النهاية يتحول فعلاً إلى لص وإرهابي. حتى يصل إلى كوخ يوهانس، وهو مكان غامض لكن ربَّما يُمكِّنه من الشفاء.

رواية شديدة الرمزية عن الحروب، تتكاشف مع القسوة الساخرة التي لا ترحم، يختمها فلايانو بصوت البوق العسكري، وحيد النغمة التي تليق ببطل هذه الرواية، تلك النغمة الرتيبة التي تستعجل الجنود بالاستيقاظ، وتدعوهم إلى الاستعداد للعودة إلى إيطاليا، لكنَّها أيضاً نغمة تروي التجارب المخفقة والجرائم المقترفة التي لوَّثت يَدَي هذا الضابط الإيطالي، أو التاريخ الاستعماري الإيطالي كله؟

"زمن القتل"، الرواية اليتيمة لـ إينيو فلايانو، والتي كتبها، كما ذكرنا، بناء على طلب من ناشره، ولكنها سرعان ما تنال أهم وأعرق جائزة أدبية إيطالية، والآن تتربَّع بين أهم الروايات في تاريخ الأدب الإيطالي.

أخيراً جاءت الرواية في 416 صفحة من القطع الوسط.

من الكتاب:

«ما رأيكِ بسيجارة؟»، ودسستُ بسيجارة مُشتعلة بين فَكَّيْها. غادرتْني وهي تُدخِّن بأناقة الدِّبلوماسيِّيْن، دائمة الانشغال في السَّعي للبحث عن مصادر الغذاء الضَّروريِّ للبقاء على قيد الحياة؛ كانت الحِرْبَاءُ على أُهْبَة الاستعداد لرَمْي السيجارة من فمها، كي تقتنصَ ذبابة. أبدَتْ لي خمولاً، لكنَّها كانت على أُهْبَة الاستعداد للانقضاض على الفريسة القادمة.

نَظَرْتُ إلى ساعتي التي كانت تُشير إلى العاشرة. وإذنْ فقد كنتُ سائراً منذُ ساعةٍ وعشرين دقيقةً. كان الدرب ضيِّقاً، ينقسم في بعض الحالات، ليعود مُتَّحداً من جديد بعد قليل: كان المسير مُريحاً، مُريحاً للغاية، بارتفاعات خفيفة للغاية، تليها مسافات من الأرض المنبسطة، وهذا هو بالذات ما جَعَلَنِي أشعر بأنَّني أخطأتُ الطريق. فبعد مُضيِّ ما يربو على نصف ساعة من المسير، لم أعُد أرى أجداث بغالٍ نافقة، عفَّنَتْها الشمس. ومع ذلك، فقد اجترحتُ لذلك تفسيراً، فالبغال، وبرَغْمِ اعتيادها على الانضباط العسكري وانصياعها له، لا تموت دائماً عند الحجارة الدَّالَّة على الطُّرُق، كما لا تُقرِّر توزيع أجداثها النافقة بالتساوي على مسافات المسير، فقد تعثرُ على ثلاثة أجداثٍ متراكمة على بعضها في حفرة، ومن ثمَّ تسير لعشر كيلومترات دون أن تلتقيَ بأيِّ منها، إلَّا أنَّني شَعَرْتُ في تلك اللحظة بأنَّني لم أرتفع عن مستوى النهر لأكثر من مائة متر. فالجبال ما تزال قائمة أمام ناظرَيَّ، بوضوح أكبر رَغْمَ الأحراش التي تَحول دونَ رؤيتها في بعض المناطق.

واصلتُ المسير: أَعلمُ بأن الطُّرُق المُختصرة تُقبَلُ ولا تُناقَش، وبالتأكيد سأُطلُّ بعد قليلٍ على إحدى حافَّات الهضبة، وقد يكون ذلك بالقرب من مطبخ معسكر، تتصاعد منه الأبخرة وروائح الطعام، أو ربَّما سأُطلُّ على مَرْأَب واسعٍ للشاحنات: نعم هكذا هي الطُّرُقُ المختصرة. 

