مفاهيم مفتاحية : التربية | البيداغوجيا | الديداكتيك | المثلث البيداغوجي | التعاقد البيداغوجي

مفاهيم مفتاحية : التربية | البيداغوجيا | الديداكتيك | المثلث البيداغوجي | التعاقد البيداغوجي

مفاهيم مفتاحية : التربية | البيداغوجيا | الديداكتيك | المثلث البيداغوجي | التعاقد البيداغوجي

مفاهيم مفتاحية في علوم التربية 



يتضمّن هذا الركن تعريفات مُقتضبة ومُوجَزة لبعض المفاهيم في علوم التربية. وهي تعريفات إجرائية لا تدّعي الإحاطة الشاملة بمُختلف أبعاد المفاهيم المدرجة في هذا الباب، ولا تغني عن ضرورة البحث في الدلالات والأبعاد المختلفة لها.




التربية

تشترك تعريفات التربية في مجمُوعة من الخصائص العامة والأساسية، وهي :

• التأكيد على أنّ التربية خاصة بالنوع الإنساني؛
• اعتبارها فعلاً يمارسه كائن على آخر وبصفة أخصّ من طرف راشد على صغير، أو من طرف جيل بلغ درجة النضج على الجيل اللاّحق به؛
• التأكيد على أنّ غرض التربية هو، بالأساس، مساعدة الأفراد على اكتساب وتنمية مجموعة من الاستعدادات العامة. وبالنسبة لعالم الاجتماع الفرنسي "إميل دوركهايم"، فإنّ التربية هي العمل الذي تمارسه الأجيال الراشدة على الأجيال التي لم تنضج بعد من أجل الحياة الاجتماعية، ويكون الهدف منه تنمية طائفة من الأحوال الجسدية والفكرية والخلقية لدى الطفل، والتي يتطلبها منه المجتمع السياسي في جملته، وتتطلبها البيئة الخاصة التي لم يعد لها بوجه خاص.



البيداغوجيا

تعدّ البيداغوجيا إحدى تخصّصات التربية وفرعاً من فروعها، وهي في معناها الحصري الطريقة التأملية والمؤسساتية لتعليم معرفة أو اكتساب مهارة. وتتبلور فعاليتها أساساً داخل فضاء المدرسة. وهي تشير إلى عملية التفكير حول الغايات والأهداف التربوية العامة، وحول الوسائل والمناهج والعلاقات التربوية التي تمكن من تحقيق تلك الأهداف جزئيا أو كليا. كما قد تشير إلى سلوك المدرس التربوي بكلّ جوانبه المنهجية أثناء قيامه بتنفيذ فعل تربوي محدد، متصل بنظرية تربوية ما. ويمكن التمييز بين استعمالين للفظ بيداغوجيا وهما :

• كون البيداغوجيا بمثابة نشاط معرفي، قوامه تفكير فلسفي وسيكولوجي في غايات وتوجهات الأفعال المطلوب ممارستها في وضعية التعليم أو التربية على الطفل أو الراشد أو بواسطتهما. وتندرج ضمن هذا التصور مثلاً، مبادئ التبسيط والتدرج والمنافسة.

• كونها بمثابة نشاط عملي، يتضمن مجموع تصرفات المدرس والمتعلمين داخل القسم. وبهذا، يمكن تعريف البيداغوجيا باعتبارها اختيار طريقة ما في التدريس أو إجراءات وتقنيات معينة وتوظيفها بارتباط مع وضعية تعليمية.

استند التمييز بين البيداغوجيا والتربية لدى معظم الباحثين على التمييز بين طبيعة أبحاث كل منهما ونوعية مقاربتهما للأنشطة التعليمية. فالبيداغوجيا، حسب أغلب تعريفاتها، هي بحث نظري، أمّا التربية فهي ممارسة وتطبيق.


الديداكتيك

يهتم الديداكتيك بطرق التدريس، ويهدف إلى البحث عن الممارسات البيداغوجية التي تساعد المتعلم على التحكم في المعارف والمهارات التي هو بصدد تعلمها.
فهو إذن دراسة علمية لتنظيم وضعيات التعلم التي يعيشها المتعلم لبلوغ هدف عقلي أو وجداني أو حسي حركي، حيث يتعين على هذا المتعلم لعب الدور الأساسي. بمعنى أنّ دور المدرس هو تسهيل عملية تعلم التلميذ بتصنيف المادة التعليمية تصنيفاً يلائم حاجات التلميذ وتحديد الطريقة الملائمة لتعلمه، وتحضير الأدوات الضرورية والمساعدة على هذا التعلم. ويرى "لوجوندر" legendre بهذا الصدد، أن الديداكتيك مرتبطة بما يأتي :

• كل ما هو مدرسي منظم لغرض التعليم؛
• كل ما يتعلق بتخطيط التعليم مثل أي سيرورة ديداكتيكية؛
• كل ما يساعد على التعليم (وسائل ديداكتيكية)؛
• كل ما يسهل التعليم والتعلم (برهنة ديداكتيكية).



