[حصريّ للغايَة] تحضير نصّ مقومات الحداثة لـ محمد سبيلا


الحداثة: مقومات الحداثة، محمد سبيلا، الرائد في اللغة العربية


مقومات الحداثة، محمد سبيلا


الأولى باكالوريا، الشعب العلميّة

المجزوءة؛ مفاهيم: (الحداثة، التواصل، الإبداع)

الرائد في اللغة العربية، ص: 87...


تمهيد

- اِستهلال للمجزوءة:
تتجاذب التواصل المعرفي مفاهيم مختلفة وبالغة التنوع والثراء، فلا يمكن لأيّ خطاب معاصر أن يخلو منها، سواء أكان  يشتغل في إطار نسق معرفي أو بدونه، ولعل من هاته المفاهيم: الحداثة والتواصل والإبداع والعولمة والديمقراطية والإيديولوجيا والنسبية والفردانية والحتمية التاريخية والخوصصة...مما أدى إلى نمو علم المصطلح نمواً كبيراً استجابة للانتشار المعرفي الحديث الذي نتج منه تدشين مئات المصطلحات سنوياً للتعبير عن المستجدات الحديثة في شتى المعارف الإنسانية، وهو علم حاول أن يخضع المصطلحات لضوابط لغوية ومعرفية.
وحتى نكون على بينة من بعض هاته المصطلحات، وحمولاتها المعاصرة سنشتغل من خلال هاته المجزوءة على مفاهيم  الحداثة والتواصل والإبداع.

الملاحظة

عتبات النص
-     من هو صاحب النص:
كاتب مغربي من مواليد سنة 1942 بمدينة الدار البيضاء، يشتغل في الحقل الفلسفي له إصدارات عديدة منها:
-     الإيديولوجيا: نحو نظرية تكاملية؛
-     الفلسفة الحديثة من خلال النصوص، ترجمة محمد سبيلا وعبد السلام بنعبد العالي؛
-     المغرب في مواجهة الحداثة؛
-     مدارات الحداثة.
-  قراءة عنوان النص:
يدلنا العنوان على المقومات التي تستوي بها الحداثة وتتخذ قوامها، فالفعل الذي اشتقت منه المقومات هو قوّم يقوّم، وهو يفيد في المعاجم تسوية ما اعوجّ، فكأن الكاتب يريد بهذا العنوان أن يدل على رغبته في تسوية مفهوم الحداثة الذي يطاله حسبه الالتباس.
-             قراءة التقديم: يدلنا هذا التقديم على مصطلح الحداثة الذي يزدوج إلى ما هو مادي يشبع الحاجيات المادية، وإلى ما هو فكري وعقلي يشبع الحاجيات الروحية.
فماذا يراد بهاته الحداثة؟
أولا، القطيعة مع الممارسات التي تتعارض مع طبيعة العصر والميل إلى الحرية لإرساء مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان؛
ثانيا، انبثاق وضع جديد يعني الابتكار والاجتهاد والاختراع؛
ثالثا، مظهر من مظاهر رقي المجتمعات وانخراطها في زمن العولمة؛
رابعا، سلوك الفرد مسلك المواطنة، الذي يمنحه حقوقاً أساسية ويشعره بواجباته نحو وطنه وبيئته ومجتمعه، ويحق له تدبير شؤون بلاده العام؛
خامسا، فكر بنّاء، وممارسة قائمة على قدرة الفرد على التعايش مع الآخر والاختلاف معه، دون مصادمات.
-             قراءة الصورة: عبارة عن لوحة تشكيلية للفنان العالمي "بابلو بيكاسو" الذي عايش القرن العشرين وتوفي سنة 1973، وتندرج هاته اللوحة ضمن تجربة الحركة التكعيبية التي أسسها بابلو مع الفنان جورج براﯕ، وهي حركة تبحث في الأشكال الهندسية وتنظر إلى الموجودات من خلالها، ولعل هاته الأشكال تغلب على لوحة الموسيقيين المقنعين التي أمامنا.
-              فرضية القراءة: استناداً إلى كل هذه الملاحظات نفترضُ بأنَّ النص عبارة عن مقالة فكرية تعالج مفهوم الحداثة.


