منهجيّة تحليل مقالة نقديّة: سوسيولوجية القصيدة العربية، نجيب العوفي
للسنة الثانية من سلك الباكلوريا – مسلك الآداب والعلوم الإنسانية
المنهج الاجتماعي، منهج تفسيري،
ينهض على تفسير الأعمال الأدبية تفسيراً اجتماعيا، الغرض منه، الوصول إلى الأبعاد
الاجتماعية التي يستضمرها العمل الأدبي بين طياته. إن المنهج الاجتماعي، من هذه
الزاوية، يروم البحث في الشروط الموضوعية، الاجتماعية أساساً، التي تحكم العمل
الأدبي.
وقد تعددت المدارس الاجتماعية في دراسة الأدب،
من أهم هذه المدارس، المنهج الاجتماعي الكمي، بريادة إسكاربيه، والذي ربط الأدب
بالسوق والاستهلاك، ونجد كذلك المنهج الجدلي المكانيكي، الذي أسسه جورج لوكاتش ..
قراءة العنوان:
يتكون
العنوان من ثلاثة أكوان دلالية؛ أولها (سوسيولوجية) والمقصود بها هنا، علم
الاجتماع، باعتباره علماً يدرس الوقائع الاجتماعية، وثانيها (القصيدة) وهي شكل فني
منظوم، قوامه الغنائية والشعرية، وثالثها؛ العربية، وهي إحالة على أن مدار الدراسة
الاجتماعية التي سيدور في فلكها النص ستنصب حول القصيدة العربية.
صاحب النص:
نجيب العوفي، ناقد مغربي، عرف باهتمامه بدراسة
الأدب استنادا إلى المناهل الاجتماعية، ويعد كتابه "درجة الوعي في
الكتابة" من أهم الكتب التي تجسد حضور التصور الاجتماعي في دراسة الأدب لديه.
مصدر النص:
نجيب العوفي،
ظواهر نصية. عيون المقالات. مطبعة النجاح الجديدة...
فرضية قراءة النص:
استنادا إلى كلِّ هذه الملاحظات، نفترض بأن النص
عبارة عن مقالة نقدية، تتوسل بالمنهج الاجتماعي في تفسيرها للقصيدة العربية.
استخلاص مضامين وأفكار النص
-
بيان الناقد أن الشاعر
العربي الجاهلي، كان لسان قبيلته، إذ كانت القصيدة عنده، مفعمة بأنغام الجماعة،
تتماهى فيها هواجس الفرد والجماعة؛
-
إبراز الكاتب أن قيم الفروسية الرعوية، التي كان
يحفل بها الشعر العربي القديم، حالت دون إنشاء مجتمع مدني مسيس، وتأكيده أن مجيء
الإسلام كبح جماح هذه القيم الرعناء، الشيء الذي أصاب الشعر العربي بحالة فصام
معقدة (شيزوفرينية)؛
-
توضيح الناقد أن انتصاب دعائم السلطة المركزية بنشوء
الدولة الأموية، أعاد للشعر ألقه وعنفوانه. إلا أن هذا العنفوان القبلي، لا يتساوق
والحضارة العربية التي طفقت تعانق عوالم التمدن؛
-
إشارة الناقد إلى أن قيام الحقبة العباسية، أبعد
الشاعر عن المعترك الشعبي، وطوح به في
أفضية الانتهازية والتكسب؛
-
توضيح الناقد أن محاولات دعاة التجديد من أجل تكسير
النموذج الشعري القديم باءت بالفشل، وبيانه أن هذا النموذج لم يرج إلا بقدوم مدافع
الكولونيالية، فارتادت القصيدة الحديثة، في هذه الفترة الزمنية المفجعة، عوالم
جديدة في الإبداع والخلق الشعري؛
-
مقارنة الناقد بين أوجه الاختلاف والائتلاف بين
القصيدة القديمة ونظيرتها الحديثة، وتأكيده أن القصيدة الحديثة، ترقد في قلب مجتمع
مشروخ، ممزق.
الجهاز المفاهيمي:
حقل التحقيب
التاريخي: المراحل الأولى، منتصف
القرن السادس الميلادي، الدعوة الإسلامية، الدولة الأموية، الحقبة العباسية،
الصدمة الكولونيالية، القصيدة الحديثة، اللحظة التاريخية الراهنة.
الحقل
الاجتماعي: لسان الجماعة، أصوات
الجماعة، وثيقة سيكو-سوسيولوجية، الأنا الجمعي، إديولوجي، تناقضات داخلية، عقله
الباطن، البنية السطحية للمجتمع، البنية الذهنية العميقة...
