تحضير نص العازفة المبدعة | محمود تيمور


العازفة المبدعة | محمود تيمور


العازفة المبدعة | محمود تيمور

جذع مشترك علمي 

المجزوءة: نصوص مختلفة   

الكتاب المقرر: منار اللغة العربية



       الرصيد المعرفي:

-              الحكي في تنوعه:

الحكي هو سرد أحداث واقعية أو خيالية، اعتمادا:
-     من جهة على وسائط تعبيرية كاللغة، أو الصورة (الثابتة أو المتحركة)، أو الحركات الإيمائية...
-     من جهة أخرى، على أشكال تعبيرية، كالأسطورة والخرافة، والحكاية، والتمثيلية الإيمائية، واللوحة، والشريط السينمائي...
وهذا الحكي قديم قدم الإنسانية، فهو بتنوعاته يتخذ من الأحداث وتجارب الإنسان مادة حكائية خصبة، مما يجعله ظاهرة إنسانية.

- الحكي في طبيعته اللغوية:

في كتابه (Figures 2)، يعرف جيرار جينيت الحكي اللغوي، بكونه: "عرضا لحدث أو سلسلة من الأحداث، الواقعية، أو المتخيلة، بواسطة اللغة، وخاصة اللغة المكتوبة".
اعتمادا على هذا التعريف، يمكننا أن نحدد بنيات الحكي، أي العناصر المكونة للحكاية، كما يلي:
أ‌. حدث أو سلسلة من الأحداث، وهذا يستتبع:
-     اطرادا في الأفعال والوقائع  - شخصية أو شخصيات  - مكان  - زمن.
    ب. عرض بواسطة اللغة، وهذا يستلزم:
    - ساردا للحكاية - سردا للحكاية يتخلله الوصف - وجهة نظر (أو رؤية سردية)- المسرود له.
إن هاته العناصر وتلك تعتبر عمدة النص السردي، فهو ينتظم تبعا لها، فيشكل كل عنصر بنية حكائية تتناسق مع بنى أخرى مشكلة معها المعنى الحكائي.

-             البنيات الحكائية:  

تنتظم الحكاية الروائية، أو القصصية تبعا للبنى التالية:
- السارد: وهو الشخصية التي تتولى مهمة سرد الحكاية، وتكون هاته الشخصية مشخصة، أو غير مشخصة.
- المسرود له: وهو المتلقي الذي تتضمنه الحكاية، أي الكائن الخيالي أو الورقي الذي تحكى له ضمنها، سواء تم التصريح به على غرار شهريار في ألف ليلة وليلة، أو لم يتم التصريح به.
- الوصف: وهو الصفات والنعوت والأشياء..
- السرد: وهو الوقائع والأحداث.
- الشخصيات: وهي كائنات خيالية، تقوم بتطوير سير الأحداث، فتوهم بالكائنات الإنسانية، بينما هي لا وجود حقيقي لها.


- الزمن: الذي تتدرج تبعا له الأحداث - المكان: الذي تدور عليه الأحداث.
- الحوار: وهو يتمثل في تداور الشخصيات الكلام فيما بينها، فيكون آنئذ مباشرا، كما قد يكون غير مباشر، حين تنقل شخصية مقول شخصية أخرى، بل قد يكون عبارة عن منولوج ذاتي.
- الحبكة: وهي مجموع الأحداث المطردة في الزمن، التي تشكل العقدة القصصية.
- الرؤية السردية: التي يرى من خلالها السارد العوالم الحكائية، وهي أنواع:
* الرؤية من الخلف (التبئير في درجة الصفر): السارد يعرف أكثر مما تعرفه الشخصية.
* الرؤية المصاحبة: (التبئير الداخلي): السارد يعرف نفس ما تعرفه الشخصية.
* الرؤية من الخارج (التبئير الخارجي): السارد يعرف أقل مما تعرفه الشخصية.


