[حصريّ للغايَة] المؤلفات | الشعرية العربية | أدونيس





الشعريّة العربيّة، أدونيس

السنة الأولى من سلك البكالوريا - مسلك الآداب والعلوم الإنسانيّة


القراءة التّوجيهية

-        العنوان: الشعريّة العربيّة لأدونيس

أثبت أدونيس مفهوم "الشعريّة" في العنوان الرئيس للكتاب وفي عناوينه الداخليّة. ورد العنوان الرئيس عاما (الشعرية العربية)، ثم تعاقبت العناوين الداخلية لتخصيص مواضيعه، وإضاءتها من زوايا متعددة ومنظورات مختلفة. ومن خلال العنوان الرئيس يتضح أن أدونيس يتعامل مع الشعرية بوصفها مفرداً بصيغة الجمع، فهي تتعدد وتتنوع بالنظر إلى خصوصية كل شعب. وهكذا يمكن أن نتحدث، علاوة على الشعرية العربية، عن الشعرية الفرنسية، والشعرية الإنجليزية، والشعرية الروسية، والشعرية الهندية. ويقصد أدونيس بالشعرية كل القضايا التي تهمّ الشعر العربي في رحلته الطويلة من الجاهلية إلى الوقت الراهن. ومن بين القضايا التي استأثرت باهتمامه نذكر أساسا معايير الشفوية في الشعر الجاهلي، والمبادئ الجمالية والنقدية التي نشأت بتأثير من الدراسات القرآنية، ومقومات فكريّة الشعر في نصوص أبي نواس والنفري والمعري، ومساءلة الحداثة في تعالقها مع الذات والآخر. وهكذا يتضح أن الشعرية العربية لها خصوصية وصناعة تميزانها عن الأمم الأخرى.

-        المؤلِّف

يعرف بلقب أدونيس (Adonis) إله الربيع والإخصاب لدى الإغريق، أما اسمه الحقيقي فهو علي أحمد سعيد إسبر. ولد عام 1930 في قرية قصابين بمحافظة اللاذقية. لم يدرس في أية مدرسة نظامية قبل سن الثالثة عشرة، لكنه حفظ القرآن على يد أبيه، كما حفظ عددا كبيرا من قصائد القدامى.
ألقى في ربيع 1944، قصيدة وطنية أمام رئيس الجمهورية السورية حينذاك، الذي كان في زيارة للمنطقة، فنالت إعجابه. وهو ما حفز الدولة على إرساله إلى المدرسة الفرنسية في طرطوس، حيث حصل على الإجازة في الفلسفة من جامعة دمشق سنة 1954.
التحق بالخدمة العسكرية بين عامي 1954 و1956، وقضى منها سنة في السجن بلا محاكمة بسبب انتمائه –وقتذاك- للحزب السوري القومي الاجتماعي الذي تخلى عنه عام 1960. غادر سوريا إلى لبنان عام 1956، حيث التقى الشاعر يوسف الخال، وأسفرت علاقتهما الثقافية عن إصدار مجلة "شعر" في مطلع عام 1975. ثم أصدر أدونيس مجلة "مواقف" بين عامي 1969 و1994. درّس في الجامعة اللبنانية، ونال شهادة دكتوراه الدولة في الأدب من جامعة القديس يوسف عام 1973. وأصبح –منذ عام 1981- أستاذا زائرا في جامعات ومراكز للبحث في فرنسا وسويسرا والولايات المتحدة وألمانيا. حصل على عدد من الجوائز اللبنانية والعالمية وألقاب التكريم، وترجمت أعماله إلى ثلاث عشرة لغة.
غادر بيروت عام 1985 بسبب ظروف الحرب، واستقر في باريس. يجمع أدونيس بين الشعر والنقد والترجمة.

-        جنس المؤلَّف

يندرج كتاب الشعرية العربية ضمن المؤلفات النقدية التي تعالج الظواهر الأدبية وأساليبها المختلفة، وتبين نواحي القوة والضعف فيها. ذلك أن النقد لغة ثانية (لغة واصفة)، تضطلع بوصف اللغة الأولى (الإنتاج الأدبي) لبيان ما تحفل به من سمات وخصائص. ويمارس الناقد النقد بوصفه وظيفة ثقافية مستثمرا معارفه (ما متحه من النظريات والمدارس النقدية) واختياراته، ومتعه، وميوله الثقافية. وهكذا يتقاطع في النقد الموضوعي والذاتي، التاريخي والوجودي، الكلياني والليبرالي. إن النقد لا يتوخى إماطة اللثام عن الخفي والسري أو العميق في النصّ الأدبي، بل يسعى إلى إعادة تشكيل نظامه، والدخول في حوار معه، ليس بهدف استنتاج معنى النص والإجماع عليه، وإنما بهدف الكشف عن تعدد معانيه وبنياته وتعليلها، تبعاً للزوايا التي يُنظر من خلالها إليه.