الفهم

استثارة أسئلة النص:
-             ما طبيعة الالتباس الذي يطال مفهوم الحداثة؟
-             ما انعكاساته على تحديد مفهوم الحداثة؟
-             ما الأسس التي تميز المنظومة الفكرية للحداثة؟
-             أيمكن استنبات الحداثة في التربة المغربية؟
-             ألا يمكن لهاته الحداثة أن تنبع من التربة المغربية؟
-             ما الصعوبات التي تعترض ذلك؟
-             ما الشروط التي يشترطها الكاتب للحداثة في التربة المغربية؟
-             ما علاقة الخصوصية بالكونية؟
خلاصة الأسئلة: مفهوم الحداثة الذي أضحى شعارا سياسيا وفكرة تصاغ من خلالها اختيارات المجتمع والدولة يطاله التباس يتمثل في عدم استيعابه بكافة محتوياته، خاصة بأسسه الفكرية التي تؤسس منظومته، فما هي هاته الأسس؟
֎          الحرية – فاعلية الفرد ومسؤوليته – العقل – الرؤية التاريخية.
إزاء هاته الأسس تبادر إلى ذهن الكاتب السؤال التالي: هل يمكن استنبات الحداثة في التربة المغربية؟
هنا اشترط ما يلي:
أولا، نبعها من داخل الثقافة المغربية نفسها، ذلك أن الحداثة فكر ورؤية جديدة للعالم؛
ثانيا، احتكاكها بالغرب وبالفكر العالمي؛
ثالثا، تطوير الخصوصية في اتجاه الكونية.
فالحداثة تبعا للكاتب هي قدر هذا العصر، لذا عليها أن لا تتحول إلى عائق.



التحليل

استراتيجية التفسير والبرهنة في بناء المفهوم:
الأسلوب ومعناه، ثم مثاله في النص:
التعريف (وصف لماهية المفهوم أو مدلوله): ما يفهم من الشعار في الثقافة المغربية؛
السرد (توظيف الأحداث والوقائع للتفسير): الالتباس الذي يطال المفهوم؛
الوصف (إبراز مكونات المفهوم وعناصره): وصف أساس الحرية؛
التشابه (تفسير المفهوم بمقارنته بمفاهيم شبيهة): الحداثة والتحديث.
التناسق الأسلوبي:
لعلنا ونحن نقرأ نص محمد سبيلا، استشعرنا سلاسة الأسلوب المتناسق الأصوات والمركبات المعجمية والجمل والفقرات، فالكاتب يولي اهتماما كبيرا للغته ولعل ما يدل على هذا الاهتمام الذي يجعلها أثناء قراءتها إيقاعية، ما يلي:
-     استفتاح نصه باسم إشارة مقترن بهاء التنبيه، وهو اسم يتضمن فضلا عن هاته الهاء مقطعا طويلا يجعل الصوت يمتد ليعبر عن مقوله بعد؛
-     إدراج المقاطع الطويلة بكثرة، مما يجعل اللغة تنساب مسترسلة متأرجحة بين إيقاع يرتفع تارة وينخفض أخرى؛
-     تكرار الكلمات خاصة الكلمة المفتاح الحداثة، التي تكررت بمشتقاتها قرابة ثلاثين مرة؛
-     استخدام الكلمات المتجانسة التي قد تأتي متقاربة مثل: (الحداثة والتحديث).

 بناء النص:
أقام الكاتب نصه على تدرج فكري التزم بنظام الفقرات، الذي يجعل الفقرة السابقة ترتبط باللاحقة وتتكامل معها من حيث المعنى.
كما أقام نصه على نظام العلاقات إذ لا يمكن للحداثة أن تقوم لها قائمة، إلا إذا ما أخذنا بالحسبان الالتباس الذي يلاحقها، ونظرنا إليها في علاقاتها بمقوماتها، هاته المقومات التي لا معنى لها هي الأخرى إلا في علاقتها بالحداثة، التي تعتبر قدر عصرنا.  

تركيب وتقويم

֎          للكاتب تصور خاص لمفهوم الحداثة: ما موقفه منها؟
֎          يخاطب الكاتب نوعا من القراء، من هم هؤلاء القراء؟
֎          أيريد الكاتب تفسير قضية أم الإقناع بصحة موقف أم هما معا؟
֎          كيف نحافظ على الخصوصية الثقافية في زمن الحداثة؟       




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-