عن الكاتب:

 إينيو فلايانو (1972 - 1910): روائي وسيناريست وكاتب مسرحي وصحفي وناقد درامي إيطالي، ولد في مدينة پيسـكارا، اشتهر بشكل خاص بنزعته النقدية للمجتمع وروح الدعابة الحادة في كتاباته. أصبح شخصية بارزة في صناعة الأفلام الإيطالية بعد الحرب العالمية الثانية، وتعاون مع الكاتب توليو بينيلي في الأفلام المبكرة للكاتب والمخرج الكبير فيديريكو فيلّيني. بدأ حياته المهنية في الصحافة، وساهم بمقالات نقدية في مجلات عديدة منها: Oggi و L’europeo و Mondo و L’espresso. نالت روايته الأشهر "زمن القتل" جائزة الـ ستريغا، كما واصل عمله الصحفي في ترحاله بين المدن الإيطالية، وبرز اسمه كواحد من أهم الأسماء المنتجة للقصص السّينمائية ووضع توقيعه على أفلام هامّة مثل: "حرَّاس ولصوص" و"الشيخ الأبيض" و"Vitelloni "و"Strada La.". أصدر بعدها كتباً أخرى، من بينها كتاب: "يوميَّات ليليَّة". كما جُمعت أعماله المسرحية في كتاب بعنوان: "مرّيخي في روما وجملٌ أخرى".


عن المترجم: 

عرفان رشيد، صحفي ومترجم ومخرج وناقد سينمائي عراقي، ولد في مدينة خانقين عام 1952، يقيم في إيطاليا منذ 1978. ساهم كمؤلف مشارك في كتاب "سينما البلدان العربية"، صدر له في الترجمة رواية "الرفيق" لـ تشيزَرِه باڨيزِه، منشورات المتوسط، ميلانو، 2018، وله تحت الطبع ثلاثية الكاتب الصقلّي ليوناردو شاشّا. عمل مراسلًا صحفيًّا وموفدًا لعدد من بلدان أوروبا، للعديد من الصحف والقنوات التلفزيونية العربية، يعمل كمستشار للعديد من المهرجانات الثقافية والسينمائية في ايطاليا والعالم العربي. مؤسّس ورئيس تحرير الموقع العربي الإيطالي "هنا روما". حصل على جائزة أسكيا للعام 2004.




رؤية 88 مثقفاً عربياً لعالم "ما بعد كورونا"

لون الغد 

لـ طالب الرفاعي


صدر عن منشورات المتوسط -إيطاليا، كتاب جديد للروائي والقاص الكويتي طالب الرفاعي، حمل عنوان: "لونُ الغد - رؤية المثقف العربي لـ «ما بعد كورونا»". وهو دراسة استشرافية لمآل الأوضاع الراهنة وتأثيرها في العالم مستقبلاً من وجهةِ نظر 88 مثقَّفاً عربيَّاً.


وحسب كلمة الكاتب والروائي اللبناني أمين معلوف والتي خص الكتاب بها، فإنَّ "من يقرأ التوقّعات والتأمّلات التي جمعها ونسّقها الأستاذ طالب الرفاعي في «لون الغد»، تتّضح أمامه صورة عالمنا كما ظهر فجأةً تحت مجهر الجائحة. عالَمٌ لم يعد يثق بالوعود ولا بالعقائد ولا بالقادة. عالم قويّه هزيل، وعظيمه ضئيل، وثوابته زائفة. عالم عليل تائه، يبحث عن بدايةٍ جديدة تغيّر المسار، وتصلح ما أفسده الماضي، وتعيد كافّة العدّادات اللعينة الى الصفر. أليْس أملنا جميعاً أن تكون وقفة كورونا مقدّمة لانطلاق عالمنا، أخيراً، نحو غد مختلف؟"


ويمضي الكاتب طالب الرفاعي، في مقدِّمة كتابه هذا، إلى القول أنَّ "الجائحة طرحت أسئلة كثيرة، ما زالت معلّقة على حبال الوقت والتفكير، دون أن تجد جواباً: متى سينتهي هذا الوباء العالمي؟ كم من البشر سيحصد في طريقه؟ أيّ أثمان مالية خيالية باهظة ستصرفها الدول لمواجهته؟ وكيف ستتمكَّن من ترقيع اقتصادياتها؟ وأيّ حياة ستكون بعد كورونا؟ وأخيراً: هل عالم ما بعد كورونا سيكون هو ذاته ما كان قبله؟