-             ملاحظة النص:

 عتبات النص:

من هو صاحب النص؟
محمود تيمور كاتب مصري، من مواليد سنة 1894م بالقاهرة، له اهتمام بالفن القصصي والمسرحي، تتميز كتاباته بالواقعية واستثارة الجوانب النفسية. توفي سنة: 1973.
من كتبه: نداء المجهول، شفاه غليظة، سلوى في مهب الريح، عطر ودخان.
قراءة الصورة:
 عبارة عن فتاة في مقتبل العمر، تبدو منشدة إلى قطعة موسيقية محررة تعزفها على آلة البيان، وهي فتاة تدل ملابسها ومحيطها على عيشها السعيد والمترف.


قراءة عنوان النص:
أ‌. من الناحية التركيبية: العنوان عبارة عن جملة اِسمية، حذف منها المبتدأ، وبقي الخبر (العازفة)، وهو اسم فاعل منعوت بنعت: (المبدعة)، هو الآخر اسم فاعل.
ب‌. من الناحية الدلالية: يدل العنوان على كفاءة فنية تتميز بها عازفة، وهي كفاءة أهلتها إلى عزف ما ليس على مثال سابق، أي عزف ما أبدع اعتمادا على ذاتها.
نوعية النص:
عبارة عن نص سردي يندرج ضمن جنس القصة القصيرة، لذا فهو ينتظم تبعا لبنيات حكائية عدة.
توثيق النص:
هذا النص القصصي للكاتب المصري محمود تيمور، تضمنته مجموعته القصصية: خلف اللثام، الصادرة عن مطبعة الكاتب المصري، ص: 131 وما بعدها.

-             الفـــــهم:


الفكرة العامة: 

تحفيز مدرس موسيقى تلميذته على حب الموسيقى بعد كرهها، والإبداع في العزف على البيان، والتفوق فيه برضى ونجاح.

-             التحليل:

الخطاطة السردية:

الخطاطة السردية تمثيل مبسط لصيرورة الحكاية من بدايتها إلى نهايتها، وفق ما يتبين في ما يلي:
أ‌. لحظة البداية، التي تمثل الوضعية الأولية، أو لحظة الانطلاق: هنا تم تحديد المواصفات الخلقية والفنية لمدرس الموسيقى.
ب‌. لحظة الوسط، وهي تدلنا على تحولاّت ثلاثة:
- لحظة الحدث المخل بالاستقرار الذي تعرفه البداية: إحضار صبية إلى مدرس الموسيقى، الذي تمكن بعد جهد من تحفيزها على تذوقها، وتبديل كرهها لها شغفا؛
- لحظة العقدة ورد فعل الشخصية تجاه الوضع القائم: إحساس الصبية بالخوف والذعر والحرج، وإقبالها بعد حين على العزف على البيان.
- لحظة الحل والانتهاء إلى نتيجة معينة: إبداع الفتاة العزف، ونيلها به إعجاب الحضور والنجاح.
     ج. لحظة النهاية التي استقرت عليها الأحداث (اختتام الحكاية): تهنئة المدرس تلميذته، التي أبدعت عزفا.

السارد في النص: 

السارد غير مشخص، فهو يحكي بضمير الغائب متعقبا الشخصيات، دون أن يتنزل منزلتها.

الرؤية السردية المعتمدة:

الرؤية التي يرى من خلالها السارد عالمه الحكائي، هي رؤية كلية، تلم بجميع تفاصيل حياة الشخصيات، لذا فهي رؤية من الخلف، تقوم على تبئير في درجة الصفر.

ازدواجية السرد والوصف: 

الحكي يعتمد على تقنيتين حكائيتين، فهو مرة يسرد، لذا يتدرج في الزمان: - تعليم الصبية - إقامة حفل – تباري الصبية – نجاحها – تهنئتها من طرف أستاذها، ومرة أخرى يصف لذا يثبت في المكان.

-             التركيب والتقويم:

النص السردي الذي تفحصناه وحللناه هو نص يندرج ضمن جنس القصة القصيرة، لذا ينتظم تبعا لخطاطة سردية، نتدرج عبرها على بداية تعرف استقرارا، ووسطا متوترا بالعقدة، التي تنحل وتفضي إلى نهاية تستقر عندها الأوضاع، والسارد هنا غير مشخص، ندركه من خلال رؤية سردية دالة على شمولية علمه بمجريات العالم القصصي الذي ازدوج في السرد والوصف.



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-