-        المقدمة

كتب إيف بونفوا Yves Bonnefoy (شاعر وناقد وأستاذ كرسي الشعر في كوليج دو فرانس) مقدمة لكتاب الشعرية العربية، مبيّناً فيها مخاض ولادته (كان، في الأصل، عبارة عن أربع محاضرات ألقاها أدونيس في أيار 1984 برحاب كوليج دو فرانس، بدعوة من جمعية أساتذتها)، والغاية المتوخاة منها استفادة الفرنسيين من الشعرية العربية التي لا يعرفون عنها إلا أشياء قليلة. وانطلق منها كما لو كانت حافزا على التأمل الذاتي، والبحث عن السبل الناجعة لتفاعل الفرنسيين إيجابا مع الآخر (العرب).
تتوجه المقدمة فعلا إلى الجمهور الذي اقتنى الكتاب. ويكمن الهدف الأساس للمقدم في توفير الشروط التي ينبغي أن تستوفى حتى تجنى الفائدة من قراءة مقدمته؛ أي أن يُنتقل من منزلة عضو من الجمهور إلى منزلة قارئ. وبمعنى آخر، يصرّح المقدّم بقواعد حقيقية للقراءة، وهكذا فهو يفرض علينا نظاماً محدّداً من القراءة.
يوهم إيف بونفوا، ظاهريا، أن غايته من التقديم الترحيب بأدونيس، والتنويه بذكره وقدراته النقدية والشعرية، وشكره لقبول دعوة إلقاء محاضرات في كوليج دو فرانس، لكنه، في العمق، يسعى إلى تقديم نموذج للقراءة للاهتداء أو الاستئناس به في التعامل مع محتويات الكتاب ذي الحجم الصغير والأهمية الكبرى، وإعادة تأمّل العلاقة التاريخية العريقة التي تجمع الشعوب المتاخمة لحوض البحر الأبيض المتوسط  قصد استنتاج العبر المناسبة التي بإمكانها أن تدعم التبادل الثقافي المثمر والبناء.


القراءة التّحليليّة: التحليل الشّمولي

-        جرد الموضوعات

يتكوّن الفصل الأوّل من الموضوعات الآتيّة:

-        الإنشاد:

نشأ الشعر العربي شفويّاً ومسموعاً، ووصل إلينا محفوظاً في الذاكرة عبر الرواية الشفوية. وكانت الشفوية تستدعي من الشاعر إتحاف السامع، وتقتضي من هذا الأخير فهم ما يسمعه من أشعار. ولهذا كانت الشفوية فنا خاصا في القول الشعري، لا تقوم على المُفصَح أو المُعبّر عنه، بل على طريقة إفصاحه والتعبير عنه. وكان لابد للشاعر من امتلاك موهبة الإنشاد لتشنيف مسامع المتلقي والتأثير في نفسه. وما الإنشاد إلاّ شكل من أشكال الغناء. وثمة عبارة موحية توجز ذلك، وتقول: "مقود الشّعر الغناء". وإلى جانب تمتع الشاعر بموهبة القول، يجب عليه أن يجيد الإنشاد. وقد سمي الأعشى بـ"صناجة العرب" لارتباط شعره بالإنشاد والغناء. بدأ الإيقاع، في الجاهلية، سجعاً، ثم تلاه الرجز. ويشير جذر كلمة السجع إلى التغريد والغناء. ويرى ابن خلدون أن العرب أنشدوا الشعر وغنوه بالملكة والفطرة.


-        التقعيد: 

في العصور اللاحقة، استنتج النقد معايير وقواعد من الشعرية الشفوية العربية. وجاء ذلك ردّ فعل على ما أصاب اللغة العربية من لكنة ولحن إثر تفاعلها مع اللغات الأخرى (اليونانية، والفارسية، والهنديّة)، ومحاولة لتوكيد خصوصية الصناعة الشعرية العربية وصيانتها، واستبعاد خطر إفساد ملكة اللغة العربية وتسرّب اللحن أو التحريف من القرآن الكريم والحديث. وفي هذا المناخ وضعت قواعد اللغة العربية، وأوزان الشعر، والصناعة الشعرية، ومعايير التذوق والتواصل الشعريين.

-        شعرية السماع:

بما أن الشعر كان يقاس بمدى قدرته على التأثير في نفس المتلقي، السامع، وإفهامه، فقد اضطر الشاعر إلى الاستعانة بكلّ ما يسعفه على تحقيق مبتغاه وتجنّب كلّ ما يعيقه. ومن بين السمات التي كان يركّز عليها: التأثير المطرب، والمطابقة بين ما يقال وما يسمع، وعذوبة الألفاظ، والألفاظ المعتادة والفصيحة، وعذوبة القافية وحلاوة نغمها، وجمال الابتداء وجمال الانتهاء.

