مفاهيم مفتاحية في علُوم التربية : القياس
يتضمّن هذا الركن تعريفات مُقتضبة ومُوجَزة لبعض المفاهيم في علوم التربية. وهي تعريفات إجرائية لا تدّعي الإحاطة الشاملة بمُختلف أبعاد المفاهيم المدرجة في هذا الباب، ولا تغني عن ضرورة البحث في الدلالات والأبعاد المختلفة لها.
القياس
القياس لغة من قاس بمعنى قدّر الشيء بغيره؛ وفي معناه العام عملية تحديد خصائص أو أبعاد شيء أو موضوع ما، ماديا كان أم غير مادي، وذلك باستعمال أداة موحدة ومعيارية قصد الحصول على معلومات حول هذا الموضوع. أما معناه العلمي، فيدل على "التحقق بالتجربة أو الاختبار من الدرجة أو الكمية بوساطة أداة قياس معيارية؛ فالقياس عملية نصف بها الأشياء وصفاً كميّا".
والقياس في معناه التربوي العادي يعني العلامة أو الرمز الذي يحصل عليه المتعلم نتيجة إجابته عن الأسئلة. وهو العملية التي بمقتضاها يتم الحصول على معطيات كمية أو كيفية محددة تتعلق بقدرات متعلم ما - أو عدة متعلمين - الذهنية أو الجسدية أو غيرها (عمليات أو إنجازات) تعلم، وذلك باستعمال أداة مناسبة لطبيعة الموضوع المطلوب قياسه وانطلاقا من قاعدة أو معيار واضح.
أما في اصطلاح علم التقويم فهو عملية من عمليات التقويم يتم بفضلها تقدير أداء المتعلم أو إنجازه تقديرا كميا في ضوء وحدة قياس معينة أو نسبة إلى أساس معين ووفق شروط أو قواعد محددة. ويتضمن هذا التعريف عناصر تحدد مدلول القياس وهي :
• القياس تقدير أداء المتعلم أو إنجازه تقديرا كميا في ضوء وحدة قياس، أي أن القياس تعبير عن الخصائص والسمات باعتماد قيمة كمية.
• يعتمد القياس على عملية مقارنة أشياء معينة بوحدة أو مقدار معياري، بهدف معرفة عدد الوحدات المعيارية التي توجد فيه. ولذلك يتم القياس اعتماداً على المحكات Critères والمستويات Niveaux والمعايير Normes لتقدير مدى كفاية الأداءات ودقتها وفعاليتها.
• غرض القياس هو جمع معطيات حول الموضوع المقاس بالانطلاق من قاعدة محددة أو معيار معين.
• يتميز القياس بثبات في وحدات القياس.
الفرق بين القياس وبين التقويم
القياس :
- جزء من التقويم؛
- يهتم بوصف السلوك؛
- محدود ببعض المعلومات عن موضوع القياس؛
- يصف السلوك وصفاً كميا بناء على أن القياس عدد ووحدة؛
- وصف أكثر موضوعية للسمات أو السلوك أو الخصائص؛
- يعتمد على الدقة الرقمية.
التقويم :
- أشمل من القياس؛
- يحكم على قيمته؛
- عملية تشخيصية وعلاجية في آن واحد؛
- يصف السلوك وصفاً كميا ونوعيا؛
- التقويم يعطي تقديراً لقيمة القياس؛
- يعتمد التشخيص والعلاج.
يتخذ القياس أشكالا متعددة، بحيث يكون على النحو التالي :
• معياريا توظف معطياته لترتيب المتعلمين أو محكيا ينطلق من أهداف محددة ليقيس أداء متعلم أو مجموعة من المتعلمين؛
• شاملاً ينصب على إنجازات المتعلم المرتبطة بمجموعة من المواد الدراسية أو من أنشطة التعلم، أو جزئيا يهم لحظة أو لحظات محددة من التعلم.
تصنيف المقاييس :
• المقياس الإسمي : تصنيف الظواهر أو موضوعات القياس إلى فئات أو مجموعات رقمية.
• مقياس الرتب : تصنيف موضوعات القياس حسب أهميتها وأفضليتها تنازليا أو تصاعديا دون أن يعكس ذلك مدى الفروق بين كل فئة وأخرى.
• مقياس الفترات : تصنيف موضوعات القياس إلى فئات حسب أهميتها وأفضليتها تنازليا أو تصاعديا ولكنه يعكس مدى الفروق الحقيقية في ذلك التصنيف.
يمكن تصنيف أنواع أدوات القياس إلى :
• اختبارات محكية المرجع : وهي تحديد المعيار أو المعايير من قبل المعلم أو الأخصائي وتوضع بناء على ما يتوقع من المفحوص، ويكثر استخدام هذا النوع من الاختبارات في ميدان التربية الخاصة؛
• اختبارات معيارية المرجع : وهي مقارنة أداء الفرد بأداء المجموعة العمرية التي ينتمي إليها، وتستخدم هذه الاختبارات في أغراض تصنيف المتعلمين وتحديد مواقعهم على منحنى التوزيع الطبيعي.
• أدوات القياس المسحية المبدئية : مثل اختبار مهارة القراءة والكتابة، واختبار "دوريل" لصعوبات القراءة، واختبارات "سلنفرد" للصعوبات اللغوية الخاصة.
• أدوات القياس المقننة : وتتصف بأن لها دلالات صدق وثبات ومعايير خاصة بها، مثل مقياس "ستانفورد بينيه"، أو "وكسلر"، أو مقياس "تورانس" للتفكير الإبداعي، أو مقياس السلوك التكيفي، أو مقياس "بيركس" لتقدير السلوك.