مهارة كتابة إنشاء أدبي حول: قضية نقدية
سبق لك أن تعرفت مهارة كتابة إنشاء أدبي حول: قضية أدبية، وألممت ببعض الإجراءات المنهجية المتبعة في إنجازها... وفي هذا الدرس الجديد تتعرف مهارة أخرى تعنى بكتابة إنشاء أدبي حول: قضية نقدية، وما تقتضيه من أنشطة وخطوات متناسقة ومتدرجة لاكتناه ما تتضمنه من مفاهيم وتصورات، واستجلاء ما تطرحه من آراء وأفكار ومواقف...
القراءة الأولى
وتنطلق من هذه القراءة إلى تعرف القضية النقدية (بسيطة، مركبة...) التي يعنى الكاتب بطرحها في هذا النص، واستخلاص محدداتها وخصائصها العامة، ومن ثمة تحرص على تصنيفها وترتيبها، وتبين علاقاتها وكيفية انتظامها بوجه عام (كلية، جزئية، متصلة، منفصلة...إلخ).
1. مقدمة الموضوع
١. الفحص والتحديد
يقتضي التمهيد لهذا النوع من المواضيع الإنشائية - التي تطرح قضايا (نقدية تحديدا) لم يحسم في أمرها باعتبارها غير نهائية، ولم يتم بشأنها أي اتفاق أو إجماع - التزام جانب النزاهة والشمولية عند توصيفها وتحديدها من زوايا متباينة بحيث يتسنى لك تأطيرها على نحو يستوعب مختلف جوانبها ومكوناتها المتعددة، ويمكنك من التقاط سماتها الفارقة، وتتبع محدداتها وخصائصها العامة بدقة وكثافة شديدتين تلافيا لأي تقصير أو تحيز... (المفاهيم والتصورات البانية للقضية النقدية، الخصوصيات والفوارق، التفريعات والامتدادات، الاختلافات والتناقضات... إلخ).
القراءة الثانية
وتحرص في هذه القراءة بعد تأطيرك للقضية النقدية، موضوع كتابتك الإنشائية وتخصيص الإشكالية وتحديدها... على الانتقال إلى مرحلة أخرى (العرض) تعمد فيها إلى تفكيك عناصر القضية وعرضها، وتتولى شرحها وتحليلها، والاستدلال على ما تضمنته من مواقف وأفكار...
2. عرض الموضوع
٢. التفكيك والعرض
وتركز في هذه الخطوة الأولى من مرحلة العرض على تفكيك عناصر القضية النقدية موضوع كتابتك الإنشائية، وإبراز مكوناتها المختلفة مراعيا في ذلك كيفية انتظامها وطريقة عرضها ضمن المصدر الذي اقتطفت منه، وما يحكم هذه المكونات والأجزاء نفسها (العناصر المحورية، الأساسية، الثانوية أو الفرعية... إلخ) من علاقات وروابط مختلفة (العموم والخصوص، الكلية والجزئية، السببية والمسببية، الشرطية والتلازم...إلخ).
٣. الشرح والتحليل
يقتضي تناولك للقضية النقدية، موضوع كتابتك الإنشائية، عرض مجموع عناصرها ومكوناتها، واستجلاء مضمراتها وغوامضها على نحو موسع يراعي مجموعة من الشروط: كالتسلسل، والوضوح، والطلاقة، والاتساق، وانتقاء الأمثلة والشواهد المناسبة...
٤. الاستدلال والبرهنة
إذا كانت الخطوة السابقة من كتابتك الإنشائية حول: قضية نقدية... قد تطلبت منك تناول مكونات القضية وعناصرها المختلفة بالشرح والتحليل على نحو موسع ومفصل... فإن الخطوة الحالية تقتضي منك دعم مختلف المواقف والآراء والأفكار التي تم استجلاؤها وتوضيحها بما يناسبها من البراهين والحجج للاستدلال على صحة طرحها وصوابه، وتعضيد مستوى حجيتها وإقناعها: أدلة عقلية (منطقية)... أدلة نقلية (ملموسة)... شواهد من الواقع، العصر أو الفترة التاريخية، أمثلة من الشعر، والرواية، والمسرح وغيرها من الفنون الإبداعية الأخرى،،، مواقف من الفكر الإنساني أو النقد الأدبي... إلخ...
3. خاتمة الموضوع
٥. تركيب مجمل
وتنتهي في ختام كتابتك الإنشائية إلى تركيب شامل بمجمل المعطيات والخلاصات التي توصلت إليها مراعيا في ذلك خصوصيات القضية النقدية المطروحة، ومسار التحليل الذي نهجته، ونوع العلاقات والروابط التي تحكم مجموع المواقف والآراء المعروضة في الكتابة، كما تحرص كذلك على التنبيه إلى ما فاتتك الإشارة إليه في صلب الموضوع وعرضه (عن قصد أو عن غير قصد)، مع تعميم النتائج المتوصل إليها، وإبداء حكمك الشخصي حولها إن اقتضى الأمر ذلك.
| الخلاصة |
عند إنجازك مهارة كتابة إنشاء أدبي حول: قضية نقدية... يلزمك مراعاة عدد من الأنشطة والخطوات الإجرائية المتضافرة وفق مراحل محددة تقتضيها طبيعة القضية التي تتم معالجتها، واستجلاء مواقفها وأفكارها بنزاهة وموضوعية، وما يميزها في ذلك من اختلاف (أو تناقض) على مستوى الطرح الفكري والرؤية المنهجية دون تحيز أو تقصير، ويمكنك الاسترشاد في إنجاز هذه المهارة بعدد من الإجراءات المتدرجة التي نذكر منها: الفحص والتحديد، والتفكيك والعرض، والشرح والتحليل، والاستدلال والبرهنة...