أجاب على سؤال الدراسة (88 مشاركاً) من 19 دولة عربية، قسَّمَ الكاتبُ إجاباتهم إلى ثلاثة أقسام: متفائلين، متشائلين، ومتشائمين. وقد تمحورت أسئلة وإجابات ورؤى الكتاب حول ثلاث قضايا، هي: حال الإنسان العربي، السيادة العالمية، الفكر والثقافة والإبداع، لينظر طالب الرفاعي في مآلات هذه اللحظة الكونية ويصلَ بين الأفكار والرؤى عربيَّاً وعالميَّاً محاولاً استشراف اللَّون الذي سيكون عليه غدُ البشرية. حيث يكتب عن هذا: " درستُ إجابات كلِّ فئة على حِدَة، وتوقَّفتُ أمام نقاط إجاباتهم على كلِّ عنصر من عناصر البحث الثمانية، ودوَّنتُ رأيي الخاصَّ حيال رؤيتهم للغد. وبعد الانتهاء من تفحُّص وتحليل إجابات فئات الدراسة الثلاث، وبكامل عدد المشاركين، اتَّضح لي أن أهمَّ العناصر التي توقَّف عندها المشاركون هي: - أوَّلاً: حال الإنسان. - ثانياً: السيادة العالمية. - ثالثاً: شكل الفكر والثقافة والإبداع. 

إن وقوفاً متأمِّلاً أمام العناصر الثلاثة أعلاه، يُظهِر أنها تمثِّل ثلاث قضايا مُلحَّة، وفي الصميم من عيش وفكر الإنسان العربي."


أخيراً جاء الكتاب في 304 صفحات من القطع الوسط.


من الكتاب:

... «فجأة صار فيروس «كورونا المُسْتَجِدّ» زاداً مُرَّاً في زردوم البشر. أشعل فتيل هَلَع الأطبَّاء بالمستشفيات في محاولاتهم المرتبكة والدائبة لإنقاذ المرضى. هَاجَمَ الكبيرَ قبل الصغيرَ، الفقيرَ والغنيَّ، الأبيضَ والأسودَ، المتعلّمَ والجاهلَ، المؤمنَ والمُلحِدَ، المتسامحَ والعنصريَّ، الدِّيمقراطيَّ والدِّكتاتورَ. لم يُفرِّق بين عوالم أولى وعوالم ثالثة، ولا نَظَرَ إلى مجتمعات متقدِّمة وأخرى نامية، ولا عمل حساباً لرئيس مجلس وزراء، أو وزير أو موظَّف رفيع أو سائق أو متسوِّل أو متشرِّد. عَامَلَ الجميع بمِسْطَرَة واحدة.»


عن المؤلِّف:

طالب الرفاعي، روائي وقاص كويتي، حاصل على بكالوريوس الهندسة المدنية من جامعة الكويت، وماجستير"الكتابة الإبداعية" من جامعة كنغستون لندن. نال جائزة الدولة عام 2002 عن روايته "رائحة البحر"، وفي عام 2016 عن روايته "في الهُنا". ترأس لجنة تحكيم جائزة "البوكر" العربية عام 2009. مؤسس ومدير "الملتقى الثقافي" في الكويت منذ 2011، ورئيس مجلس أمناء جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية منذ 2015، يعمل أستاذاً زئراً لمادة "الكتابة الإبداعية". تُرجمت أعماله الروائية والقصصية للإنكليزية والفرنسية والإسبانية والصينية والهندية والتركية.




"أنطونيو الجميل" لـ ڨيتالينو برانكاتي

لا صوت يعلو على صوت الفحولة



صدرت عن منشورات المتوسط – إيطاليا، رواية "أنطونيو الجميل" للروائي والشاعر وكاتب السيناريو الإيطالي ڨيتالينو برانكاتي، الكاتبُ الذي عرف عنه انه بدأ الكتابة في سنّ مبكِّرة وألّف ستّة كُتب قبل سن 25 عاماً، وهوَ المتأثر بمُثل الفاشية في بداياته، المتبرِّئ منها لاحقاً. وصفَه ألبيرتو مورافيا، قائلاً: "برانكاتي من أولئك الرجال القلائل الذين وُهبوا القدرة على خلق كيفيات إحساس جديدة وأصلية، وأصوات لن يقهرها صمت الزمن". ترجمت الرواية عن الإيطالية المترجمة المصرية القديرة وفاء عبد الرءوف البيه، الأستاذة الجامعية والأكاديمية المتخصّصة في الأدب الإيطالي الحديث، والتي ترجمت أعمالاً عديدة، من مثل: "المسيح توقف عند إيبولي" لكارلو ليف، و"الكتب الممنوعة" لماريو إنفليزي.