وممّا تقدّم يتضح أن الشاعر كان يركّز على ثلاثة أصعدة أساسية:


-        صعيد الموسيقى: يحتفي الشاعر بكل ما يطرب مسامع المتلقي، ويجعل القصيدة غناء ونشيداً: الوزن، والقافية، والإيقاعات، والوحدات الموسيقية.
-        صعيد التواصل: لا يتحقق التواصل بين الشاعر والسامع إلا إذا حصل توافق مسبق بين القصد الذي يحفز الطرف الأول على نظم القصيدة، وبين القصد الذي يدفع الطرف الثاني لسماعها.
-        صعيد الذاكرة: يحفظ الإنسان العربي القصيدة ويرويها، فهي تمثّل وعيه الأوّل بكلّ ما يحيط به، وتذكره باحتكاك كلامه الأوّل بالحياة، وتجسيد الينبوع الأوّل لخياله.

-        ملاءمة القراءة الممكنة: 

حوّل النقد القواعد الشفوية إلى معايير مطلقة للشعرية الكتابية. وأضحى، مع تعاقب القرون، يفرض نفسه كما لو كان هوّ الخطاب الوحيد الذي يحظى بشرعية تقعيد اللغة الشعرية وتقنينها.
وهذا ما حفز أدونيس على إعادة قراءة الشعرية العربية، ليس وفق ما رآه الخليل واللاحقون، وإنما لرؤية ما غاب عنهم ولم يروه، وإثارة جملة من الأسئلة المشروعة حول الخطاب الواحد الذي يعتبر نفسه سلطة تلغي ما يُخالفها، وتطمس التنوع لأسباب وبواعث مختلفة.

يستوعب الفصل الثاني الموضوعات الآتية:

-        الكتابة الجديدة: 

شكّل القرآن الكريم قطيعة مع الجاهلية على المستويين المعرفي والتعبيري. فهو، على المستوى المعرفي، يقدم رؤية جديدة للإنسان والعالم. أما على المستوى التعبيري، فهو يمثل نقلة من الشعرية الشفوية إلى شعرية الكتابة. ولم يكن غرض أدونيس إبراز الرؤية الدينية في النص القرآني أو الكشف عن جماليته بدعوى وجود مختصين تناولوا ذلك ببصيرة وإحاطة نفاذتين، وإنما توضيح الأفق الذي دشنه أمام الشعرية العربية. قارنت الدراسات القرآنية بين النصين القرآني والشعري. وإن أكّدت تفوق النص القرآني على النص الشعري، فهي، ربما دون قصد، قد اعتبرت النص الأول نموذجا أدبيا للنص الثاني. ويرى أدونيس أن النص القرآني قُرئ قراءتين: تدعم القراءة الأولى الشعرية الشفوية متمسكة بالفطرة، وتنظر إلى القرآن في ضوء بلاغة الشعر الجاهلي (النص الأرضي) وإلى الشعر الجاهلي في ضوء بلاغة القرآن (النص السماوي). أما القراءة الثانية، فقد أسست ما يسمى بشعرية الكتابة. وينظر أصحاب هذه القراءة إلى لغة القرآن بوصفها وحيا وبيانا، وبكونها تمثل، في الوقت نفسه، رؤية الغيب والبعد الإنساني والثقافي. ويرجع الفضل إلى هؤلاء في تحقيق النقلة من الشعرية الشفوية الجاهلية إلى شعرية الكتابة.


-        شعرية الكتابة: 

يقدّم الصولي أوّل دفاع شبه كامل عن شعرية الكتابة، وهي هنا الطريقة المحدثة في مقابل الطريقة القديمة (أو طريقة العرب). ويجمل سمات شعرية الكتابة في ما يلي:
-        ابتكار المحدثين معاني جديدة ولغة شعرية جديدة؛
-        اعتبار الجودة الفنية معياراً للتقويم عوض الأسبقية الزمنية؛
-        سعة ثقافة الناقد وشمولها (انعدام الثقافة لدى نقاد الشعر في عصر الصولي كان وراء معاداتهم لشعرية الكتابة)؛
-        غموض المعاني ودقتها.

وتكمن الشعرية في صناعة المجاز وأدواته. وللغة المجازية درجات أرقاها الاستعارة. ولا تكون الصورة الشعرية مستجدة وساحرة إلا إذا قرّبت بين شيئين متباعدين، وجعلت الأضداد ملتئمة، وأدخلت المتلقي في عالم من الغرابة.

-        المبادئ الجماليّة والنقدية: 

تقوم شعرية الكتابة على جملة من المبادئ التي تحدث قطيعة مع الشفوية الجاهلية، وهي: عدم الاقتداء بنموذج سابق، واشتراط الثقافة العميقة والواسعة لكل من الشاعر والناقد، وتقويم النص الشعري بالنظر إلى جودته الفنية، واعتبار الغموض سمة جمالية، وإعطاء الأولوية لحركية الإبداع والتجربة.

