مكون
النصوص:
التسامح: يـا قـلـب... رياض المعلوف، الرائد في اللغة العربية
الأولى باكالوريا، الشعب العلمية
الكتاب المقرر: الرائد في اللغة العربية
عتبات النص:
تقديم: التسامح قيمة من أنبل القيم الإسلامية، التي سعى ديننا
إلى ترسيخها في قلوبنا، ما دامت حياتنا الإنسانية، تقتضيها، ذلك أنها تفضي إلى
التعايش السلمي، واحترام الطرف الآخر، ومساعدته لكونه إنسانا له حق الحياة، لا
باعتباره طرفا نقيضا يجب إقصاؤه، وتنحيته من الوجود.
ويبدو جليا
في عصرنا الحالي أن عالمنا أحوج إلى التسامح، الذي يعبر عن رحابة الصدر لتفادي
الفتنة المحلية والدولية، ولتجاوز مظاهر العنف والكراهية. وحتى نقف على أهمية
التسامح، والفضائل المترتبة عنه، سندرس قصيدة للشاعر اللبناني رياض المعلوف.
الملاحظة:
من هو صاحب النص: رياض المعلوف من مواليد عام 1912 في زحلة بلبنان، يعتبر شاعرا مهجريا إذ هاجر إلى البرازيل،
وتبنى فلسفة الحزن في شعره الذي كتبه كذلك باللغة الفرنسية. من دواوينه: - الأوتار
المنقطعة - خيالات - زورق العباب - الماء الكثير.
قراءة العنوان: عنوان القصيدة عبارة عن أسلوب نداء، يُتوجه فيه بالخطاب إلى القلب
للدلالة على علو شأنه، والمكانة التي يحظى بها لدى الشاعر، وقد تلت هذا القلب نقط
الحذف أو النقط الدالة على استرسال الكلام، مما يدل على أنه لا يختصر في لفظه، فهو
له دلالات ودلالات.
قراءة الصورة: تدلنا الصورة على يدين
متصافحتين بحرارة مما يدل على علاقة تحاب وتسامح سيدعو إليهما الشاعر بحرارة في
قصيدته.
الفهم:
القضية
المحورية: القلب
المتسامح، والفضائل المترتبة عنه، وفضله على بني الإنسان.
وحدات
القصيدة:
الوحدة الأولى: توجه الشاعر بالخطاب إلى القلب ناهيا إياه
عن الحقد الذي ليس من شيمه (خلقه)، ذلك أن ما يعرف به هو التسامح المرن، والحب،
والرفق والعطف.
الوحدة الثانية: اقتداء الناس بهدي محبة القلب التي بها يحلو
العيش، وتنقشع الظلمة الحالكة للأحقاد.
الوحدة الثالثة: إشادة بفضل التسامح في ترسيخ العلاقات
الإنسانية على المحبة، واعتباره شيمة من شيم النبلاء وذوي الأصول الكريمة.
التحليل:
الحقلان الدلاليان المهيمنان على القصيدة:
يهيمن على
القصيدة حقلان يعبران عن موقفين متعارضين:
* أولها، حقل التسامح والمحبة، وهو تعبر عنه
ألفاظ منها: سمح، رقيق، السماحة، حب، رفق، عطف، محبة، صفح، كبر، نبل، كرم المحتد..
* ثانيهما، حقل الحقد والكراهية،
وهو تعبر عنه ألفاظ منها: تحقد، الحقود الرذي، عيش كثير الضنى أنكد، دجى ليل
أحقادنا الأسود، مسيء...
المزاوجة بين الأسلوبين الإنشائي والخبري:
يتخلل
الأسلوب الخبري في النص والأسلوب الإنشائي، الذي يتمثل في النداء الذي تكرر عدة
مرات: يا قلب، يا خافقي، يا صاح، كما يتمثل في النهي: لا تحقد التي تكررت...
فالكاتب
يخبر، فلا يلبث أن ينشئ بصدد الإخبار إنشاء، ولعل وظيفة الأسلوب الإنشائي تتمثل في
إظهار علو شأن المنادى وسمو منزلته، أما وظيفة النهي فتتمثل في طلب الكف عن فعل
على وجه الاستعلاء، ما دام الشاعر أدرى بالأمور من المخاطب.
تشغيل التشبيه: يعتبر التشبيه مظهرا بلاغيا ومحسنا جماليا لذا اعتمده الشاعر، فأتى به تارة بأداة التشبيه وفق ما يتبين في المثال التالي: وكل السماحة فيك تبدت ** كبحر إذا ما انتهى يبتدي.
وقد جاء التشبيه في أبيات بدون أداته مما
يدل على أن الشاعر يود رسم صورة شعرية للمشبه تجعله هو ذاته المشبه به: وإن المـــحبة
نـور مضيء * دجى لـيل أحقادنا الأسود.
هو
الصفح خير دواء وبرء * لكل حقــود ومسيء
ردي