تدور أحداث رواية "أنطونيو الجميل" في مدينة كتانيا الصقلية، المدينة التي تبدو فاشية حتَّى النُّخاع، حيثُ لا صوت يعلو على صوت إثبات الرجل فحولته عمليّاً مع المرأة. يتحوّل أنطونيو الذي كان الشَّاب الجميل، الذي طالما كان محطّاً لوَلَه النساء، وحسد الرجال، وطالما رُوِيَتْ عنه حكايات الغرام؛ فريسةً لنظرة المجتمع المنتقدة بلا هوادة، بعد أن يُكتشفَ عجزه الجنسي. وهكذا تصبح، أيضاً، عائلته، التي تستقبل تصريح والد الزوجة باربرا، بأن ابنته ظلَّت عذراء كما خرجت من منزله، وطلبه اعتبار الزواج كأنه لم يكن؛ ككارثة حقيقية. ليأتي إذعان الزوجة لرغبة أُسرتها، وزواجها بعد الطلاق بآخرٍ أكثر ثراء ونفوذاً، ليزيدَ من أزمة أنطونيو!


هذه واحدة من الروايات المؤسسة في الأدب الإيطالي والتي صدرت في أوج حركة "الواقعية الجديدة"، التي كُرِّسَت رواياتها لتجربة كُتَّابها الشَّخصيَّة ومُعاناتهم تحت حُكْم الفاشية، إلَّا أن رواية برانكاتي تسيطر فيها نزعة الزّهوّ الذكوري على أُفق الفاشية التَّاريخيِّ والإيديولوجي بشكل مباشر، حين تنتقل نظرة برانكاتي من الحياة العائلية إلى الحياة العامَّة، من منازل البرجوازيِّيْن إلى مراكز النفوذ السِّياسيِّ، ومن المشاعر والرغبات الشَّخصيَّة إلى التاريخ الإيطالي والأوروبي بين عامَي 1930 و1943.


حصلت هذه الرواية على جائزة باغوت 1950، ونُقلت إلى واحد من روائع السينما الإيطالية 1960 بإخراج ماورو بولونيني. ورواية "أنطونيو الجميل" هي واسطة العقد في ثلاثية ڨيتالينو برانكاتي الشهيرة، التي تتألَّف، أيضاً، من "دون جوفاني في صقلية" و"باولو الساخن". (تصدران تباعاً عن منشورات المتوسط).


وكانت ترجمة رواية "أنطونيو الجميل" قد صدرت عن دار شرقيات عام 2011 وتصدر الآن عن المتوسط، في طبعة جديدة بـ 304 صفحات من القطع الوسط وبتجليد فني فاخر، وذلك بعد مراجعتها وتنقيحها والتقديم لها، كما قام بتحريرها الناقد والكاتب السوري المعروف خضر الأغا.


من الكتاب:

أصبح الحديث لا يُطاق؛ لأنه تطلَّب جوّاً من الجدِّيَّة لا يوفره الثمل والإثارة.

وسعياً لإنهاء الحوار، رفع رقيب شابٌّ إحدى الفتيات، وألقاها على ساقَي لورينزو كالديرارا، الذي اشتهر في المدينة بأنه لم يذهب إلى الفراش مع امرأة من العوامِّ قطُّ.

أخذ الجميع في الصياح والتهليل، بينما كانت الفتاة تهمس بدعوات، الواحدة تلو أخرى، مُقرِّبة فمها من أُذن كالديرارا، الذي احمرّ وجهه كديك روميٍّ، وابتسم في اقتضاب.

- "هيَّا!" - صاح نائب السكرتير، الذي أسرَّ له ببضع كلمات شخصٌ نحيلٌ بنوع من الدّبلوماسيَّة الباهتة الطافحة بالخيال والخصوصية اللذين جعلاه يظلّ منحنياً، متحدِّثاً بصوت خافت، - "هيَّا، لورنزو، أَثبِتْ نفسَكَ! يجب أن يكون سكرتير كتانيا الاتِّحادي رجلاً! أنتَ تفهمني، هه؟ وأنتِ، رفيقة إيلينا، ستأتين إليَّ مباشرة بعد ذلك!".