ومن بين الموضوعات التي يقوم عليها الفصل الثالث نذكر ما يلي:


-        التجربة المعرفية: 

تعامل النقد العربي مع الشعر الجاهلي بوصفه نموذجا ومثالا. ولم يكن، في نظره، مستودع الألحان وحسب، وإنما كان، أيضا، مستودع الحقائق. وعلى إثر هيمنة معايير الشفوية في تقويم الشعر حصل فصل بين الشعر والفكر. وحيثما رأى النقد عند هذا الشاعر أو ذاك ميلا إلى الفكر، كان يعده انحرافا عن الطريقة العربية، وينعته بصفات تغض من قيمته الشعرية (الغموض، والتعقيد، والإغراب، والمحال). وأخرج أصحاب هذا النقد أبا العلاء المعري من دائرة الشعر وسموه بالحكيم، ووسموا أبا تمام بمفسد الشعر العربي.
ويعنى بجذر "شعر" علم وعقل وفطن. وبهذا المعنى الأصلي يكون كل علم شعراً. لكن غلب على مصطلح الشعر معنى آخر يقصد به الحسّ. ومن هنا ساد الاعتقاد أن الشعر يعجز عن تقديم معرفة أو الكشف عن حقيقة. وفي هذا ما يخالف جذر الكلمة، ويحض على إعادة التفكير والنظر في المصطلح السائد للشعر والمواءمة بينه وبين الفكر.

-        القلق المعرفي: 

يتجسد هذا القلق في ثلاثة نماذج شعرية توحد بين الشعرية والفكر، وتزعج أصحاب المنظومات المعرفية الدينية والعقلية لكونها تشكك في المعرفة الكلية واليقينية، وتقدم معرفة متحركة ومتفجرة لاستنطاق المكبوت والمجهول.
النصّ النواسي: يتضمن معرفة ترفض قيم الحياة العربية والبدوية، وتدعو إلى حياة المدينة وقيمها. يتخذ أبو نواس من المجون قناعاً يختفي وراءه، ومن السكر وسيلة للتحرر من رقابة المنطق والتقاليد، ومن الخمرة قدرة للإبادة والانتشاء، والنفي والإثبات، وانتهاك المحرّم.
النص النفري: يمثل فضاءً للكشف، وإفضاء إلى المعرفة الذوقية، ومحاورة للغيب والباطن، والغوص في أعماق الذات والوجود.
النصّ المعري: جعل أبو العلاء المعري الشعر فنا للمعنى. إن الحياة، بالنسبة له، فاسدة أصلا. وما هي إلا موت يسعى. وليست ولادة الإنسان إلا خطيئة أصلية.

-        فكرية الشعر: 

وتتجسد في أربعة مستويات:
تجلي الصورة الشعرية عن الغامض والمعتم في نفس الإنسان؛
توسع الصورة الشعرية مجال المعرفة، وتكشف عن حقائق أخرى؛
تتيح هذه الكشوف والتساؤلات للقارئ إمكانات الانتقال من إطار الانفعالات إلى إطار تركيبات جامعة، ومن التجربة الشخصية إلى العام المشترك.
فيما تضيء هذه الكشوف الوجود والنفس، تقدم إمكانات للفكر والعمل، وترهص بتصورات جديدة.

-        مجازية التعبير: 

إنها الخاصية الجوهرية لهذا النص. ففيها ينصهر الفكر والشعر في وحدة الوعي. إن المجاز يرتبط بنظرة إلى الحقيقة، أو إنه لا يتضمن موقفا منها وحسب، وإنما يتضمن كذلك طريقة في التفكير، وفي الكشف عن الحقيقة، والتعبير عنها.

ويستوعب الفصل الأخير الموضوعات الآتية:

-        أزمة الهوية: 

تؤشر مسألة الحداثة الشعرية على حدوث أزمة هوية تعبيرا عن صراع داخلي (الحركات الثورية والفكرية) وعن صراع المجتمع العربي مع القوى الخارجية. وكلما اشتدت هذه الأزمة  عاد المجتمع العربي بقوة إلى القديم لدعم البنية الفكرية التقليدية. تراجعت الحداثة العربية على أثر سقوط بغداد سنة 1258، واشتعال فتيل الحروب الصليبية. ووصل التراجع أوجه مع السيطرة العثمانية. واستُؤنف الحديث عن الحداثة في خضم مواجهة المستعمر. ومع ذلك ظلت الأصول مهيمنة، ونموذج المعرفة الحقيقية النهائية. وهكذا اعتبر شعر أبي نواس وأبي تمام والتصوف وفكر ابن الرواندي والرازي وجابر بن حيان خروجاً عن القديم الأصولي، وعائقا للتحيين المتواصل للماضي. ومما زاد من هيمنة الفكر التقليدي مهادنة الفكر الحديث له، وعدم جرأته على مواجهته، وتكيفه مع صدمة الغرب الحداثي. لم يكن معظم الشعر الذي كتب في عصر النهضة إلا إحياء وبعثا لمعايير الشعرية الشفوية الجاهلية، وإعجابا بمبادئها المطلقة التي لا يجوز الخروج عنها. غير أن معارضة القديم، بحجة التجديد، لم تستند إلى حداثة القدامى (شعر أبي نواس، وأبي تمام، والكتابات الصوفية) وإنما انبهرت بحداثة الشعر الغربي اقتباسا ومحاكاة.

