مهارة إعداد بطاقة: حول شريط سينمائي | أنشطة التطبيق

مهارة إعداد بطاقة: حول شريط سينمائي | أنشطة التطبيق


مهارة إعداد بطاقة: حول شريط سينمائي | أنشطة التطبيق


السنة الثانية من سلك البكالوريا / مسالك العلوم والتكنولوجيا



دروس الثانية باك علوم / المترشحون الأحرار






بطاقة تقنيّة لفيلم "عُرس الدّم"



إعداد الأستاذ: عبد الرّحيم دَودِي


1. عتباتٌ وصفيّةٌ:

• عنوانُ الفيلم: عُرس الدّم؛
• المُخرِج: سُهيل بن بركة؛
• تاريخُ الإخراجِ: سنة 1977؛
• ترتيبُ الفيلم في المرجعِ البيبليوغرافي للمُخرج: الفيلمُ الثالثُ، بعد ألفُ يدٍ ويد، وحربُ البترول؛
• إنتاجُ الفيلم: المركزُ السّينمائي المغربي؛
• السّيناريو: اقُتبسَ الفيلم من مسرحيّة تراجيديّة للشّاعر والكاتب الإسباني الكبير غابريّال غارسيا لُوركا؛
• المُساعدون في الإخراج: سعد برّادة، نورة عبد الإله، علال صبحي؛
• المونتاج: سُهيل بن بركة؛
• مُديرُ التّصوير: جيرو لامولا رُوزا
• مهندس الصّوت: سميرة المنور؛
• مُسجّل الصّوت: يوسف المنجرة؛
• التّمحيض: لوسيانو فيتوري رُوما
• الاتّصال الدّولي: إيزا جينيي
• مدّة عرضِ الفيلم: خمس وخمسون دقيقة؛


2. مداخلُ أوليّةٌ: البُنى الدلاليّة للفيلمِ

• ملاحظةُ عنوان الشّريط: 

يومئ عنوانُ الفيلمِ إلى عوالمَ دلاليّة تغترفُ نُسغها من عمقِ المتخيّل الإنساني، ذلك أن العرس، بما هو احتفالٌ وتأريخٌ لحدثِ الالتقاء الشّرعي وتدشينٌ لمسارِ حياةٍ، يجسّدُ مثوى التّقاليد والثّقافة التي تتبنّاها جماعاتٌ إنسانيّة مختلفةٌ. وما يسترعي الانتباه في عنوانِ الفيلم هو جمعهُ بين كونين دلاليّين متنابذينِ هما: العُرس وهو قرينُ الفرحِ، ثمّ الدّم وهو أمارةُ الجريمةِ أو ما تاخمها من دلالاتٍ. بهذا المعنى، فإن فيلم "عُرس الدّم" يشفّ عن صراعٍ بين الفرحٍ والتّرحِ، بين الحبّ والكراهيّة، بين الأثيل والحديث.

• مضمونُ الفيلمِ: 

يعكسُ الفيلم صراع الأرض والدّم، صراع الحبّ والكراهيّة في مجتمع منغلقٍ يحتكم للمواضعات الدينيّة والعرفيّة. إنّه تجسيدٌ لواقعٍ يحافظُ على التراتب الاجتماعي ولا يبيحُ خرق هذا التراتب. وهكذا، يُحرمُ عمروش من الزّواجِ ببنتِ الإقطاعي بدعوى أنّه فقيرٌ ولا يحوز أراضٍ زراعيّة. والحالُ هذه، يتزوجُ عمروش بابنة عمّه وينجب منها طفلا، محاولا مداراة حبّه الموجعِ، لكن عبثا حاولَ. فحين يسمع بخطبة حبيبتهِ الأولى تشتعل نيرانُ الغيرةِ في قلبه، فيقرّر بمعيّتها الفرار يومَ عُرسها. وفي هذا المدار التراجيدي، تشتعل الصّراعات القبليّة، ويؤوب وحش الانتقام الذي ظلّ هاجعاً في نفس الزّوجِ الجديد؛ إذ استنفرت ذاكرته، ها هنا، صور جريمة القتل الشنيعة التي ارتكبها جدّ عمروش في حقّ أبيه ووالده. بهذا، يلتقي الزوجُ بالعاشقُ النّذل في معركة تنتهي بموتهما معاً في جوٍّ جنائزيّ تراجِيدي.