نهض الجميع، عدا أنطونيو، لينتزعوا كالديرارا من مقعده، ويدفعوه ليخرج من القاعة مع الفتاة.


عن الكاتب:

فيتاليانو برانكاتي (1907 - 1954): وُلد في باكينو، ودرس الآداب في كاتانيا. بدأ الكتابة في سنٍّ مبكِّرة. وفي سنِّ 25 عاماً، كان قد ألَّف ستَّة كُتُب، تأثَّرت، إلى حَدٍّ كبير، بالمُثُل الفاشية، ونَبَذَها المؤلِّف ذاته لاحقاً حين تبرَّأ من اتِّجاهه السابق. حقَّق برانكاتي نجاحه الأوَّل، وربَّما الكبير، في عام 1941، مع رواية «دون جوفاني في صقلية»، وهي صورة نابضة بالحياة لروح صقلية وعاداتها. في عام 1944 كتب رواية «الأعوام الضائعة»، ووجَّه فيها هجاء حادّاً لشخص موسوليني، وتلى ذلك رواية «أنطونيو الجميل» عام 1949، ثم آخر روايات ثلاثيته «باولو الساخن» التي صدرت عام 1955بعد وفاته.




أطلال سامر أبو هوّاش


صدرت عن منشورات المتوسط -إيطاليا، المجموعة الشعرية الجديدة للمترجم والشاعر الفلسطيني سامر أبو هوّاش، وحملت عنوان "أطلال". والإصدار الجديد هو الكتاب الثاني للشاعر ضمن سلسلة براءات التي تُصدرها المتوسّط، بعد "ليس هكذا تصنع البيتزا" سنة 2017.


تتكشَّفُ قصائد سامر أبو هوّاش، في هذه التجربة الجديدة، المُنفصِلة والمُكمِّلة في آنٍ واحدٍ لمشروعه الشعري، من خلالِ عتبةِ العنوان الذي جاء بخلافِ جلّ عناوين أبو هوّاش السابقة، هكذا بكلمةٍ تجمعُ في مفردتها تاريخاً من انهيار المُشيَّد في الحياة، وتآكلِ جوانبهِ، وتحوُّله إلى: أطلال. ولتكون للشاعر أطلالهُ، بكتابةٍ داخلية مكثفَّة، تنزعُ إلى مجازاتٍ مقتصدةٍ ولغةٍ تميلُ إلى استنطاقِ الصمت، حيثُ مع كلِّ سطرٍ تشعر بالمرارة وأنت تسخر من هذا العالم.


"البحيرةَ التي انتظرْنَاها طَويلاً جِداً لَمْ تَعدْ أكثرَ مِنْ ضَبابٍ يَتمدّدُ، كرَقصةٍ بَطيئةٍ، على جَانِبَيْ حَياةٍ،/ لَمْ تَعُدْ هنا". كلُّ شيء غادرَ، أو على أهبةِ الذَّهاب، لا شيء يأمنُ في بقائه لشيء، حتى المُدن والجدران والأشياء كما الأشخاص تغادر، وتترك مساحةً يحتلُّها الفراغ، يصعبُ تجاوزها وقد تحوَّلت إلى ذكرياتٍ تحملُها على ظهركَ فتُقوِّسه، وأنت تمشي في طريق الحياة، غير آبهٍ، كمن يجمعُ الهواء.


لكن الكتابة عند سامر أبو هوَّاش هي فعل استمرارٍ وجدالٍ وإلحاح "كضوءٍ سيَّارةٍ،/ يَظلُّ يَعبرُ/ تَحتَ قمَرٍ مُكتَمِلِ اليباسْ".


"أطلال" مجموعة شعرية جديدة للشاعر الفلسطيني سامر أبو هوّاش، صدرت في 112 صفحة من القطع الوسط، ضمن سلسلة "براءات" التي تصدرها الدار منتصرةً فيها للشعر، والقصة القصيرة، والنصوص، احتفاءً بهذه الأجناس الأدبية.


من الكتاب:


أَفَقتُ على سَرَابِ دَمعَةٍ،

وَكَانَت الأَرضُ مَنهوبَةً 

بأشبَاحِ ذكرَيَاتٍ 

تَتَلألأُ بَاهتَةً،

كَشَمسٍ قَديمَةٍ مُلقَاةٍ كمِعطَفٍ 

أتلفَهُ الأسَى

على كُرْسيّ مَهجورْ.