-        إعادة قراءة التراث العربي: 

يعترف أدونيس بأنه كان من السباقين إلى الانبهار ببريق الحداثة الغربية، ومن الأوائل الذين تجاوزوا ذلك، معيدين النظر في التراث بطرق وأسئلة جديدة. ومع ذلك فالحداثة العربية (المتأخرة) هي التي فتحت عينيه على الحداثة العربية (المتقدمة). فقراءة بودلير هي التي غيرت معرفته بأبي نواس، وكشفت له عن شعريته وحداثته. وقراءة مالارميه هي التي كشفت له عن أسرار شعر أبي تمام وأبعاده الحديثة. وقراءة رامبو ونرفال وبروتون هي التي حفزته على اكتشاف ما تتمتع به التجربة الصوفية من فرادة وبهاء.

-        الحداثة التلفيقية:

يتناقض الشعر العربي بمنحييه القديم والحديث مع الحداثة. وهذا ما ولد حداثة تلفيقية وأزيائية تتمثل عمليا في استيراد المصنوعات الحديثة، وشعريا في اقتباس أشكال من التعبير ترتبط بلغات تختلف جوهريا عن خصوصية اللغة العربية وعبقريتها. كما أسهم إغفال المبادئ العقلية التي ارتكزت عليها الحداثة، وطمس جوهرها الذي يكمن في الكشف عن أسرار الطبيعة ومجهولات الكون. إن الحداثة العربية، بمظهريها التقنوي/الآلي والكتابي، قائمة على جملة من الأوهام التي تختزل في ما يلي: وهم الزمنية، وهم الاختلاف، وهم المماثلة، وهم التشكيل النثري، وهم استحداث الموضوع.


-        شعرية الحداثة: 

تخطّت النموذجية والمرجعية، وتحركت في أفق الفرادة والإبداع والغرابة. وهذا ما جعل روادها (أبو نواس، وأبو تمام، والنفري، والتوحيدي) يتعرضون للنبذ من لدن أنصار القديم وسدنة المؤسسة التقليدية، ويوصفون بمواصفات تقلل من شأنهم وجهودهم. وقد نشأت الحداثة العربية، مع بداية القرن الثامن في بغداد، بفضل تنامي الوعي باستخدام طرق جديدة لتجاوز أشكال القديم، وبنوع من التفاعل مع ثقافات الشعوب الأخرى والتأثر بها والتأثير فيها. وكان الشرط الأول لهذا التفاعل مع الآخر هو تأكيد إبداعية الثقافة العربية وخصوصياتها.
يفرض هذا السياق التاريخي أن تبنى الحداثة من الزوايا الآتية:
-        إعادة النظر في ما أنتجه أسلافنا بطرق جديدة ومغايرة لفتح الأفق الصحيح لفهم الذات والآخر على حد سواء؛
-        التمسك بذلك اللهب الذي حفز أسلافنا على السؤال والبحث والمعرفة، من أجل أن ننتج ما يكمل إنتاجهم، برؤية جديدة للإنسان والكون، وبمقاربات معرفية حديثة. وفي هذا سر التواصل الخلاق بين السلف والخلف؛
-        التمييز بين الغرب الاستعماري والغرب الفكري للحذر من أطروحاته السياسية والتقنية الداعية إلى تدجين الإنسان العربي، والإفادة من إبداعاته الفكرية التي يمكن أن تفيدنا ليس في فهم مشكلاتنا فقط، وإنما في إنتاج المعرفة أيضاً؛
-        الابتعاد عن عقلانية العلم الباردة في التعامل مع المعطى الشعري، والتطلع إلى ما هو أسمى إنسانيا وأعمق من حقائق العلم، والإحاطة بكيان الإنسان ووجوده، والانخراط في الغامض والمرعب الذي يتجسد في الإبداع العظيم، وإثبات الحياة المتجددة؛
-        تقدم المجتمع لا يقاس بتحديث بنيته الاقتصادية والاجتماعية، وإنما يتمثل في تحرير الإنسان ذاته، وتفتحه وانعتاقه.


