[حصريّ للغايَة] الخطاب الحجاجي



الخطاب الحجاجي


الخطاب الحجاجي

السنة الأولى من سلك  البكالوريا، الشعب العلميّة والتّقنية



الخطاب الحجاجي هو صنف من أنواع الخطاب المختلفة يتوسّل به كاتب/مخاطِب معيّن، حتى يستثير انتباه قارئ إلى أطروحة محدّدة، ويقنعه بمقولها، متّخذا خلال ذلك مسعى من المساعي التالية:
*                                 الدفاع عن وجهة نظر معيّنة، يتبناها؛
*                                 دحض (إبطال) رأي متداول أو عبر عنه غيره؛
*                                 التعقيب على رأي ورد لدى كاتب آخر.
وتَعتَمِد هاته الكتابة بغية تحقيق هدفها، طرقا للبرهنة والاستدلال، وأساليب تداولية، وضَمِيمَات منطقية، تندرج ضمن لغة موضوعية واضحة وميسّرة.



أوّلا: طرائق البرهنة والاستدلال

أ. التعريف: فلكي يكشف الكاتب أطروحته بوضوح تام، يضبط بالتعريف مفهومها المحوري، أو المفاهيم التي تمتّ بصلة قوية إليها، فبتعريفها يتفادى أيّ لبس يمكن أن يلحقها أثناء تلقّيها.
ب. المقارنة: فهي إحدى الطرائق الحجاجية الموظفة للدفاع عن وجهة نظر معينة، ذلك أنّها تحقّق ثلاثة أغراض أساسية:
·         البرهنة على أن هناك موقفا أو بديلا أفضل من غيره (المفاضلة)؛
·         إبراز نقط الخلاف حول أمر من الأمور، كالمقارنة بين معطيات إحصائية، أو نقدية؛
·         إظهار التقاطعات الثابتة بين وضعيتين مختلفتين.
ج.  التماثل: ويتضح في محاولة إيجاد تشابه في وضعية معينة، أو تشبيه شيء بآخر.
د.السرد: وهو طريقة توظف وفقها الأحداث والوقائع  لتوضيح الفكرة، أو الظاهرة، أو المفهوم.
هـ.الوصف: وهو يحدد خصائص موقف أو وضعية، ومكونات فكرة، أو ظاهرة، أو مفهوم.

فهاته الطرق تعدّ آليات تفسيرية إقناعية يعتمدها الخطاب الحجاجي حتى يضبط دلالته الشمولية، ويجعلها دقيقة غير ملتبسة، وتتقوّى مصداقية التفسير هنا، بفضل الحجج الاستدلالية التي يحتجّ بها الكاتب، وهي حجج تكون واقعية، أو تاريخية، أو علمية، أو دينية حسب السياق النصي، بهذا وذاك يصبح التفسير عملية عقلنة المقول وإعطائه قيمة تثقيفية.
وهو يتّخذ في الكتابة الحجاجية أسلوبا من الأسلوبين التاليين:
أولهما، استدلالي استقرائي: يتمثل حين ينطلق الكاتب مما هو خاص أو جزئي، ليستخلص منه ما هو عام أو كلي، فهدف الاستقراء هنا تكوين حكم عام مبني على حقائق جزئية.
ثانيهما، استدلالي استنباطي: يتمثل حين ينطلق الكاتب مما هو عام أو كلي، ليستخلص منه تبعا لتدرج الفقرات ما هو خاص أو جزئي. فهدف الاستنباط هنا استخلاص حقائق جزئية من حكم عام ينطلق منه الكاتب.



ثانيا: الأساليب التداولية

وتتمثل في إدراج مجموعة من الأساليب اللغوية ضمن الخطاب الحجاجي قصد استدراج المتلقي للتجاوب معه، وتتمثل هاته الأساليب في ما يلي:
֎  التوكيد - النداء - الأمر-  النهي- الترجي أو التمني - الاستفسار - النفي – القصر (لا....إلاّ....) - أسلوب النفي والإثبات ( ليست....وإن....)...



ثالثا: الضميمات اللغوية المنطقية

وهي تتبين في مجموعة من الروابط اللغوية، التي تخلق تناسقات أسلوبية، وتؤدي وظائف  تنظيمية ودلالية، وتوزّع هاته الروابط افتراضا كما يلي:
-     روابط السببية: لأن، بما أن، من أجل، بحيث، قصد، بغية...
-     روابط الإضافة: الواو، خاصة، فضلا عن، إضافة إلى، علاوة على...
-     روابط التعارض: لكن، غير أن، إلا أن، على الرغم من، بالعكس، في حين أن، بالمقابل، بينما...
-     روابط الاستنتاج: لهذا، إذاً، لهذا السبب، نتيجة لذلك، والحالة هذه...
-     روابط الزمنية: حينئذ، عندئذ، عندما، آنذاك، أحيانا، في الوقت نفسه...
-     روابط التتابعية: الفاء، ثم، في البداية، في الأخير، أولا، ثانيا، ويليه...
-     روابط التفسير: يعني، يدل على، بعبارة أخرى، بتعبير آخر، هكذا، صحيح أن، بالفعل...
-     روابط الاستشهاد: مثل، وفق، حسب، بناء على، بمقتضى، كما ورد...
وتبقى اللغة التي يعتمدها الخطاب الحجاجي لغة تقريرية  مباشرة تتميز بموضوعيتها، والتزامها الواقعية حتى تكون في متناول المتلقي، تتجاوب بيسر معه، فتقنعه بمقولها.



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-