وَكَانتْ صَبّارةٌ يَتيمَةٌ

على عَتَبةٍ مُتوَهّمَة؛

حَيثُ ظلالٌ تَعبرُ خِلسَةً

بَيْنَ جِدَارَينِ

أو بَيْنَ حَياتَينِ مُعَارَتَينِ،

وحيثُ لَمَسَاتٌ تَتَبَخّرُ كَلمَاتٍ 

وشُرفاتٍ هَشّةً وفقاعات:

حتى تَصيرَ خِفّةً خَالصَةً

في ميزَانِ الهَوَاءْ.


سامر أبو هوّاش: شاعر وكاتب وصحفي فلسطيني، ولدَ في لبنان عام 1972، عملَ طويلاً في الصحافة الثقافية وترأس تحرير ملاحق ثقافية عديدة في جريدة السفير، والمستقبل، والنهار، وزهرة الخليج، ونداء الوطن، كما عملَ مديرَ تحرير موقع الإمارات 24، (2012 - 2017). لهُ مجموعة كبيرة من المؤلفات تجاوزت 30 عنواناً في كل من الرواية والشعر والتراجم. منها: "سوف أقتلك أيها الموت". "سيلفي أخيرة مع عالم يحتضر"، "السعادة أو سلسلة انفجارات هزت العاصمة"، "ليس هكذا تصنع البيتزا". حصل على مجموعة من التكريمات وجوائز التقدير، منها تكريم وزارة الإعلام اللبنانية عام 2000.



"رام الله" للفلسطيني عبَّاد يحيى

ملحمةٌ روائيَّةٌ لسيرةِ مدينةٍ عبرَ 150 عاماً


صدرت عن منشورات المتوسط -إيطاليا، الرواية الجديدة للكاتب والروائي الفلسطيني عبَّاد يحيى، بعنوان: "رام الله"، وهي خامس إصدارات الكاتب الرِّوائية والتي من بينها "جريمة في رام الله" الصادرة عن المتوسّط سنة 2017.


تحكي هذه الرواية مدينةَ رام الله، في مدىً زمنيّ يقارب مائة وخمسين عاماً. فهي تُقدّم ما يبدو سياقاً لتحوُّل قرية صغيرة في ظلِّ الحكم العثمانيّ في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، إلى مدينة تتداخل فيها الأزمنة وتنقطع فيها المصائر، وصولاً إلى الزّمن الحاضر. ما يجعل الرواية تقترح إجابة سرديّة على سؤال: كيف آلت المدينة إلى ما آلت إليه؟


بين الأحداث التاريخيّة الكبرى التي مرّت بها مدينة رام الله، وبمستويات سرد متباينة في اللغة والبناء، يكتب الروائيّ الفلسطينيّ عبَّاد يحيى، سيرةً للمدينة، للمكانِ وناسه. ينفذ إلى طبقات المدينة ووجدانها، وإلى شِعاب المشاعر الجمعيّة والفرديّة لمن عاشوا فيها في أطوارها المختلفة، ومثلما يفعل مُنقّب الآثار، يسير الكاتبُ بأناةٍ في تاريخ ووجدان ولاوعي مدينة رام الله، ليبنيها حجراً حجراً، وحكايةً حكايةً، من خلال سيرة دار آل النجّار التي ستُصبح كلمة سرّ المكان، ويصبح بيتُ العائلةِ في مآلهِ عبر التاريخ حجرَ أساسِ الحكاية، وذاكرةً ترويها حجارةٌ قديمةٌ، وقصَّةً متشعِّبة تُركِّبُ في مستوياتٍ أخرى، أعمق وأبعد، وجهَ رام الله، المدينة.