-        تأملاّت في الحداثة


أعادت تجربة مجلة شعر النظر في مفهوم الشعر، وكشفت أبعادا حداثية لم تكن معهودة، وأسهمت نظريا وإبداعيا في إرساء طرق جديدة في مقاربة الشعر وفهمه وتقويمه. وما يقال اليوم عن الحداثة هو استمرار وانتظام لما دشنته مجلة شعر، وتوكيد للبعدين الزماني واللازماني للحداثة: فهي زمانية لأنها متصلة في حركية التاريخ ومتعلقة بتطلعات الإنسان، ولا زمانية لكونها رؤيا تحتضن الأزمنة كلها. إن الحداثة في اللغة العربية، رغم إغراقها في قطيعتها الظاهرة، حداثة عربية، أي أنّ فهمها وتقويمها لا يتمّان إلا في سياق الإبداعية العربية، ومعايير اللغة العربية. وفي الختام يطرح أدونيس جملة من التأملات التي تصلح إطاراً لفهم الحداثة الشعرية العربية وخصوصيتها. وهي: حرية الجسد، وانفجار المكبوت وتحريره، والانخراط في صلب التاريخ، وتمثل أسرار اللغة وعبقريتها، واستكشاف طاقة اللغة، واستقصاء أبعاد التجربة، وتجديد السؤال والبحث الدائم عن المعرفة.


تبيّن المنهجية

يمكن أن تُوزّع مصطلحات المؤلَّف على مجالين، وهما مجال الشعرية والحداثة.

أ‌-      تعدد مجال الشعرية: 

لا يمكننا الحديث عن شعرية واحدة، وإنما عن شعريات تتفرد كل واحدة منها بمصطلحية خاصة:
-        الشعرية الشفوية: تستوعب ما يتعلق بطريقة الإفصاح أو التعبير لإفهام السامع والتأثير في نفسيته: التأثير المطرب، والمطابقة، والألفاظ العذبة أو المعتادة أو الفصيحة، وجمال الابتداء، وجمال الانتهاء؛
-        شعرية الكتابة: تقوم على ما يدعم فنية القول وجودته: غموض المعاني ودقتها، معارف ثرّة وعميقة، ومجازية التعبير؛
-        شعرية الفكر (أو فكرية الشعر): يصر الشاعر على المواءمة بين الشعر والفكر، واستبصار المعرفة في منأى عن المنطق والعقل: الغموض، وحقائق جديدة، والبصيرة، والحدس، والتجربة التأملية/ النفسية، ومجازية التعبير، وحدة الوعي.


ب‌-  الحداثة: 

يضع أدونيس، في مختلف مفاصل المؤلف، تمييزا جوهريا بين الحداثة التلفيقية وشعرية الحداثة.
-        شعرية الحداثة: هي متأصلة في تاريخ الشعرية العربية، ومواكبة لسيرورتها وتطلعاتها، ومن بين المصطلحات التي تشيد صرحها نذكر ما يلي: الفرادة، والغرابة، وحرية الجسد، وحداثة اللغة، وانفجار المكبوت، والغموض، والإبداع، والابتداء.
-        الشعرية التلفيقية: وهي حداثة تعنى بالزي الذي يتقادم مع الأيام، وتقتبس أشكالاً لا تنسجم مع بنية اللغة العربية وخصوصيتها، وتنهض على أوهام تصرف الشاعر عن تجديد طاقاته الإبداعية: وهم الزمنية، وهم الاختلاف، وهم المماثلة، وهم التشكيل النثري، وهم استحداث المضمون.
سعى أدونيس إلى إثبات نتيجة جليّة (الدفاع عن شعرية الحداثة) متوسلاً توجّهاً حجاجيّاً يمكن أن نجمل معالمه الكبرى فيما يلي:
-        الاستنباط: يقوم، أساسا، على مبدإ التدرج من العام إلى الخاص. وفي هذا السياق نلاحظ أن أدونيس ينطلق في كل فصل على حدة من قضية عامة، ثم يبين أجزاءها وعناصرها، ثم يبرهن على ما يجمع بين العام والخاص من معطيات مشتركة وعلاقات منطقية.
-        الإيضاح: يستعين أدونيس بكلّ الوسائل التي يمكن أن تدعم دعاواه وقضاياه، وترسخها في ذهن المتلقي، ومن ضمنها نذكر ما يلي:
-        الاستشهاد: يستشهد أدونيس، على وجه الخصوص، بنصوص تراثية لدعم أطروحته المتمثلة في خروج الشعرية العربية من رحم التراث العربي، ودحض الحداثة التلفيقية الأزيائية التي تتمثل، تقنيا، في استيراد المصنوعات الحديثة، وتكمن، شعريا، في اقتباس الأشكال التعبيرية الغربية.
-        التمثيل: يقدم أدونيس، بين الفينة والأخرى، أمثلة لدعم المعطيات المعروضة والتدليل على دعاواه وأطروحاته.
-        الانسجام: حرص أدونيس على تماسك حجج الكِتاب واتساق فصوله للدفاع عن شعرية الحداثة وإثبات مقوماتها.
-        التعريف: اضطر أدونيس إلى التعريف بالمفاهيم والمصطلحات والمبادئ لتفسير أطروحته، وتوضيح الخلفية النقدية التي تتحكم فيها.
-        المقارنة: يقارن أدونيس، بين الفينة والأخرى، بين منحيين متباينين (بين الشعرية الشفوية وشعرية الكتابة، بين شعرية الحداثة والشعرية التلفيقية، بين الحداثة الغربية والحداثة العربية) لتمييزهما، واستنتاج المتغيرات التي تفرقهما.  
يستند أدونيس إلى خلفية نقدية، تتشخّص معالمها فيما يلي:

-        يقصد أدونيس بالشعرية جماعاً من السمات التي تسم الشعر في مرحلة معينة سواء تأثرا بظروف العصر أو مراعاة لشروط التلقي أو تفاعلا مع الثقافات الأخرى. ويمكن أن تُختزل، عموماً، في مسألتين: إحداهما تهم سمات شفهية لمخاطبة جمهور أوسع، وثانيتهما تخصّ ميزات كتابية لا يفهمها إلاّ أهل الشعر.
-        يميل إلى المسألة الثانية التي أسهمت في تثبيت دعامات الشعرية وإرسائها. ويرجع الفضل في عناية العرب بجودة الكتابة إلى القرآن الكريم الذي يمثل نموذجاً أدبيا جديدا يقابل النموذج الجاهلي ويتخطاه، وإلى تفاعلهم مع الثقافات الأخرى (تأثير وتأثّر) لتوظيف المزيج الإبداعي الخصوصي في تطوير الشعر العربي. ونتيجة اهتمام الشعراء بالممارسة الكتابية، من حيث هي تمرّد على النموذجية والمعيارية والمرجعية، تشكلت البوادر الأولى للحركة الشعرية العربية التي فتحت آفاقا لتجديد اللغة، واكتشاف مجهولات الكون، والانخراط في التاريخ.
-        تخلى عن تصوره للحداثة المستلهم من الغرب، ثم تبنى منظورا جديداً يسعفه على قراءة التراث العربي محققا استقلاله الثقافي الذاتي. وقد ساعده تكوينه الثقافي الغربي على اكتشاف الحداثة العربية خارج نظامها المعرفي السائد. يحاول أدونيس بهذه المفارقة (اكتشاف حداثة العرب المتقدمة بواسطة حداثة الغرب المتأخرة) أن يخرج الشاعر العربي من الحصار المزدوج الذي يؤرقه (فهو إما تابع للثقافة الغربية أو مكرس للثقافة التقليدية)، ويحفزه على الدخول في حوار مع نفسه وتاريخه للإمساك بتلابيب الحداثة المتأصلة في حركية التاريخ العربي.


تعرّف الأسلوب


حرص أدونيس على ضمان فعالية اللغة النقدية في كل فصل على حدة. وهكذا استثمر طاقاته الإبداعية وقدراته اللغوية والنقدية في انتقاء اللفظ المناسب، ونحت أو صقل مصطلحات جديدة وشحنها بدلالات تنسجم مع رؤيته النقدية (الأزيائية، فكريّة الشعر، المرجعية، النموذجية، الحركية، الإبداعية، التشكيل النثري، شعرية الحداثة)، والتعبير عن فكرة واحدة بصيغ تعبيرية مختلفة، والمواءمة بين التقرير والإيحاء.
أسهب أدونيس في بعض المعاني بهدف التوسع فيها وتفسيرها، والتدليل على سداد أطروحاته ودعاواه.كما ردد ألفاظاً ومصطلحات لكونها تشكل عماد خلفيته ومرجعيته النقديتين، وتأكيد مدى ملاءمتها في رصد سيرورة الشعرية العربية وبيان آفاقها وتطلعاتها.
لما اختمرت في ذهن أدونيس فكرة جمع محاضراته في كتاب، اضطر إلى الاستغناء عن بعض التمفصلات اللفظية أو المؤشرات الجالبة التي تسهم في جلب اهتمام الجمهور وتلقي ردود فعله الإيجابية أو السلبية (ارتفاع عقيرة الصوت أو انخفاضه، الوقفات، تسريع الكلام أو إبطاؤه، الاستطراد، استعمال الحركات والإيماءات). وبالمقابل حافظ على بعض المؤشرات التلفظية التي تحيل عليه، وتدل على اضطلاعه بإلقاء المحاضرة. ونذكر من بين هذه المؤشرات ما يلي:
-        الإحالة: يوظف أدونيس بعض الإحالات القبلية لربط المحاضرة اللاحقة بالسابقة، وتأكيد مدى تماسكهما واتساقهما.
-        استعمال ضمير المتكلم: يستخدم أدونيس ضمير المتكلم أو يتحدث عن ذاته بضمير المتكلم الدال على الجماعة (أستخدم، أوجز، عنيت، إذا رجعنا، نلاحظ، نرى).
-        المحاضرة: من بين المؤشرات التلفظية التي حافظ عليها أدونيس هو لفظ "المحاضرة". فقد ذكرها في سياقات مختلفة.
-        الموجهات التثمينية: اضطر أدونيس إلى استخدامها للدفاع عن أطروحاته النقدية ودحض الأطروحات التقليدية أو الحداثية التلفيقية.