المثلث البيداغوجي

"يمكن تحديد الوضعية البيداغوجية بوصفها مثلثا يتكون من ثلاثة عناصر هي : المعرفة والمدرس والتلاميذ" (جان هوساي).

وتقتضي معالجة قضايا التعليم والتعلم من منظور ديداكتيكي، تحديد العلاقة البيداغوجية بين الأقطاب الثلاثة المذكورة. كما تتحدّد طبيعة الفعل البيداغوجي من خلال نوعية العلاقات القائمة بين هذه العناصر الثلاثة، والمكانة التي يحتلها كل واحد منها في عملية التعليم. وتحيل علاقة المدرس بالمعرفة على العمل الديداكتيكي؛ أي على كيفية تدريس مادة أو مواد معينة. بينما تشير علاقة التلميذ بالمعرفة إلى استراتيجيات وأساليب التعلم. أما العلاقة بين المدرس والتلميذ، فإنها تحدد طبيعة العلاقة البيداغوجية.

وعلى أساس المكانة التي يحتلها كل عنصر من هذه العناصر في العملية التعليمية التعلمية، يمكن التمييز بين بيداغوجيا متمركزة حول المعرفة، وأخرى متمركزة حول الأستاذ، وثالثة متمركزة حول التلميذ كما هو الحال في البيداغوجيا الحديثة.

لقد تطوّر التفكير في علاقة التلميذ بالمعرفة، بسبب تصور البيداغوجيا التقليدية السلبي للتلاميذ باعتبارهم مجرد ذوات محايدة قابلة للشحن بالمعلومات. وفي مقابل ذلك، انطلق الديداكتيك من كون التلاميذ ليسوا علباً فارغة، بل إنّهم يشاركون في بناء تعلمهم على أساس معارفهم المكتسبة من قبل، داخل وخارج المؤسسة المدرسية.

يتعلّق الأمر، بخصوص علاقة المدرس بالمعرفة، بالمضامين التي يتم تعليمها، والتي تحدّدها البرامج والتوجيهات الرسمية والكتب المدرسية. ويدمج المدرس هذه المعطيات بطريقته كنقطة انطلاق، حيث يمارس عليها عملية تحويل بغرض إعادة بنائها وفق ما تقتضيه حاجيات المتعلم.

أمّا علاقة المدرس بالتلميذ، فتندرج في إطار ما يعرف بالتعاقد البيداغوجي الذي يتم بين هذين الطرفين في غالب الأحيان، الذي يقنن، بطريقة مضمرة، وضعيات التعليم، ويحيل على منتظرات الطرفين معاً وعلى عادات وآليات مدرسية ضمن فعل تواصلي متعدد الأبعاد.

هكذا، يمكننا تأطير العلاقة بين هذه الأقطاب (مدرس، تلميذ، معرفة)، وفق ثلاثة مستويات نوجزها كما يلي :

• مستوى متعلق بموضوع المعرفة وطبيعتها؛
• مستوى متعلق بشروط امتلاك المتعلم للمعرفة؛
• مستوى يخص تدخلات المدرس وعلاقته بالمعارف.



التعاقد البيداغوجي

إجراء بيداغوجي مقتبس من ميدان التشريع والصناعة، يقوم في إطار العمل التربوي على اتفاق تعاقدي بين طرفين هما المدرس والتلميذ. وينبني هذا الاتفاق على مفاوضة بينهما حول متطلبات المتعلم، وأهداف التعليم، وواجبات كل طرف وحقوقه، وأهداف ومرامي عملية التعليم والتكوين (ميالاري).

ينبني التعاقد البيداغوجي على المراحل المتتالية الآتية :

• الإخبار؛ ويلزم أن يكون مشتركاً بين المتعاقدين ومتعلّقاً بالبرامج والأهداف وبمدة الإنجاز، إلخ...
• الالتزام؛ أي إبراز مساهمة كلّ طرف في الالتزام ببنود العقد خلال إنجازه؛
• الضبط؛ ويتعلّق الأمر بتدبير سير العمل ومراجعته من قبل المتعاقدين؛
• التقويم؛ وهو مرحلة فحص مدى تحقّق أهداف التعاقد.





تعليقات