بنفَسٍ ملحميٍّ طويل، تتداور في فصول الرواية الحقبُ الزمنيّة وتتداخل، مكوّنةً صورةً للمدينة وتطوّرها، ولنمضي بعد الإمساك بخيط السَّرد الأوَّل في تتبِّع مصائر الشخصيات، وحيواتها المليئةِ بالدراما والموت والحب والجنون. أبطالٌ يعيشونَ تحوُّلاتِ المدينة ويتجوَّلون بين مدنٍ أخرى من القدس إلى يافا إلى بيروت إلى العالم، وعلى تخومٍ بين الواقعيّ والمُتخيّل، يواجه الأستاذ الجامعيّ عماد العايش تاريخاً لرام الله أثناء بحثه عن إجابة لسؤال حياته الأهم، كما سيكتشف القارئُ شخصياتٍ لن ينساها؛ بطرس النجار، الأم هيلانة، المستر مل، خليل، نعمة، سالم، ماري وكمال وجميل وغيرهم، ويرى معهم أحوال فئات اجتماعية متباينة، من النخبة السياسية والثقافية إلى المهاجرين واللاجئين، إلى أهل المدينة الذين عاشوا تحولها من حكم إلى حكم، عثماني فانتدابي بريطاني فأردني فاحتلال إسرائيلي ثم زمن السلطة الفلسطينية.


"رام الله"... قصةُ مدينة. وتنحو لتكونَ روايةَ أُمَّة، لارتباط الفردي فيها بالجماعي والوطني والدِّيني، وبالطبيعةِ التي استنطقَ الكاتبُ أشياءَها لتروي حكاية أصحابها. حروب وهجرات، غربة وألفة، غراميّات وخيانات، سجون ومنافٍ وحنين. قصصٌ مدفونةٌ تُفضي إليها عتبات في دارٍ عمرها أكثر من قرن، تريدُ أن تقول لنا إنها الدِّيارُ كلُّها.


عبّاد يحيى وفي روايتهِ الجديدة، كتبَ السِّيرة الذاتيَّةَ الروائيَّةَ لمدينةِ رام الله.


أخيراً جاء الكتاب في 736 صفحة من القطع الوسط، بصورة غلاف هي اشتغال على مقطع من خريطة لرام الله في إحصاء فلسطين 1930، وضمَّ رسومات داخلية لـ زاهر بشارات.


من الكتاب:


"إلى أين ينظر التمثال هو أهم شيء فيه بعد موقعه"، يقول في نفسه. ينظرون صوب رام الله القديمة، ظهورهم للـشرق، بل للشرق مع انحناء جنوبيّ، هـل فكـر واضعـو التمثـال أن يسـتدبر الكرك التي جاء منها ويستقبل رام الله؟ حتى إن لم يفكروا فالوقفة مناسبة.

تبحث المدن عـن تاريخها أو تصنعه، تنبـش الأرض وتنظـف الحجارة وتقرأ ما حفـر السابقون وخطّوا. أو تختصر الأمر وتصمّمه، تنحته من الحكاية فيصير النحت جزءًا مــن حكاية لاحقة. التاريخ يصنعه اللاحقون، أما السابقون فيعيشون وحسب. والدكتور عماد شاهد على الاثنين.

فكر لو أنه صاحب أمر، لنحت عائلة الحدادين جالسين لا واقفـين، هـذا أدعم لتاريخ رام الله المصمَّم. أما روح رام الله، فيناسـبها الوقوف المتوتر، الوصول حديثًا أو الغربة التي تجعل كل وقوف كأنه وصول للتو.

وهـو يركب سيارته رمـق التماثيل، فاستقر على رأي أخير ولّدته الرؤية الشاملة عن بعد وبزاوية واسعة. توحي التماثيل أن الواقفين في الساحة وعابريها هم أصحاب المكان، وأن راشد الحدادين وعائلته ضيوف عليهم، لا العكس.

"التماثيل في مدن العالم توحي بتملّك التمثال للمكان وإن كان غريبًا عنه كل الغربة، أما هذا فلا يوحي". قـال في دخيلته، وتابع: "هذا ليس تمثالًا لعائلة الحدادين بل تمثالًا لمشهد وصولهم لرام الله. لو أنهم كتبوا ذلك في اللوح التعريفيّ قربه".


عن المؤلِّف: 


عبَّاد يحيى؛ روائي وباحث وصحفي فلسطيني، حاصل على شهادة الماجستير في علم الاجتماع من جامعة بير زيت. صدرت له روايات "رام الله الشقراء"، و"القسم ١٤"، و"هاتف عمومي"، و"جريمة في رام الله" عن المتوسط 2017، عمل صحفياً في عدة وسائل إعلام عربية وفلسطينية. كما وله العديد من الدراسات والأبحاث المنشورة في مجلات علمية محكمة.







حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-