الحقل
الأدبي: الشاعر، الشعر،
غنائي، كورس، الرسالة الشعرية، القصيدة، الخيال، أبيات، القوافي، شكلا، التجديد،
الإبداع، تشكيلها العروضي التفعيلي، هندستها المعمارية...
جاء معجم النص مثقلا بترسانة مفاهمية مركبة.
تنهل رؤاها من حقول معرفية متعددة. إذ اعتمد الكاتب في بناء نصه على التاريخ، فلجأ
إلى التحقيب التاريخي، في استعراضه للمسار الكرونولوجي لنمو القصيدة العربية، وقد
تخللت هذا الاستعراض، مفاهيم اجتماعية، توضح أن نمو القصيدة العربية، كان مرتبطا
بالتحولات الاجتماعية المضطرمة، التي رزح تحتها العالم العربي، كما أن الكاتب لم
يغفل الحديث عن البنى الاِستطيقية، التي أفرزت في كل مرحلة من مراحل تطور الشعر
العربي. وهذا مؤشر على أن الناقد ينهج المنهج البنيوي التكويني في دراسته للشعر
العربي.
الإطار المرجعي:
استند الكاتب في قراءة تاريخ القصيدة العربية إلى إطار مرجعي متين ومحدد:
الماركسية: ويتراءى توظيفه للماركسية، عند حديثه عن القصيدة العربية القديمة باعتبارها وثيقة سوسيولوجية تعبر عن حالة القبيلة العربية. وكذا في حديثه عن التفاوت الصارخ، بين البنية الذهنية السطحية للمجتمع الأموي المتحضر، وبين البنية الذهنية العميقة الرعوية والقبلية.
البنيوية: وتحضر في النص، من خلال توظيف الناقد، لمجموعة من المصطلحات ذات الطابع البنيوي، والتي تتغيى وصف العمل الأدبي وصفا داخليا، مثل: الشكل، الهندسة المعمارية، القيم الفنية...
علم الاجتماع: اغترف الناقد مجموعة من المفاهيم من علم الاجتماع منها على سبيل التمثيل: الأنا الجمعي، المجتمع، الجماعة
التاريخ: يتمظهر في التحقيب التاريخي الذي وظفه الناقد.
الماركسية: ويتراءى توظيفه للماركسية، عند حديثه عن القصيدة العربية القديمة باعتبارها وثيقة سوسيولوجية تعبر عن حالة القبيلة العربية. وكذا في حديثه عن التفاوت الصارخ، بين البنية الذهنية السطحية للمجتمع الأموي المتحضر، وبين البنية الذهنية العميقة الرعوية والقبلية.
البنيوية: وتحضر في النص، من خلال توظيف الناقد، لمجموعة من المصطلحات ذات الطابع البنيوي، والتي تتغيى وصف العمل الأدبي وصفا داخليا، مثل: الشكل، الهندسة المعمارية، القيم الفنية...
علم الاجتماع: اغترف الناقد مجموعة من المفاهيم من علم الاجتماع منها على سبيل التمثيل: الأنا الجمعي، المجتمع، الجماعة
التاريخ: يتمظهر في التحقيب التاريخي الذي وظفه الناقد.
طرائق العرض:
1-طريقة الكاتب: وظف الكاتب
منهجا استقرائيا، انطلق بموجبه من استعراض التطور الكرنولوجي للقصيدة العربية، ليصل
في الأخير إلى استنتاج أوجه الاختلاف والائتلاف بين القصيدة القديمة ونظيرتها
الحديثة. وقد أكسب هذا التدرج المنطقي النص اتساقا والتحاما بين وحداته الدلالية.
2- الخصائص اللغوية: استخدم الكاتب لغة تقريرية تقنية مباشرة، إلا أن هذه التقريرية ليست تقريرية مطلقة، إذ تخللت النص العديد من الصيغ اللغوية المغمسة برحيق البلاغة العربية الأخاذة.
3-أساليب التفسير: السرد: كان الشاعر العربي.../ التعريف: الشاعر عضو مرموق في قبيلته.../ الاستنتاج: آفة الارتزاق بالشعر إذن.../ المقارنة: وإذا كانت القصيدة الكلاسكية... فإن القصيدة الحديثة...
2- الخصائص اللغوية: استخدم الكاتب لغة تقريرية تقنية مباشرة، إلا أن هذه التقريرية ليست تقريرية مطلقة، إذ تخللت النص العديد من الصيغ اللغوية المغمسة برحيق البلاغة العربية الأخاذة.
3-أساليب التفسير: السرد: كان الشاعر العربي.../ التعريف: الشاعر عضو مرموق في قبيلته.../ الاستنتاج: آفة الارتزاق بالشعر إذن.../ المقارنة: وإذا كانت القصيدة الكلاسكية... فإن القصيدة الحديثة...