نموذج مهارة توسيع فكرة : الإبداع
نموذج مهارة توسيع فكرة : الإبداع
للسنة الأولى من سلك البكالوريا؛ الشعب العلمية والتقنية.
نص الموضوع:
"إن الإبداع يبدأ من فضاء غامض ومعقد مبهم ومركب يتداخل فيه النفسي بالواقعي الأسطوري بالمادي الموروث بالأسئلة الراهنة."
اكتب(ي) موضوعا إنشائيا، توسع(ين) فيه هذه الفكرة وتناقشها(ينها)، مسترشدا(ة) بما اكتسبته من تقنيات في
«مهارة توسيع فكرة».
نموذج مهارة توسيع فكرة : الإبداع
يمتلك الإبداع تركيبة داخلية تجعله يختلف عن تركيبة الخطاب المباشر بكل تنويعاته ومظاهره وأشكاله وهي تركيبة تخضع لشروط المنطق الذي يتحكم في لحظة زمن تفجير الإبداع باعتباره خلقاً فنيا غير معلن عن بدايته بشكل ملموس ومحدد بل إن بداية الإبداع تنجم عن حالة استثنائية يعيشها المبدع هي حالة خاصة تنفلت من التعيين الوصفي لتبقى سؤالاً مفتوحاً على احتمالات التفكير في الذات المنتجة.
نفشل إذن حين نصر على إمكانية التقاط الضوء الأول للإشارة الأولى لزمن الإبداع إنه (الإبداع) يبدأ من فضاء غامض ومعقد مبهم ومركب يتداخل فيه النفسي بالواقعي الأسطوري بالمادي الموروث بالأسئلة الراهنة.
من هنا تصبح العلاقة مع زمن الإبداع علاقة مبهمة من البداية حتى النهاية يصير في حالة تحققه شيئا خارج المنطق الواعي للكاتب لذا نتساءل : من الذي يتقدم نحو الآخر؟ الإبداع أم المبدع؟ من الذي يندفع إلى الآخر؟ الإبداع أم المبدع؟ هل هما معا يخلقهما زمن واحد وخاص ينزاح عن اليومي ويخلق شرطا يبدأ بحالة الغموض فإبهام فإرهاق شديد ممتزج بالخوف وبشيء يشبه الفرحة؟
كل شيء يتحرك ليبني معمارا متخيلا عالما لا يعيه المبدع لا ينشغل بتفاصيله لأنه منذ انصهاره في زمن الإبداع وركوبه منطق الخيال أصبح غير معني بضوابط البناء الواقعي وغير محكوم بقوانين الواقع وبأعرافه ما دامت تجربة الإبداع تصدر عن حالة تتمنى لو أنها ظلت معلقة بين النفس والفراغ.
كما يسمح فضاء الإبداع للذات بالتعبير عن مختلف أشكال وجودها وتفكيرها ومعاناتها ورهاناتها وذلك في علاقتها مع ذوات أخرى وأصوات متعددة من خلال استحضارها وتشخيصها وفق المنطق التخييلي.
إن الإبداع فعل حر والحرية هنا بمعنى أن الإبداع يتشيد خارج القيود والأسوار ومن ثمة يصعب على منتجه أن يحدد مساره أو يتحكم في منطقه إنه صرخة تنفجر لتملأ البياض لغة والصمت بوحا وتحيل العالم بكامله إلى سؤال يخرج الأشياء من رتابتها.