القراءة التركيبيّة

 استنتاج

إنّ محتويات هذا الكتاب، في الأصل، موجهة إلى المتلقي الفرنسي. وهو ما حتّم على أدونيس الاقتصار على العناصر الجوهريّة في الشعرية العربية دون التعمّق فيها أو الدخول في التفاصيل. ورغم ضآلة حجم الكتاب، فهو يرصد، من خلال محطات، تطور الشعرية العربية منذ الجاهلية إلى العصر الحديث. وما يقصده أدونيس بالشعرية هو جماع من المبادئ والسمات الجمالية التي تسم الشعر العربي في كلّ مرحلة من تطوره. في الجاهلية، تحكمت فيه شعرية شفاهية لإمتاع السامع وإطرابه. وقد كان للقرآن الكريم دور كبير في إرساء دعامات شعرية الكتابة. وأسهمت فكريّة الشعر في اكتشاف حقائق والتعبير عنها بلغة مجازية. وبيّن أدونيس أن الحداثة الشعرية تضرب بجذورها في العصور القديمة، وتستمد جذورها من أشعار بشار بن برد وأبي نواس وأبي تمام، وكتابات المتصوفة والتوحيدي.


من رحم الشعر العربي تولدت شعرية الحداثة التي جاءت نقيضاً للمرجعية والنموذجية، وفتحت آفاقاً لتجديد اللغة العربية وتجاوز الأشكال القديمة. وهكذا أسهمت شعرية الحداثة العربية في تقويض وهم المماثلة الذي يقرن الحداثة بالحضارة الغربية، وأسعفت على إعادة النظر في ما كتبه الأسلاف بطرق جديدة، ووضعوه من أسس للفرادة والإبداع والغرابة.

إعادة النظر في التراث

كان أدونيس من الأوائل الذين انبهروا بالحضارة الغربية ومعاييرها الحداثية، لكنه أعاد النظر في هذا الموقف ليكتشف مبادئ شعرية الحداثة في التراث العربي، ويستجلي أبعادها وامتداداتها. وبالمقابل، أعاد النظر في بعض القواعد التي ساعد في ترسيخها مناخ التقعيد والصراع الإيديولوجي بين العرب وغيرهم في القرون الهجرية الثلاثة الأولى. وتبعاً لذلك استُبعد من مجال الشعرية كل ما تفترضه الكتابة (التأمل، الاستقصاء، والغموض، والفكر)، ونظر إلى الوزن بوصفه جوهر الشعر، وليس باعتباره تقعيداً لحالة إنشادية/ غنائية لإمتاع السامع والتواصل معه.

إنّ قراءة أدونيس للتراث تحكّم فيها مقياس الثابت والمتحوّل. يتجسد الثابت في اعتماد معايير المرجعية والنموذجية التي ارتكز عليها الشعر الجاهلي، وأعاد إحياءها وبعثها بعض الشعراء على مرّ التاريخ لدواع وبواعث متعددة. أما المتحول، فهو يتشخص في محاولات التجديد والمغايرة التي باشرها شعراء آخرون منذ القدم لبثّ روح الجدّة في الشعر العربي، وحفزه على ولوج آفاق غير معهودة، واستكشاف مجهولاتها.
يركّز أدونيس في تأريخه لمسيرة الشعرية العربية، على ما يلي:

-        يتوقف عند المحطات الحاسمة التي تؤشر على إنتاج الشبيه أو المختلف، أو رصد الواحد المتماثل أو الكثير المتنوع؛
-        يستنتج المبادئ الجماليّة التي تسم الشعرية العربية في كلّ محطة من محطاتها التاريخية؛
-        ليست الحداثة بنية مستوردة أو مجلوبة من الغرب، وإنما هي متأصلة في الموروث الثقافي العربي القديم، ومتفاعلة مع مكوناته الداخلية والخارجية، ومتناقضة مع أشكاله القديمة؛
-        لا تقاس الحداثة بمقياس الوزنية الخليلية، وإنما بطريقة التعبير. وفي هذا السياق لا يمثل الوزن إلا جانباً بسيطاً من تكوينات وتشكيلات شعريّة جديدة تغني الشعرية العربية؛
-        تعتبر الشعرية مشروعاً لاستقصاء المجهول، ودعم الخصوصيّة الإبداعيّة، والانخراط في التاريخ، واستكشاف طاقات اللغة وأبعادها التجريبية.





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-