مكون: التعبير والإنشاء | مهارة الربط بين الأفكار
المستوى: أولى باك علوم
أنشطة الإنتاج
نصُّ الموضوع:
"أسهمت الحداثةُ، بما هي رؤيةٌ تجديديّة
للوجود، في نمو حركة التواصل بين الحضارات والثقافات مفسحةً المجال أمام
تفاعل المرجعيات الثقافية حينا، وتضاربها حينا آخر".
أكتب موضوعاً
إنشائيا موظفاً مهارة توسيع فكرة ومتوسلاً بتقنياتِ الرّبط المعنوي واللفظي بين الأفكار.
نموذج:
إنّ التواصل يشكّل هاجساً نظريا وفكريا راهنا، بل إنّ راهنيته في سيرورة
متحركة، لأنّ
أساليب وقنوات التبادل الإنساني تتجدّد باستمرار، لاسيما في زمن التكنولوجية التي جعلت من
العالم "قرية" تلتقي فيها الأجناس وتتواصل فيها كلّ الثقافات واللغات والتجارب.
فكيفَ أسهمت الحداثة، فعليا، في نمو حركة التواصل بين المجتمعات؟ وهل هناك علاقة
بين التواصل والحداثة؟
لا يمكن حصر فعل التواصل داخل مجالات اللغة المتجلية في
وضعية تواصلية فعلية. إنّ
الزمن المعاصر خلق وساطات وقنوات كثيرة، توفر للإنسان إمكانات تواصلية لا حصر لها،
وتسعفه في إنتاج زمنيته الخاصة.
غير أنه يصعب علينا، هنا، تعميم هذه الحالة، لأن الحداثة الغربية، بالرغم من نزوعها المعلن
نحو الكونية ونشر علاماتها عبر أكثر مناطق الجغرافيا العالمية، قد اصطدمت بكثير من
أشكال المقاومة الثقافية والحضارية للشعوب التي شكّلت الحداثة بالنسبة إليها صدمة
حضارية، وارتجاجا قويا في وعيها بالعالم والزمن والفكر.
إنّ الحداثة، استناداً إلى الأفكار السابقة، طورت التواصل. والتواصل -بكل تعبيراته-
سمح للحداثة بالانتشار، وبالتفاعل والتنابذ مع مختلف المرجعيات الثقافية
الإنسانية، سواء منها
تلك التي تستجيبُ لضوابط العقل وتقبل بإدماج بعض مقومات الحداثة، أو تلك التي بقيت محتفظة
بمعايير وقيم ما قبل الحداثة، وبالتصورات التقليدية للكون والزمن والمجتمع.
نستنتج، بالمحصلة، أن التفكيرَ في التواصل، يشكّل، في عمقه، تفكيراً في
مسألة الحداثة بعدِّها حركةً تهفو إلى ارتيادِ عوالـمَ فكرية متفردة وخلاقة.