 • التمفصلات السّرديّة: 

تنمو أحداث الفيلم وقف مسار تعاقبي كرونولوجي يرتبطُ فيها الحدث السابق بالحدث اللاحق، ضمن مبدإ السببيّة، الذي جعل من الأحداث مَحكياً مرئيّا مُرتباً. ومن ثمة، يخضع هذا الفيلم لبرنامجٍ سرديّ ينطلقُ من بدايةٍ يغلبُ عليها الاستقرارُ ويمرّ بعقدةٍ تحتدمُ فيها الأحداث وينتهي بنهاية مأساويّة تزجّ بالمشاهدِ في دهاليزِ الحيرة والتفكّر في بنية مجتمعٍ قبلي تتركّحُ على عرشه سلطةُ الانتقامِ والثأر.

3. مداخلُ تقنيّةٌ: تقنيات وآليات

3.1 مستوى التصوير

• سلّم اللقطات: 

تُهيمن على الفيلمِ اللّقطة المُقرّبة الواسعة (Plan rapproché large) واللّقطةُ المقرّبة الضّيقة (Plan rapproché serré). ففي بعض الأحيان يركّز المصّور على الشّخص إلى حدّ الحزام، وفي أحيانٍ أُخر ينتقل عبر سُلميّة تنازليّة من الأعلى ليتوقف عندَ الكتفِ.

• زاوية الرّؤية: 

تغلب على هذا الفيلم زاوية الرؤية من أسفل (Contre-Plongée)، إذ يتم تصوير الأشخاص عن طريق مسح عمودي ينطلق من الأسفل إلى الأعلى؛ وكثيرا من شاهدنا في الفيلم كيف يمسح المصوّر صورة عمروش وهو يمتطي حصانه من قوائم الحصان ليصل إلى عمروش.

• الإنارة:

 تحضر أغلب الألوان في تصوير الفيلم، إلا أننا نلاحظ أن المصور يغلب اللونين الأسود والأبيض بشكل يتساوق ورمزيّة هذين اللّونين، ويجلي حالة الصّراع التي تشي بها الأحداث (الحب، الكره/ الموت، الحياة/ الليل، النّهار).

3.2 التّوضيب:

 استخدم الموضب في تركيبه للفيلم التوضيب الخطي (Montage linéaire)، وهو توضيب شائع في السينما الكلاسيكيّة، حيث نلاحظ، ونحن نشاهد الفيلم، أن جميع الـأحداث تتوالى حسب نظام منطقي وكرونولوجي (مرتّب بشكل تتابعي).

4. مداخلُ تأويليّة: 

أبعادٌ، دلالاتٌ، رؤى

يَكشفُ فيلم "عرسُ الدّم" للمخرج المغربيّ "مهدي بن بركة" عن صراعٍ دامٍ تنتسجُ خيوطُ أحداثهِ في قبيلة نائيّة بمناطق سوس، إنه صراعٌ يحركه الحبّ وتشعله عصبيّة القبيلةِ التي يستبطنها الإنسان البدوي. وهكذا، فكلّ مشكل يبدأ من الأرضِ والتراب والمرأة وينتهي بالموتِ والجنازة والنّواحِ. لقد استطاعَ "سُهيل بن بركة"، من خلالِ عمق رؤيته، مَغْربةَ، نصّ لوركا وتبييئهُ؛ وبذلك استزرع جوهرَ المأساة الإسبانيّة في قلب السينما المغربي، واجترحَ أفقاً جديداً في الإخراج السّينمائي. والشّاهد، أن الفيلم من بدايتهِ إلى آخره، يضعنا أمام موروثٍ ثقافيّ بالغ التنوّع تزخر بها مناطقُ الجنوبِ المغربيّ، من غناءٍ أمازيغيّ أثيل ورقصاتٍ صحراويّة أصيلة. فضلاً عن ذلك، يعرضُ الفيلمُ، البنية الميثولوجية التي تسود هذه المناطقِ. إلا أننا نسجّل، عدم توافق اللّغة الموظفة في فيلم مع وعي الشخصيات (الممثلين)، إذ تتحدث هذه الشخصيات، في بعض الأحيان، بلغةٍ تفوق مستواها المفترض في الفيلم. 








حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-